وزراء الكاظمي في بيروت.. استرضاء إيران لا مساعدة لبنان!

الكاظمي
بمواجهة الازمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، وقانون قيصر الموجه ضد سوريا، اعلن امين عام حزب الله ان لبنان سوف يتجه شرقا، فاعلنت مصادر مقربة من الحزب ان ايران سوف تمد لبنان بمساعدات غذائية ومنتجات نفطية، كما اعلن عن اجتماعات بين رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب وعدد من المسؤولين في السفارة الصينية في لبنان، واخيرا فقد حضر الى بيروت امس وفد وزاري عراقي، لتقديم مساعدات مفترضة بقطاع الطاقة والنفط مقابل منتجات زراعية وخدمات طبيّة لبنانية.

لم يكن مشهد الهجوم الذي تعرض له الوزراء اللبنانيون والوفد الوزاري العراقي الزائر في بيروت ليل أمس الجمعه بأحد مطاعم “الزيتونة بيه” من قبل ناشطين مدنيين بمفاجىء ومستغرب، في ظلّ احتقان الشارع اللبناني بفعل الجائحة الاقتصادية التي فاقت جائحة كورونا خطورة، خصوصا بعد ان وصل الانهيار الاقتصادي حده الاقصى مع تدني سعر صرف الليرة لتبلغ 10 الاف ليرة مقابل الدولار الواحد.

اقرأ أيضاً: الكاظمي يخسر الجولة الأولى من معركة كسر العظم مع الميليشيات

هذا الهجوم الذي تعاطت معه عدد من الوسائل الاعلامية العراقية بعصبية وعدائية صباح اليوم واعتبرته انه يقابل الحسنة بالاساءة، قابله مصدر لبناني في حديث لقناة روسيا اليوم إن “الوفد العراقي لم يكن هو المستهدف من قبل المتظاهرين اللبنانيين إنما المستهدف كان المسؤولون اللبنانيون”، مضيفاً : “لم يتعرض أي من أعضاء الوفد العراقي إلى الأذى ولم يكن في الأساس أي اعتداء بحقهم”.

الكاظمي يسترضي إيران

منذ وصوله الى سدة منصب رئاسة الوزراء قبل شهرين، بتوافق اميركي ايراني، يسعى مصطفى الكاظمي الى رسم سياسة دقيقة تراعي المصالح الاميركية ولا تغضب ايران، واذا كانت اهم المصالح الاميركية تقضي بالتقليل من نفوذ ايران وحشدها المستشري داخل الدولة العراقية، فان ايران تريد تذكير العالم ان العراق ما زال يخضع لتأثير محورها رغم عودة اميركا القوية الى ساحته.

اذا كان مفروغا منه ان ايران لا تستطيع مساعدة لبنان، فالعملة الایرانية تسجل اليوم خسائر كبيرة وتقترب من الإنهيار (21 ألف تومان للدولار الواحد) بفعل الحصار الاميركي، فإن العراق المستثنى جزئيا من الحصار، لا يستطيع حكما ان يساعد لبنان

ولذلك وفي مسعى منها لفك طوق الحصار الاقتصادي والسياسي الذي تفرضه اميركا على حزب الله في لبنان، طلبت ايران من الكاظمي ان يبادر الى ارسال وفد وزاري لدعم حكومة حسان دياب المحسوبة على معسكر حزب الله، التي تواجه خطر انفراط عقدها، بفعل تسارع الانهيار الاقتصادي بشكل حوّل اكثر من نصف الشعب اللبناني الى فقراء معوزين، فاستجاب الكاظمي وارسل مدير مكتبه ووزراء النفط والزراعة الى بيروت في خطوة يصفها خبراء انها استعراضية، تهدف الى اظهار حسن نوايا منه تجاه طهران التي ساءها ما حصل الاسبوع الماضي بسبب حادثة الدورة عندما هاجمت قوة مكافحة الارهاب بأمر من رئيس الوزراء موقعا عسكريا تابعا لحزب الله العراق واعتقلت 13 عنصرا وصادرت صواريخ كانت مجهزة لمهاجمة قواعد اميركية، لتنتهي الحادثة بتسوية بين قوات الحشد الشعبي التي آزرت معتقلي حزب الله واستنفرت مقابل وحدات الجيش لليلة كاملة، فيطلق الكاظمي بموجبها سراح المعتقلين بعد ايام.

هل يستطيع العراق مساعدة لبنان؟

اذا كان مفروغا منه ان ايران لا تستطيع مساعدة لبنان، فالعملة الایرانية تسجل اليوم خسائر كبيرة وتقترب من الإنهيار (21 ألف تومان للدولار الواحد) بفعل الحصار الاميركي، فإن العراق المستثنى جزئيا من الحصار، لا يستطيع حكما ان يساعد لبنان وهو الذي بدأ بتلقي مساعدات وقروض اجنبية قبل شهر استطاعت تجميد انهياره الاقتصادي الذي كان وشيكا بفعل انخفاض اسعار النفط واستشراء الفساد اضافة الى الاحتجاجات المطلبية التي هتفت “إيران برّا” واتهمت مليشياتها بقتل 600 من المتظاهرين، قبل نجاح التسوية وانتخاب الكاظمي في اللحظة الاخيرة.

وبحسب مصدر عراقي مطلع قال لـ”جنوبية”، فان العراق يصدر 3.2 مليون برميل يوميا، ولكنه يعاني من نقص في المشتقات النفطية ويستوردها من الخارج بسبب عدم وجود مصافي نفطية كافية للاستهلاك الداخلي، واهمها البنزين والمازوت، اما الفيول فيجري تصديره بالسعر الرسمي لدعم الخزينة المنهكة والمثقلة بالرواتب والديون، وحتى انه يتم بشكل غير معلن اعادة خلطه بالنفط الخفيف وتصديره الى الخارج بصفته ثقيل، من اجل الافادة المادية من مردوده، وفق المصدرالعراقي المطلع.

اقرأ أيضاً: ماذا لو استقال الكاظمي؟

بالمقابل فان المنتوجات الزراعية اللبنانية التي اعلن عن امكانية تصديرها الى العراق لا يعتقد انها قادرة على منافسة الفاكهة التركية والحمضات المحلية التي تزرع في مناطق ديالا من ناحية الاسعار بسبب  بعد المسافة، فلبنان بلد غير مجاور للعراق، والنظام السوري يشترط التطبيع السياسي مع لبنان ودفع رسوم كي يسمح لبضائعه بالمرو، وهو امر مستبعد بعد فرض قانون قيصر الذي شدد حصاره على النظام السوري مهددا الجهات المتعاملة معه بالعقوبات.

السابق
بعد تغريدة لجنبلاط.. الجيش يوضح حقيقة صورة قافلة التهريب من لبنان إلى سوريا!
التالي
في طرابلس.. إشكال بالسكاكين وسقوط قتيل