رسائل سياسية في خطبة العيد.. قبلان: نعيش كارثة تاريخية وهناك من يلعب لعبة الفتنة

المفتي احمد قبلان

لا يشبه عيد الأضحى هذا العام الأعوام السابقة على مختلف الصعد في لبنان. فإذا كان وباء كورونا أطاح بالعادات والتقاليد الاجتماعية في مناسبات كهذه في مختلف الدول، فإن الأزمة المعيشية التي يرزح تحتها لبنان قلبت المقاييس، مع غياب مظاهر الفرح والبهجة والأضاحي ايضاً.

وفي خطة عيد الأضحى، كد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صباح اليوم “ان الناس تئن من الجوع والإفقار والعزل والحال أنّ العيد اليوم مغمّس بالعداوات والفتن التي تطوّق منطقتنا ولم تخمد منذ حوالى 10 سنوات”، لافتا الى “اننا نعاني من يأس واستنزاف وحصار شامل في لبنان وسط أزمة مجتمع وسلطة وتجار جوع وحيتان أسعار وسلع وذئاب احتكار وتماسيح متعطشة وضعت البلاد أمام كوارث مجتمعية وأخلاقية وكشفت على عجز مخيف في قدرة السلطة وغياب كلّي للضمير”.

اقرأ أيضاً: حكومة دياب «تُضحّي» باللبنانيين.. و«الثنائي» يتربص بمعارضيه جنوباً!

ورأى “ان البلد يعيش كارثة تاريخية موصوفة بكلّ المعايير فيما هناك من يناكد والبلد ينجرف بسرعة فائقة وهناك من يلعب لعبة الفتنة ويصبّ الزيت على النار”، معتبراً “ان الفتنة تبدأ بالكلمة ولا تنتهي بها ولذلك أدعو الجميع إلى عدم السقوط في مصيدة المشروع الدولي الإقليمي الذي يضيّق الحصار على بلدنا ويحول دون قيام دولة مدنيّة التي وحدها تجمعنا وتحمينا لأنّ أيّ خطأ في حسابات البعض يعني العودة إلى الفتن والإقتتال”.

واعتبر “ان قصّة الحياد مستحيلة لا لأنّنا لا نريدها بل لأنّها غير قادرة على التحقّق”، مشيراً الى “ان جزء من الحروب في المنطقة غير بعيد عن لبنان ممّا يؤكد أن البلد في قلب العاصفة ولا يمكن أن يكون محايداً بل عليه أن يكون شريكاً فاعلاً في الدفاع عن نفسه ومصالحه وإلا أصبح فريسة سهلة المنال”.

أضاف: “لنكن جميعاً في خندق واحد ونحدّد ما هي مصلحة لبنان فاستقراره من أمان الجميع وهذا يدعونا إلى التدقيق جيّداً في حساباتنا وأن نكون أكثر وعياً وجرأة في اتخاذ الموقف الذي ينقذ البلد ويعزّز وحدته”.

وتابع: “أؤكّد أهمّية الشراكة مع المسيحيين وضرورة احترامنا لبعضنا البعض وهواجس الغير والأخذ بها لأنّ لبنان شئنا أم أبينا خط تماسٍ دولي ملتهب”.

كما دعا قبلان “الحكومة إلى وقف النزف والهدر وحماية الأسواق والسلع وكسر دفاعات الحماية السياسية عن المغارات المالية في إدارات الدولة وهذا يتطلّب حسم الخيار بالتوجه نحو الشرق أو الغرب أو أي جهة في العالم تتحقق فيها مصلحة لبنان من دون قطيعة مع أحد”، مضيفاً: “نفضّل الجوع على التفريط بمصالح لبنان”.

السابق
الكردي في خطبة عيد الأضحى: ليعترف المسؤولون بفشلهم ويعتذروا من الشعب
التالي
مع تراجع الدولار في السوق السوداء.. كم بلغت تسعيرة الصرافين؟