«حزب الله» يُنكّل بـ«اليونيفيل»..ويفتعل «غضب الأهالي» في بليدا وميس الجبل!

اعتصام في بليدا لمنع مرور الكتيبة الفنلندية
مع الحديث عن سعي اميركي وإسرائيلي لتعديل قواعد الاشتباك لقوات "اليونيفيل" وتمكينها من التفتيش عن مخازن سلاح "حزب الله" في الجنوب وبالتزامن مع المطالبة الدولية بضبط الحدود بين لبنان وسوريا، كثرت خلال الشهر الجاري الاشكالات بين اليونفيل والاهالي بتوجيه من "حزب الله" في بليدا وميس الجبل.

منذ انتشارها الموسع من بضعة مئات الى ما يقارب الـ15 الف عسكري وضابط في الجنوب بعد حرب تموز 2006، لم تهدأ الجبهة بين الاهالي والبلديات وقوات “اليونفيل” حيث سجل ما يقارب الـ50 احتكاكاً طوال 14 عاماً على خلفية اتهام بلديات الشريط الحدودي السابق والتي تدور في مجملها في في فلك “حزب الله”، بأنها تتجاوز حدود صلاحياتها  وانها تفتش عن مخازن سلاح “المقاومة”.

هذه الظاهرة من الاحتكاكات، بددتها قيادة “اليونفيل” المتعاقبة، عبر دخولها بوابة البلديات من الانماء وانارة الشوارع، وصولاً الى ملف فرز النفايات، وتشجيع الحرف اليدوية، والعديد من مشاريع الري والزراعة وتوصيل مياه الشفة الى الاحياء النائية وغيرها وخصوصاً من جانب الكتيبة الايطالية والفرنسية والكورية الجنوبية.

اول ايار بداية الاشكالات

ومنذ فترة طويلة خمدت هذه الاحتكاكات الى ان اطل الاول من ايار الجاري اذ أعلنت بلدية بليدا- قضاء مرجعيون، في بيان، أنه “ظهر يوم الجمعة 1/05/2020، وفي تمام الساعة الواحدة وأربعين دقيقة، أقدمت دورية لليونيفيل التابعة لقوة ال F.C.R، مؤلفة من ثلاث جيبات من الفريق الفنلندي، بالدخول بسرعة جنونية إلى الأحياء الداخلية لبلدة بليدا، وبدون التنسيق، وبدون مرافقة الجيش اللبناني، والتوجه إلى مسلك ضيق متفق مسبقا مع اليونيفيل والجيش والبلدية على عدم دخول الآليات فيه”.

منذ اول ايار حدث اشكالان بين اهالي بليدا والقوة الفنلندية كما اعترض اهالي ميس الجبل اليوم على الازعاج الذي يسببه موقع المفيلحة

أضافت: “صدمت الدورية أثناء دخولها سيارة بيك أب لأحد أبناء البلدة، ولم تتوقف، وتابعت سيرها مسرعة فصدمت أحد أبناء البلدة بيده ورجله، مما استدعى نقله إلى المستشفى حيث أجريت له الاسعافات والصور الشعاعية اللازمة، وتبين وجود رضة في قدمه استدعت تركيب الجبصين “الجبار”، وتابعت الدورية سيرها وصدمت سيارتين على جانب الطريق واصابتها بأضرار، ومن ثم أكملت سيرها باتجاه الكتيبة النيبالية في مرج العبد بين بلدة بليدا وعيترون بعدما لحقها عدد من أبناء البلدة لتوقيفها بسبب الأضرار التي خلفتها”.

وأوردت البلدية “ملاحظة” جاء فيها: “بعد الحادث استنكر أهالي البلدة العدائية التى حصلت من قبل الدورية، وتجمعوا أمام مبنى البلدية، وعرض المتضررون منهم آلياتهم”.

إقرأ أيضاً: بين «السافاك» و«الحرس»..إيران تَعيث فُرقة بلبنان وشيعته!

وختمت مستنكرة ما حصل، ومطالبة “بفتح تحقيق لمعرفة حقيقة ما جرى ومحاسبة المتسببين بهذا الحادث والتعويض على المتضررين، مع حرص البلدية الدائم على أفضل العلاقات وامتنها بين قوات اليونيفيل وابناء البلدة”.

إشكال آخر

ولم تنته القصة بين الجانبين هنا بل وقع اشكال، مساء امس ايضاً، وبعد  21 يوماً على الاشكال الاول بين شبان من بليدا – قضاء مرجعيون، وبين عناصر من الكتيبة الفنلندية العاملة في قوات اليونيفيل العامة في جنوب لبنان، وذلك على خلفية منع القوّة من القيام بدورية راجلة من دون مرافقة الجيش اللبناني.

وتسود البلدة حال من الغليان بعد تضرّر عدد من السيارات بسبب الآليات العسكرية اثناء انسحاب الدورية.

وبحسب المعلومات، فقد حضرت عناصر من مخابرات الجيش اللبناني لحلّ الاشكال، وعلم أيضاً ان هناك توجه لدى الاهالي لتنفيذ اعتصام على خلفية ما حصل.

واحتجاجا على ما حصل قطع شبان من بلدة بليدا الطريق عند مدخل بلدة محيبيب المجاورة.

وعلق الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل اندريا تيننتي على الإشكال، بالقول: “نحن ننظر في الحادثة، وقد باشر القائد العام لليونيفيل تحقيقا بالتنسيق مع الجيش اللبناني”.

بيان اخر للبلدية

وفي بيان آخر للبلدية قالت فيه ان بعد الحادث الاولي في 1/5/2020 اعادت دورية اليونيفيل القوة الفنلندية التابعة للقائد العام اعتداءها على الاهالي وسيارات المواطنين اثناء قيامها بدورية آلية وراجلة في منطقة الجميلة غاصونة دون تنسيق ومواكبة الجيش اللبناني .

إن بلدية بليدا اذ تستنكر هذا الاعتداء المتكرر بينما كانت تنتظر حلا لتداعيات الاعتداء الأول والتعويض على المتضررين يأتي ذلك ليطرح الكثير من علامات الأستفهام حول اداء هذه القوة بالذات والمهام الموكلة اليها .

تطالب البلدية بفتح تحقيق عاجل وفوري من قبل قيادة اليونيفيل ومحاسبة المتسببين به وهي لن تتهاون في متابعة وصون حقوق الاهالي المتضررين ولحينه تعلن البلدية تعليق كافة الأنشطة واللقاءات مع اليونيفيل حتى تحقيق ذلك.

اعتصام

وتجمع عدد من الشبان تجمعوا في ساحة بلدة بليدا، بدعوة من البلدية، للمشاركة في وقفة استنكارا لما تقوم به قوات “اليونيفيل” من “اعتداءات على أملاكهم الخاصة”، ودعوا الى محاسبة المعنيين في الموضوع.

العدوى تنتقل الى ميس الجبل

ومن بليدا الى ميس الجبل، تكرر الامر، اذ استنكر أهالي بلدة ميس الجبل- سكان منطقة المفيلحة “الازعاج الذي يتسبب به مركز اليونيفيل في المفيلحة”.

وقالوا في بيان: “نرفع صوتنا ونوصل صرختنا الى كل من يعنيه الامر، لمعالجة ما آلت اليه الامور في منطقتنا، لأننا انتظرنا طويلا، وفرغ صبرنا من الوعود الفارغة والكتب والعرائض”.

وتوجهوا الى “المعنيين في الجيش وبلدية ميس الجبل، للتدخل سريعا ووضع حد للتمادي والضرر والازعاج الذي يتسبب به مركز اليونيفيل في المفيلحة. فأصوات مولدات الكهرباء المزعجة التي تكاد لا تنطفئ وهي بدون كواتم صوت وملاصقة للمنازل، الموسيقى الصاخبة والمزعجة ليل نهار، الكلاب الشاردة والمفترسة التي تهاجم البيوت وتتعرض للاولاد وتفتك بالمزروعات، هذه الامور كلها، وغيرها من المشاكل اليومية التي تواجه منطقتنا وأهلنا”.

وحذروا “اليونيفيل عبر اللجان التنسيقية العسكرية والامنية والبلدية، من التمادي في عدم معالجة هذه الامور، والا سنضطر مرغمين الى التصعيد”.

رسائل من “حزب الله”!

وتقول مصادر جنوبية حدودية ان كل ما يجري هو كناية عن رسالة من “حزب الله” الى مجلس الامن والى قوات “اليونفيل” والبلدان التي تتحدر منها ولا سيما الفرنسيين والايطاليين والى الاميركيين والاسرائيليين ان اي تغير في “قواعد الاشتباك” او مجرد التفكير بالبحث في المنازل والقرى والتفتيش عن مخازن السلاح سيواجه بالعنف المتدرج.

كل ما يجري هو كناية عن رسالة من “حزب الله” الى مجلس الامن والى قوات “اليونفيل” ان اي تغير في “قواعد الاشتباك” اوالتفتيش عن مخازن السلاح سيواجه بالعنف المتدرج

ويبدو انه “عنف اهلي” مبدئي وسيتطور الى ما هو اخطر اذ لوح الاهالي والبلديتين في بليدا وميس الجبل وطبعا بلسان “حزب الله” الى امرين: الاول منع “اليوينفيل” من التنقل داخل القرى والاحياء ومن دون التنسيق مع البلديات والجيش اي يعني اخذ الاذن من امن “حزب الله” في القرى حيث يجب ان يمروا او لا. وثانياً نبش قضية المقرات في اطراف القرى ولا سيما في  المفيلحة في ميس الجبل علماً ان المركز موجود منذ العام 2006 ولماذا الانزعاج منه في هذا التوقيت!

مستمرة حتى التجديد لليونيفيل

وتقول المصادر انها “رمانة تجاوزات” اذ يبدو ان “اليونيفيل” تريد في جزء منها توسيع مهامها وفي المقابل يتوجس”حزب الله” من هذا الامر وهنا تغدو القلوب “حزبية مليانة”.

وتلفت الى ان هذا التوتر سيبقى حتى موعد التمديد لـ”اليونفيل” في آب المقبل، وخصوصاً ان توقيت ما يجري مرتبط بمطالب اميركية واسرائيلية واوروبية بكف يد “حزب الله” الحدودية، وضبط الحدود بين لبنان وسوريا، وهذا امر يرى فيه “حزب الله” اغلاق “باب رزقه” السوري من التهريب والسلاح والتجارة على انواعها، والتي تدر عليه العملات الصعبة المفقودة لديه.

السابق
في جل الديب.. فشل في الانتحار فدخل في نوبة عصبية!
التالي
«المستقبل» ترفض الحديث عن الفيدرالية.. وتنبّه من مخاطر الإنقلاب على الطائف!