“الأجواء السورية لنا”..هذه فحوى رسالة الغارة الجوية التي شنتها الطائرات الاسرائيلية الليلة على ضاحية مدينة حماة في بلدة مصياف، مخترقة العمق السوري عبر الاجواء اللبنانية من منطقة كسروان.
فقدأعلنت وسائل إعلام رسمية سورية أن الدفاعات الجوية السورية أحبطت هجوما صاروخيا من جهة غير معلومة على مدينة مصياف بمحافظة حماة بشمال غرب البلاد.
واوضح مصدر عسكري سوري للنشرة ان “مواقع للجيش السوري ومعامل الدفاع تتعرض لعدوان جوي اسرائيلي من الجهة الغربية مستغلا الاراضي اللبنانية للعدوان على سوريا”.
و لفت المصدر الى ان “الدفاعات الجوية لاتزال تتصدى للعدوان المتواصل على المنطقة و تسقط الصواريخ المعادية”، مؤكدا ان “الاضرار وفقا للمعلومات الاولية مادية”.
ونشر الاعلام اللبناني صور فيديو تظهر الطائرات الحربية الاسرائيلية التي لم تخف أضواءها تخترق ساحل كسروان على علو منخفض جدا وتتجه لناحية الحدود اللبنانية السورية في منطقة البقاع.
رسائل اسرائيلية في إتجاه دمشق وموسكو
وكانت أكدت السفارة الروسية في سوريا، صباح اليوم الخميس، أن الجيش السوري تسلم الدفعة الثانية من طائرات ميغ-29 المحدثة.
وأشارت السفارة الروسية بدمشق، في تغريدة على موقع تويتر إلى أن السوريين بدؤوا بالفعل في استخدام الطائرات الروسية، وفقا لوكالة ريا نوفوستي.
كان مصدر عسكري سوري قال في وقت سابق، إنه في إطار التعاون العسكري والفني بين الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية، وضمن احتفال خاص أقيم في قاعدة حميميم، قام الجانب الروسي بتسليم الدفعة التالية من الطائرات الحربية الروسية المتطورة والمحدثة من طراز “ميغ-29″ إلى الجيش العربي السوري”.
إقرأ أيضاً: «ضبط إعلامي» لا ميداني للتهريب..والأكثرية العاجزة تهدد الثوار بالقتل!
وأضاف المصدر أن “الطائرات التي تعد أكثر فعالية من جيلها السابق، نفذت تحليقها من قاعدة حميميم إلى مناطق تمركزها في المطارات العسكرية السورية”، وفقا لوكالة أنباء “سانا”.
كما أوضح أنه “اعتبارا من أول يونيو/حزيران الحالي يبدأ الطيارون السوريون تنفيذ المناوبات المقررة بهذه الطائرات في الأجواء السورية”.
تفوق سلاح الجو الاسرائيلي على السوري
ولا يستبعد محللون ان توقيت الغارة الاسرائيلية المسائية الليلة جاء ردّا على الاعلان الصباحي للسفارة الروسية عن وصول الجيل الجديد للمقاتلات الروسية ميغ 29 المزودة باجهزة ملاحة وتصويب حديثة، وذلك في رسالة قوية من تل أبيب باتجاه دمشق وموسكو، مفادها امرين اساسيين:
اولا: تثبيت تفوق سلاح الجو الاسرائيلي ومن خلفه الاميركي على نظيره السوري والروسي، وكذلك اثبات عدم جدوى صواريخ اس 300 المضادة للطائرات التي اشتكت دمشق الشهر الفائت من فشلها بالتصدي للطائرات الاسرائيلية المغيرة، على الرغم مما شكله التصريح العسكري السوري لوكالة سبوتنيك من احراج للصناعات العسكرية الروسية المنتجة لتلك الصواريخ.
ثانيا: تثبيت المعادلة السياسية التي تسمح لاسرائيل بشن هجمات على السلاح الايراني ومخازن صواريخه الدقيقة القادمة الى حزب الله، وانه سيجري تدمير طائرات الميغ 29 التي وصلت حديثا من روسيا في حال اقدمت على التصدي للطائرات الاسرائيلية المغيرة.
