دياب يوسع الشرخ العربي.. وإبراهيم «يُرقع»!

يدخل عباس ابراهيم على خط التصدي للملفات الشائكة موفداً من عون في ظل تخبّط دياب وحكومته بالشروخ الناتجة عن مواقف سياسية!

يصح وصف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بأنه رجل “المهمات المستحيلة”، ليس فقط بسبب مهارته في التصدي للملفات الشائكة وآخرها طلب المساعدة من دولة الكويت موفدا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بل بسبب إستمرار تخبط حكومة الرئيس حسان دياب في معالجة الازمات وتلكؤها في تطبيق الاصلاحات المطلوبة بما يؤدي إلى المصالحة مع العالمين العربي والدولي، ويوفر على إبراهيم مشقة “ترقيع” الشروخ التي يولدها أداء الحكومة والافرقاء السياسيين الممثلين فيها مع الكويت وباقي الدول العربية.

وكان آخرها ما قاله دياب في مجلس الوزراء حيث إتهم “مسؤولين سياسيين وحزبيين في لبنان بعرقلة الاتصالات الجارية بين لبنان والعراق والكويت وقطر لمساعدة لبنان”، فاتحا الباب أمام تساؤلات عديدة أولها هل من الحكمة تصوير هذه الدول وكأنها تنصاع “لوشوشات” هذا المسؤول الحزبي أوذاك، وإذا كانت أجواء محادثات إبراهيم جيدة مع الجانب الكويتي لماذا إثارة الغبار حول هذه المهمة في هذا التوقيت، وأيضا أليس من الافضل أن يسمي رئيس الحكومة الامور بأسمائها ويكف عن “تجهيل” المحرض على المصلحة الوطنية اللبنانية؟

أليس من الافضل أن يسمي رئيس الحكومة الامور بأسمائها ويكف عن “تجهيل” المحرض على المصلحة الوطنية اللبنانية؟

ما يجب الإنطلاق منه أن اللواء إبراهيم بالرغم من أنه مشهود له ببراعته وذكائه الحاد في مقاربة الملفات التي يتولاها، إلا أنه في ملف طلب المساعدات من دولة الكويت، هو في الاساس يتكلم بإسم فريق سياسي كان حريصا  خلال السنوات الماضية على “كسر كل حيطان العلاقة السليمة للبنان مع أشقائه العرب” مما يزيد من صعوبة مهمته لأسباب موضوعية و ليست ذاتية، إذ  ُكلف بملف لا يقل تعقيدا عن الملفات التي عالجها سابقا، بل قد يكون أخطرها لأنها تتعلق بحياة أو موت الشعب اللبناني بأكمله، وهو”ظاهريا” يتعلق بطلب المساعدة العينية من دولة الكويت لتخفيف وطأة الإنهيار الاقتصادي والمالي الحاصل، حيث تزيد العقوبات الاميركية على “حزب الله” من تأثير هذا الانهيار على  اللبنانيين جميعا.

همة المدير العام للأمن العام “ترقيع” هذه العلاقة  من باب الكويت على أن يستتبعها لاحقا زيارات إلى قطر والامارات العربية

أما  فعليا فإن مهمة المدير العام للأمن العام “ترقيع” هذه العلاقة  من باب الكويت على أن يستتبعها لاحقا زيارات إلى قطر والامارات العربية لتحويل هذه المهمة إلى محاولة أكثر شمولية”، كما ينقل مصدر مطلع على هذه الزيارة ل”جنوبية”، لافتا إلى أن “كل الحركة التي يقوم بها اللواء إبراهيم تهدف إلى تحويل العالم العربي من موقع المتفرج أو غير المبالي أو المتأثر ( نتيجة العلاقة المتشنجة مع الدول العربية التي تسببتها القوى التي أوفدت إبراهيم إلى الكويت)، إلى موقع المطالب تخفيف حدة الحصار على لبنان، في ظل عدم تمكنهم من مخالفة الارادة الاميركية بعدم إستقدام مساعدات منفردة من دول عربية دون رضا هذه الادارة، وهو يحاول أن يدفع الأمور لكي تلعب الكويت هذا الدور، أما نتائج هذه المهمة فلن تظهر بين ليلة وضحاها بل هذا عمل تراكمي ولا بد للنتائج أن تظهر فجأة و بصورة جادة”.

يقر المصدر أن مهمة إبراهيم صعبة و “المتعددة الابعاد وسببها أنه ليس مسؤولا فقط عن الامن بمفهومه المخابراتي، بل أيضا بالمفهوم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمع اللبناني، ومن هنا فإن مقاربته لأي موضوع يجب أن تحيط بكافة هذه الامور مجتمعة، خصوصا أن اللواء إبراهيم بما لديه من صفات شخصية يستطيع بما يملك من حنكة وذكاء ووطنية إستثنائية، أن يقارب هذه المواضيع جميعها ويضعها ضمن خطة المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، لبلوغ  الهدف الذي من أجله قام بزيارة الكويت أو أي دولة لاحقا”، ويذكّر أنه “كما حقق نجاحات مستمرة عبر المفاوضات التي قام بها على أكثر من صعيد،  كذلك أعتقد أنه ترك البصمة الايجابية المطلوبة في زيارته الاخيرة للكويت، وأنه لا بد أن تظهر هذه النتائج في أسرع وقت ممكن”.

إبراهيم غالبا ما يحدث خروقا إيجابية في الملفات التي يتصدى لحلها، لكن الرهان هو قدرته على المحو من الذكرة العربية ما علق من مواقف سلبية أعلنها “حزب الله”

يوافق مصدر دبلوماسي على أن “إبراهيم غالبا ما يحدث خروقا إيجابية في الملفات التي يتصدى لحلها، لكن الرهان هو قدرته على المحو من الذكرة العربية ما علق من مواقف سلبية أعلنها “حزب الله” ووافقه عليها “التيار الوطني الحر” تجاه أكثر من دولة شقيقة”، لافتا إلى أن “إنسان موثوق فيه ونجح في ملفات ذات بعد إقليمي ودولي، وبالتالي إستقباله بحفاوة في دولة الكويت في الوقت الذي تقفل البلاد أبوابها و مطارها بسبب الكورونا عنصر إيجابي، كما أن التمعن بتصريحاته بعد الزيارة في دولة الكويت وللإعلام الكويتي أمر يمكن التعويل عليه، حيث قال(بحثنا في الوضع الاقليمي واللبناني على وجه الخصوص وتعودنا أن نلقى من دولة الكويت الشقيق كل تجاوب ومد يد العون والمساعدة للبنان)”.

يرى المصدر أن”التمعن بكلام ودور اللواء إبراهيم يشير إلى أن الدعم المطلوب هو إقتصادي ومالي عن طريق توفير المحروقات من دولة إلى دولة (ربما عن طريق قروض من صندوق التنمية الكويتي بسبب تعثر لبنان عن السداد مباشرة) ودعوة الكويتين إلى زيارة لبنان مما ينشط القطاع السياحي، وأيضا سياسي من خلال طلب المساندة في مفاوضات لبنان مع الجانب الاميركي للحصول على إستثناءات خلال تطبيق قانون قيصر، وقد يكون تعيين سفير جديد للبنان في الكويت هي من الملفات التي تم التباحث بها”.

على ضفة قصر بعبدا يصف الزوار ل”جنوبية” بأن “زيارة اللواء إبراهيم للكويت كانت ناحجة وإيجابية بكل المقاييس، بحيث أكد الجانب الكويتي حرصه على لبنان وعلى العلاقات الاخوية، خصوصا أن لبنان خير داعم للكويت في أزمته”، وأشار الزوار إلى أنه من “الافكار المتداولة لمساعدة لبنان مساهمة الكويت بوديعة مالية في مصرف لبنان لتعزيز مخزونه من العملات الصعبة  أو اللجوء إلى إلى الاستثمار في مؤسسات كبيرة وبحجم ينعش الوضعين الاقتصادي والنقدي”.

السابق
7 اصابات كورونا جديدة في صور.. والإشتباه بـ 9 آخرين!
التالي
بلدية بيروت تهدم حديقة المفتي حسن خالد.. والسبب مادّي!؟