هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 21/07/2020

مقدمات نشرات الاخبار في التلفزيونات اللبناني

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

الأنظار منذ الخامس من تموز وحتى الآن موجهة الى ما طرحه ولا يزال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من “فكرة حياد لبنان”

وأما حال الانتظار خصوصا” ما بعد عظة الأحد الماضي للراعي والتي بدت عظة ثالثة ثابتة بالتمسك بالطرح فقد حل اكثر من أي وقت مضى انتظار موقف حزب الله من الفكرة, هذا الموقف الذي لم يحصل عليه الإعلاميون بعد لقاء كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس بري في عين التينة ظهر اليوم.

في الغضون، وبعد طول جدل أقر مجلس الوزراء اليوم التدقيق المالي المحاسبي والجنائي من ضمن سلة الاصلاحات المطلوبة في مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

رئيس الحكومة حسان دياب وصف اعتماد التدقيق الجنائي بالقرار التاريخي.

لكن الخبر الآخر بالنسبة الى الجلسة هو أن أيا” من الحاضرين لم يطرح من خارج جدول العمل موضوع الطلب القضائي “الحجز الاحتياطي” على ممتلكات حاكم مصرف لبنان د.رياض سلامة”، في حين أنه عندما تم طرح اعتماد المنصة الالكترونية للشأن السياحي تقرر التشاور مع الحاكم سلامة لمعرفة قدرة مصرف لبنان على ذلك.

في الجلسة تم أيضا” إقرار سلفة خزينة لمرفأ طرابلس.
إذن مجلس الوزراء الذي انعقد في القصر الجمهوري في بعبدا، وافق على التعاقد مع شركة “Alvarez & Marsal” للتدقيق الجنائي، ومع شركتي “kpmg و oliver wayman” للتدقيق المحاسبي.

وعندما سألت وزيرة العدل ماري كلود نجم الآتي: لماذا تم استبعاد شركة كرول طالما ان البعد الأمني مشابه لكل الشركات خصوصا” أن وزيرة الدفاع زينة عكر أوضحت بأن كل الشركات في العالم التي تتعاطى الشأن المالي لها نوع-نوع من العلاقة مع اسرائيل، كما أقرنت نجم سؤالها بأن عرض”كرول” أقل ب خمسمئة ألف دولار عن العرض الذي اعتمد اليوم بمليونين ومئتي الف دولار فلم تصدر أي إجابة من أي أحد على سؤال وزيرة العدل بعدها لفت الرئيس عون الى أن شركة ألفاريز هي الأنسب وطلب تحديد شروط العقد والمهل الزمنية.

وفيما كان مجلس الوزراء منشغلا بالملفات المالية والإدارية ظل طرح البطريرك الماروني عن الحياد الايجابي شاغلا الساحة المحلية وظل الديمان محج القوى والشخصيات السياسية.

وإذ كان يرتقب كما ذكرنا أي موقف أو أي كلمة معلنة من حزب الله عن “الحياد فمن عين التينة أحجم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد عن التعليق على الطرح مكتفيا بالقول “نرقب الردود حوله”.

في جانب لبناني مضيء : شركة BENTA اللبنانية لصناعة الأدوية تفوز بصفقة الاستحواذ على مصنع FAMAR للأدوية في مدينة ليون الفرنسية وتعتزم استثمار أكثر من أربعين مليون يورو في المصنع الفرنسي وتنوي الشركة توظيف حوالى 300 شخصا من المنطقة التي يقع فيها المصنع في غضون السنوات الست المقبلة.

هنا نتحدث عن استثمارالكفاءة اللبنانية في الخارج.

في المنطقة طبول الحرب تقرع بين مصر وتركيا على الساحة اللبيبة بعد إجازة البرلمان المصري للجيش بالتحرك خارج البلاد.

تفاصيل النشرة نبدأها من مقررات جلسة مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون أن بي أن”

على الضفة الشعبية يتلوى المواطن تحت نار الأزمات المعيشية التي تطول لائحتها.
وعلى الضفة الرسمية أطل الملف المالي مجددا من باب مجلس الوزراء المنعقد في قصر بعبدا.

الجلسة الوزارية أقرت التعاقد مع شركات للتدقيق الجنائي والمحاسبي بعد نقاش حول شركة التدقيق الجنائي حيث أكدت نائب رئيس الحكومة زينة عكر أن كل الشركات المالية الأجنبية فيها مساهمين أو مدراء أو موظفين إسرائيليين ما دفع الوزراء عماد حب الله وحمد حسن وعباس مرتضى إلى تأييد التدقيق مع الإمتناع عن التصويت لأن الشركات التي تم إختيارها لها صلة بالعدو الإسرائيلي.

وعلى مستوى خطة التعافي الصحي ثمة مخاوف بعدما أضحى لبنان على شفير مرحلة رابعة من انتشار وباء كورونا.

هذا التحدي كان مطروحا هو الآخر في جلسة مجلس الوزراء وسط دعوات لاعتماد المزيد من الإجراءات المشددة للحؤول دون الإنزلاق نحو التفشي المجتمعي للوباء وهي إجراءات توازن بين عدم العودة للإقفال العام وفرض الإلتزام بموجبات الحماية من الفيروس.

وبينما كان مجلس الوزراء يركز على التدقيق المالي تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري من ديوان المحاسبة قطع حساب الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام 1997 وأوعز إلى الأمانة العامة للمجلس بطبع التقرير وتوزيعه على النواب على أن ينظر بعد ذلك بالمقتضى.

وفي عين التينة اليوم وفد كتلة الوفاء للمقاومة الذي لفت إلى سعي الرئيس بري لوضع الحصان أمام العربة لبلوغ حلول تخفف الأعباء وتحفظ أموال المودعين وتعيد الحركة الإقتصادية إلى نشاطها.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون المنار”

بمسار جديد خرجت جلسة مجلس الوزراء اليوم، ومن يدقق في النقاشات والقرارات يخرج بأكثر من اقرار التعاقد مع شركتين للتدقيق المحاسبي والجنائي. فما جرى شكل تحولا جذريا في مسار كشف ما حصل على المستوى المالي من هدر وسرقات كما قال رئيس الحكومة حسان دياب، واذا ما أضيف اليه من عين التينة خبر تسلم الرئيس نبيه بري من ديوان المحاسبة تقريره حول قطع الحساب للموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام سبعة وتسعين، يجعل العجلة المالية في الدولة تخطو في الاتجاه الصحيح.

وبحسابات وطنية ووجهة وحدوية كانت زيارة كتلة الوفاء للمقاومة الى عين التينة، والعين على اوجاع الناس واهتماماتهم والعمل المشترك للتخفيف من معاناتهم، فحضرت كتلة الوفاء بمشاريع قوانين من اجل معالجة تداعيات واعباء تلحق بالمواطنين جراء الازمة الاقتصادية الخانقة، ولم يغب المازوت ولا الكهرباء عن اللقاء، ولا قضية المطامر ولا سدود المياه، فضلا عن الملفات التربوية المصابة في زمن الجائحتين الاقتصادية وكورونا.

اما اسباب الازمة فمعروفة على المستوى الداخلي، وكذلك من يفرض الحصار على لبنان من جهات خارجية راعية للارهاب الاسرائيلي كما قال رئيس الكتلة النائب محمد رعد، الذي راى بالوحدة الوطنية رهانا وحيدا لتجاوز الصعوبات الاقتصادية وحفظ السيادة الوطنية..

في موضوع كورونا، والى رتبة شهيد الوطن رفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدكتور لؤي اسماعيل الذي قضى وهو يقوم بواجبه الانساني في مواجهة الوباء، مع التحذير من اننا امام مرحلة جديدة أكثر خطورة من التعامل مع كورونا.

اقليميا تعاون ايراني عراقي على اعلى المستويات أكدته زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى طهران، ولقاؤه الامام السيد علي الخامنئي والرئيس الشيخ حسن روحاني، على ان الزيارة بحد ذاتها زاخرة بالمعاني والدلالات، في الشكل كما في التوقيت.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون او تي في”

التدقيق الجنائي، إلى جانب المحاسبي، لم يعد حلما يتمناه الإصلاحيون، ولا وهما يخشاه المرتكبون، بل صار واقعا يرجوه جميع اللبنانيين الطامحين إلى وطن أفضل، وخطوة متقدمة على درب الخروج من مستنقع الفساد، لأن فيه شهادة براءة بالنسبة للأبرياء وإدانة بالنسبة للفاسدين، كما قال الرئيس عون قبل أيام… علما أن مطالبته بالتدقيق الجنائي، الموثقة بالصورة والصوت، تعود إلى سنوات خلت، منذ مرحلة ترؤسه تكتل التغيير والإصلاح.

في المحصلة، ما توصل إليه مجلس الوزراء اليوم أساسي، وحجر الأساس الذي يبنى عليه الإصلاح، كما أكد رئيس الحكومة، حيث سيشكل تحولا جذريا في مسار كشف ما حصل على المستوى المالي من هدر وسرقات. غير ان الأهم من إدانه المعرقلين إذا وجدوا ، والأجدى من مظاهر التطبيل والتزمير والتهليل إذا رصدت، أن يتكتل الإصلاحيون منعا لإجهاض المشروع، فالمتربصون كثيرون، وأسباب خوفهم من التدقيق أكثر من أن تحصى أو تعد.

وفور حسم مجلس الوزراء مسألة تكليف الشركات، أبدى تكتل لبنان القوي ارتياحه للقرار، معتبرا ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح لتحديد الخسائر والمسؤوليات، وشرطا أساسيا لتحقيق الاصلاح والتأسيس عليه في العلاقة مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية والدول المعنية.

وشدد التكتل تزامنا، على ضرورة إقرار قانون كشف الحسابات والممتلكات لكل القائمين بخدمة عامة، لما له من أهمية في مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية، متمنيا على النواب الاسراع في إقراره.

واعتبر التكتل ان هذا القانون هو الفيصل لتحديد من سيجرؤ على اعتماده تحقيقا للاصلاح ومن سيتهرب من إقراره.

وفي المقابل، برودة واضحة إزاء السير بالتدقيق الجنائي من جانب كتلة المستقبل، حيث أشارت إثر اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى أنها أخذت علما بقرار مجلس الوزراء، معتبرة انه كان الاجدى بالحكومة ان توافق على ان يشمل هذا التحقيق كامل مؤسسات الدولة اللبنانية واداراتها ووزاراتها منذ اتفاق الطائف، وبالاخص وزارة الطاقة.

أما في عين التينة، فنقل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه ليس متشائما، وان سعيه يتجه نحو وضع الحصان امام العربة، خلاف مساعي الاخرين الذين يحاولون وضع العربة امام الحصان.

أما عن مسألة الحياد، وعشية وصول وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت، لدعوة اللبنانيين إلى الإسراع لا التسرع في الإصلاح، كما أشار وزير الخارجية ناصيف حتي لل OTV، فاكتفى رعد بالقول: اطلعنا على موقف البطريرك الراعي، ونتابع ردود الفعل.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون أم تي في”

مثل دجاجة عمياء تتعثر الحكومة بإخفاقاتها الكثيرة تماما كما تدوس بتناقضاتها ما تعتبره نجاحات باهرة. مخلصا لهذا النهج أقر مجلس الوزراء تكليف شركة ALVAREZ-MARSEL التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان . والسؤال ، لماذا اعتماد ALVAREZ- الباهظة الثمن والتي لها علاقة باسرائيل، وليس “كرول” الأقل كلفة بأربعة أضعاف، والتي لها علاقة بإسرائيل ؟ لماذا بعد اسابيع من التأخير القاتل تحولت القناعة، بل العقيدة الراسخة، من رفض مطلق لأي عرق اسرائيلي ينبض في هذه الشركات ، الى فتوى حزب إلهية سمحت باعتماد الشركة الأقل إسرائيلية بين الإثنين ، تماما كما اسقط الحرم عن صندوق النقد وصار بابا إلزاميا للعبور الى النهوض المالي – والاقتصادي . الجواب طبعا لم يأت من الحكومة بل بالاستنتاج المنطقي ، بأن الحزب المحشور بجوع الناس ، سمح للحكومة والعهد بإنجازين هزيلين يستقبلان بهما جان إيف لو دريان غدا. وهكذا كان ، فاعتمدت شركة التدقيق واتخذ القرار بوضع سكانرات والتدقيق الملزم بكل البضائع التي تدخل لبنان عبر الممرات الحدودية . لكن لو دريان المعصب من السلطة سيقول لأركانها : انتم مهتمون بخزعبلات كثيرة والمطلوب واحد : أقله التحقيق الجنائي بالثقب الكهربائي الأسود ، الذي يبتلع كل مقدرات اللبنانيين، وخطة النهوض الاقتصادي ومحاربة الفساد.

وسيضيف لو دريان الى المضبطة الاتهامية المهينة ، بند الحياد المنقذ للبنان من حروب المنطقة التي تنعكس دمارا على تماسك الدولة ، وهو مقتنع مثل الفاتيكان ومثل كل أصدقاء لبنان ، العرب والأجانب ، ومثل معظم اللبنانيين بأن خمسين بالمئة من كارثتنا الإقتصادية-المالية سببها إجبار لبنان على الانحياز الى محور الممانعة ، وهو لن يتمكن من النهوض من هذه الكارثة مهما كانت خطط النهوض خلاقة ، وهي ليست كذلك ، إلا بإعلان حياده والتزام مندرجات الدستورين الأول والثاني وروحية الصيغة والميثاق ، وقد قالت كلها بالحياد. في الانتظار لبنان ، يتقلب على نارين : الأولى ، الأزمة الاقتصادية التي تزداد شدة مسقطة كل العلاجات الحكومية الكلامية التجريبية . والثانية ، الارتفاعات المقلقة للمصابين بالكورونا والناجمة عن ازدياد أعداد المغتربين العائدين ، والتفلت الداخلي الكبير من ضوابط الوقاية وعدم التزام التباعد الجسدي . ويزداد الطين بلة بالتقارير المقلقة عن عدم اقتصار الحالات المميتة على فئات كبار السن والمرضى ، وشمولها فئات الشباب الأصحاء ، كحال الطبيب الشهيد لؤي اسماعيل . ولنا في سياق النشرة شرح طبي لهذه الظاهرة…

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

هل يعرف اللبناني ما معنى “الغموض البناء”؟

مثال على ذلك جرى اليوم: وزير المال غازي وزني، المحسوب على الرئيس نبيه بري، عرض إسم شركة للتدقيق الجنائي، فامتنع وزيرا الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله عن التصويت بالإيجاب على اختيار الشركة وصوتا بورقتين بيضاء.

وزير المال الذي اقترح الشركة وهي Alvarez & Marsal إنطلق من تطمينات أن ليس لها علاقة بإسرائيل.

وزيرا الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله صوتا بورقتين بيضاء كتعبير عن ريبة وتشكيك بهذه الشركة من أن تكون لديها أي علاقة بإسرائيل، فإذا كانت هذه الريبة موجودة، فكيف ستتمكن هذه الشركة من العمل؟ وهل ستكون مهمتها سهلة؟

لا أجوبة شافية ووافية، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية لتكليف الشركة وتحديد ما هو مطلوب منها والمهلة التي تتطلبها لتحقيق المهمة، وقبل ذلك، من السابق لأوانه الحديث عن تقدم وانتصارات.

واعتبارا من غد سينهمك لبنان بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وإذا كانت لقاءاته مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة، من باب تحصيل الحاصل، فإن الأنظار موجهة إلى لقائه البطريرك الراعي، هذا اللقاء يأتي غداة طرح الحياد من جانب البطريرك الماروني، ويتوقع ان يكون بندا أساسيا في مناقشات لودريان مع سيد بكركي.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون الجديد”

واحد من السبعة والتسعين في المئة ظهرت آثاره اليوم من مجلس الوزراء سيرا نحو التدقيق الجنائي في مصرف لبنان حيث وافقت الحكومة على التعاقد مع شركة Alvarez & Marsal، وذهب التدقيق المحاسبي إلى شركتين أخريين وجرى استبعاد من له مكاتب في الأراضي المحتلة ولبنان لعدم تضارب المصالح غير أن وزيرة الدفاع زينة عكر أبلغت المجلس أن كل الشركات العالمية فيها إسرائيليون، فامتنع وزراء “أمل” و”حزب الله” مع تسجيلهم التأييد لمبدأ التدقيق، وأمهل مجلس الوزراء وزير المال أسبوعا من تاريخه لرفع مشروع العقد من الشركة التي ستنجز عملها في مهلة زمنية تمتد من ثلاثة الى ستة أشهر.

ومع بزوغ شمس شركة ” الفاريز” بدأ اللبنانيون التدقيق في أصولها وفروعها وصيتها عبر العالم وما إذا كانت فعلا مختصة بهذا المجال أم لها مآثر في قضايا عالمية أعقبتها عمليات احتيال وإفلاس، وإلى أن تتضح نشأة هذه الشركة وخلال مهلة الأشهر الستة يكون اللبنانيون قد أشبع بعضهم بعضا ضربا بالتدقيق الحيادي الذي ما انفك يقرع طبوله من الديمان إلى كل لبنان.

وبغياب مواسم الحجيج صار الوقوف على منصة رأس الكنيسة ومن كل الطوائف مقصدا للزائرين الساعين لحصاد سياسي واصبح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حامل شعلة الحياد يعلل موقفه بأنه عندما تداخلنا مع أحلاف وأحزاب وأعمال عسكرية أصبحنا في عزلة تامة عن العرب وعن الغرب، وأصبحنا وحدنا كما السفينة في البحر الهائج مكررا لازمة أننا عشنا حالة ازدهار ونمو وبحبوحة منذ عام ثلاثة وأربعين حتى عام ثمانين، واليوم أصبحنا “شعبا شحادا” لأننا مرتبطون هنا وهناك ويدلي الراعي بمواقف امام زواره طالبا فيها أن يكون الحياد مضمونا بقرار من مجلس الأمن لكن هل يسمح مجلس الامن بتصنيف اسرائيل عدوا للبنان في القرار الدولي المنشود أم هو سيحميها ويحيدها وتصبح اعتداءاتها على لبنان مشرعة دوليا؟ وأبعد من تحييد العدو عن أي زمن الازدهار والرخاء والنمو تحدث البطريرك الراعي من أربعيينيات القرن الماضي إلى الثمانييات؟ الحياد بضاعة مستحيلة لم يعرفها شعب لبنان.

قبل الاستقلال كان نصفه ينحاز إلى الانتداب الفرنسي والنصف الآخر مع الثورة العربية الكبرى. منذ إعلان الاستقلال، اتفق بشارة الخوري ورياض الصلح على شعار” لا للشرق ولا للغرب” لكن نصف لبنان كان مع الغرب ونصفه الاخر مع الوجه العربي في عام ثمانية وخمسين انصهر نصف لبنان مع مشروع ايزنهاور وانشقت البقية إلى مناصرة عبد الناصر فكانت ثورة عام ثمانية والخمسين قبل ذلك انقسموا في شأن حلف بغداد. وإذا كان حلف بغداد معادلة اقليمية كبرى فإن الحياد في لبنان لم ينجح حتى في خلافات الزواريب .. فأشتكى العميد ريمون ادة على نائب بيروت رئيس حزب النجادة عدنان الحكيم لانه نطق بالوحدة العربية وعلى الرغم من لقاء الرئيس عبد الناصر الرئيس فؤاد شهاب في الخيمة على الحدود الفاصلة بين لبنان والإقليم للجمهورية العربية المتحدة واتفاقهما على حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية والمحاور، ظل نصف لبنان مع الناصرية ونصفه الاخر مع الغرب وحلفائه العرب المناهضين لعبد الناصر بعد اتفاق القاهرة عام تسعة وستين لم يتغير شيء ، النصف مع القضية الفلسطينية والاخرون مع خروج الفلسطينيين حتى آخر طفل منهم حينذاك مرت طريق القدس من جونية وأنزل مخيم تل الزعتر الفلسطيني فوق ساكنيه ارتفعت المتاريس وخطوط التماس وجاء الرئيس بشير الجميل بارييل شارون إلى قلب بيروت والفياضية ومدرسة الجمهور وبعد اغتياله أكمل سمير جعجع الحرب ليس على النصف الآخر بل على نصف النصف أيضا فطار البلد مقاومة المحتل الاسرائيلي قسمت اللبنانيين ولا تزال، لا مع الوجود السوري كان لبنان محايدا ولا من دونه كان محايدا. نصفه مع سوريا ونصفه ضدها ،نصفه مع السعودية ونصفه مع ايران، نصفه مع ايران ونصفه مع اميركا.. وبموجبه ما تقدم فإنه فيه لبنان “لا حياد لمن تنادي”.

السابق
نفاذ البنزين في صور.. ومعظم محطات الوقود علقت خراطيمها
التالي
الحكومة تُوهم المعدومين بسّلة غذائية «فارغة »..والعزل «الكوروني» يتجدد جنوباً!