شهر «الغزل» الإيراني الأميركي.. ماذا بعد؟!

ايران اميركا
يستمر منذ أكثر منشهر الغزل السياسي من وراء الكواليس تارة وفي الإعلام تارة أخرى بين جهات إيرانية وبين الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامپ مما يُنبأ بحصول تقارب قريب بين الطرفين، وقد عبر عن ذلك وزير خارجية إيران جواد ظريف قبل أقل من شهر في تصريح له، رأى فيه أن الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة سوف يكون من حظ الرئيس الحالي دونالد ترامپ وذلك قبل أن تأتي مؤشرات استطلاعات الرأي الانتخابية التحضيرية الأخيرة.

 قد يكون ذلك الغزل  السياسي البعيد من وزير الخارجية الايراني جواد ظريف تحضيراً من طرفه للعودة إلى اتفاق إيراني أمريكي على وقع الاتفاق النووي السابق، والبوصلة تتجه ليكون الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامپ هو المبادر فيما لو فاز بجولة رئاسية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أعلن عبر الإعلام منذ يومين بأنه إن فاز في الانتخابات  الرئاسية لجولة ثانية فسيعقد اتفاقاً مع إيران في غضون ثلاثين يوماً! 

اقرأ أيضاً: حمادة يُرجّع عدم تسليم عياش.. ويدعو «حزب الله» للعودة الى الحضن اللبناني!

 وتبقى الآمال والآلآم تتأرجح بين هذا الغزل السياسي المزدوج من الطرفين ، فماذا لو كان هذا الكلام واقعياً، ماذا لو عقدت إيران اتفاقاً مع أمريكا في ظل رئاسة ترامپ ؟  

مقايضة دم سليماني 

 لو حصل ذلك فستكون إيران قد باعت ايران دم القائد قاسم سليماني بمكاسب سياسة، وهو الذي اعلنت اميركا انها اغتالته مطلع العام الحالي في بغداد، وستكون قد باعت تهويد القدس بسطرة قلم، وستكون قد نسيت عروبة هضبة الجولان بكومة من الانفراجات النقدية، وستكون قد تخلت عن أيديولوجيتها السياسية تجاه حركات المقاومة الفلسطينية الجهادية، وستكون قد تقاعدت عن مساندة حليفتها الاستراتيجية سورية في مواجهة الاعتراف الأمريكي بقانونية احتلال إسرائيل لأجزاء من الأرض السورية!  

 وأما في لبنان فسيبقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وحيداً في المواجهة مع المشروع الصهيوني بعدما أبرم داعمه الإقليمي اتفاقاً مع عدوه الإقليمي الداعم لإسرائيل.

  لو حصل ذلك فستكون إيران قد باعت ايران دم القائد قاسم سليماني بمكاسب سياسة، وهو الذي اعلنت اميركا انها اغتالته مطلع العام الحالي في بغداد

فالمراقبون يلفتون ان ايران تتعجل السلام مع واشنطن بعد ان سبقتها الامارات باتفاق سلام مع اسرائيل، وهو اتفاق يمكن ان يشمل العديد من الدول العربية الخليجية تحديدا، وهذا من شأنه ان يشدد الحصار اكثر حول ايران، لا يمكن خرقه والحد منه الا باتفاق طهران مع واشنطن.  

فكيف سيتصرف حزب الله في الوقت الذي يزداد فيه الخناق على جسمه العسكري وعلى مؤسساته الاقتصادية في لبنان من قبل الاميركيين والاوروبيين، وهل سيبقى وحيدا في المواجهة وتضحي به ايران فداء لمصالحها الكبرى؟ 

السابق
ممثل يقبّل قدم أمل عرفة والمخرج يرفض وصف المشهد بالسادي!
التالي
تبرعات غوغل تصل إلى 2.2 مليون دولار لدعم الإغاثة في بيروت!