«حزب الله» يعيش في جلباب أميركا!

مقاتل من حزب الله
دائما اميركا هي الشماعة التي يعلق عليها حزب الله واطراف محور الممانعه كل اخفاقاتهم، واليوم يعاني لبنان من الانقسام السياسي والانهيار الاقتصادي بفضل قيادة هذا المحور وهيمنته على مفاصل الدولة التي تتناهشها المحاصصة والفساد، فلا يجد حزب الله حرجا من تحميل اميركا المسؤولية أيضا.

لا يخجل نواب حزب الله من عملية التكاذب الإعلامي والسياسي في مسيرة مشاركتهم الفاعلة في نظام المحاصصة والطائفية والفساد البنيوي اللبناني، لا يخجلون من توجيه اللوم على الآخرين وتحميل الغير مسؤولية سياساتهم الفاسدة وغير المجدية التي حافظوا من خلالها على دويلتهم القوية على حساب دولة ضعيفة يستطيعون من خلال ضعفها الإبقاء على قوتهم التسليحية وتمددهم للسيطرة على مقدرات الطائفة الشيعية تحت عناوين المقاومة والغيرة على الدين ومواجهة العدو الإسرائيلي وما شاكل من الشعارات التعبوية التي تُصرف بقوة في المنعطفات الانتخابية البلدية والاختيارية والنيابية .. هذه الانتخابات التي  كانت تزيد مشروع حزب الله نفوذاً في تركيبة النظام اللبناني الضعيف في العقود الثلاثة الماضية ..

حماية رموز الفساد

 واليوم المنطق هو نفسه، فمع حماية حزب الله لرموز الفساد في السلطة بتحالفاته الانتخابية معهم وتفاهماته المصلحية المرحلية ومع ما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد من انهيار نقدي استتبعته انهيارات اجتماعية وأخلاقية في مختلف طبقات المجتمع اللبناني، مع كل ذلك يأتينا نائب الحزب في لقائه بالأمس ليدعو المتظاهرين المنتفضين في الشارع لتوجيه غضبهم إلى الإدارة الأمريكية التي حمَّلها بالدرجة الأولى مسؤولية ما يجري في البلاد، ليعاود ويناقض نفسه عندما قال: إن أمريكا فشلت في فرض من تريد في التعيينات الأخيرة التي أقرتها الحكومة اللبنانية !

إقرأ أيضاً: «نصرالله يُرهب لبنان بسلاحه» .. لبنانيون يجتاحون «تويتر»: الفاسدون لا يبنون وطناً!

وهكذا هو ديدن حزب الله في الفرار من المسؤولية بطفرة إلى الأمام تارة وبعودة إلى الوراء أخرى متجاهلاً كل أدواته في تركيبة النظام اللبناني المسؤولة عن ألوان من الفساد القاتل للاقتصاد اللبناني من خلال نفوذه على منافذ البلد براً وبحراً وجواً!

التهريب البري والبحري والجوّي

فالحزب يتحكم بأمن كل مقومات الإقتصاد اللبناني بالدواعي الأمنية التي يفرضها عمل المقاومة الميداني، وهو المسؤول عن جميع عمليات التهرب الضريبي التي يقوم بها التجار وجهات سياسية من منافذ البلد البرية والبحرية والجوية التي تخضع لرقابة أجهزته الأمنية المشددة منذ عقود من الزمن !

وعندما تُحرم الدولة وخزينتها من العائدات الضريببة لملايين عمليات التهريب الجمركي عبر منافذ البر والبحر والجو فتكون النتيجة المزيد من العجز في الميزانية مما سيضطر الدولة للمزيد من الاقتراض وبالتالي ترتفع نسبة مديونية الدولة بارتفاع الدين العام وبالتالي تزداد الضغوط على المصارف التجارية التي كانت المصدر الأبرز  لإقراض الدولة وبالتبع تزداد أزمات المودعين وأموال الشعب اللبناني لينتهي الحال إلى ما انتهى إليه، فالمشكلة تراكمية حزب الله يعتبر المسؤول الأكبر عنها للحيثيات التي ذُكرت .

وهناك أوجه أخرى للمسؤولية يتحملها حزب الله من خلال الفساد من إداري وغير إداري في الواقع اللبناني، ثم يأتينا نائبه حسن فضل الله بالأمس في برنامج حديث الساعة الأسبوعي عبر قناة المنار ليلقي اللائمة بالدرجة الأولى على الأمريكان، فما لكم كيف تحكمون؟!

ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود ؟

السابق
«أرفُض الذلّ والمُقاومة حقّ».. اليكم موقف نقيب المحامين من سلاح «حزب الله»
التالي
توتر في طرابلس.. ماذا يحصل بين المحتجين والجيش؟