معبر «رسمي» بين «حزب الله» وسوريا!

معابر غير شرعية

ملف المعابر بين لبنان وسوريا الذي فتحته الكلفة الباهظة لتهريب النفط والقمح المدعوم لبنانيا الى مناطق نظام بشار الاسد ، لا يبدو انه سيمضي الى الاغلاق قريبا.والسبب الرئيسي لبقاء هذا الملف مفتوحا ،هو ان لا سلطة في لبنان بإمكانها السيطرة على هذه الحدود فيما لو أرادت ذلك. وإذا ما أفترضنا ان الحكومة اللبنانية التي تتحمل مسؤولية ضبط الحدود قررت اليوم، (وهي لن تقرّر) ،ان تفرض التدابير التي تنهي عملية التهريب هذه، فهي ستضع نفسها في مواجهة مباشرة مع “حزب الله” الذي يتصرف على اساس ان لا حدود بريّة بين بلديّن هما فعليا ينتميان الى نفوذ حزب يرتبط عضويا بإيران ونظام متحالف مع طهران.

اقرأ أيضاً: الجاهزية العملانية لإيران وحزب الله في الغرب

ليست قضية التهريب بين لبنان وسوريا جديدة.فمنذ ان نال  البلدان إستقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي بعد الانتداب الفرنسي عليهما ، كان التهريب في الاتجاهيّن يحقق منافع مادية جمّة تتم بتواطؤ من السلطات في البلديّن .ويتسع نطاق التهريب في زمن الازمات التي عصفت بين الدولتيّن بحيث صارت الحدود منافذ لتسريب السلاح في ثورة 1958 ومن ثم في الستينيات من القرن الماضي عندما بدأ يتكوّن نفوذ العمل الفلسطيني المسلح في لبنان وصولا الى تكوين نفوذ “حزب الله” بدءا من ثمانينات القرن الماضي بقرار سوري-إيراني مشترك.

عندما تحدثت “النهار” الى اوساط قريبة من “حزب الله” عن حجم الاذى الذي يلحق بلبنان حاليا جراء التهريب الى سوريا المواد المدعومة بالعملات الصعبة التي تتناقص لدى المصرف المركزي من دون أن تُعوّض ، كان جواب هذه الاوساط ان لا علاقة للحزب بهذا التهريب الذي يقوم به افراد وجماعات تتوخى الربح، تماما مثلما كان يحصل أيام كان هناك فارق في سعر المحروقات لمصلحة تهريبها الى لبنان.

في قراءة متأنية للكلمة الاخيرة التي القاها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يتبيّن للمراقبين ان هناك مصالح متجذّرة بين الحزب والنظام السوري تتفوّق على معاناة لبنان من موجهة التهريب الحالية.وكان لافتا في هذا السياق قول نصرالله أنه “يجب حل موضوع التهريب إلى سوريا، ولا أتكلم عن موضوع إنتقال مقاتلي المقاومة وإنتقال سلاح المقاومة “. وما لم يقله الامين العام للحزب، يفصح عنه سكان الحدود الشرقية. فقد أبلغ بعضهم “النهار” ان هناك معبرا يشبه بالاجراءات المطبّقة عليه، المعابر الشرعية مثل معبر المصنع الشهير على الطريق بين بيروت ودمشق.ومن مميزات هذا المعبر غير المعروف انه يحظى ببوابة تفتح وتغلق كما هو حال بوابات الحدود المعروفة.كما ان العناصر المولجة بإدارة المعبر هي من الجانب اللبناني تابعة ل”حزب الله” ، ومن الجانب السوري عناصر أمنية تابعة للنظام.ووفق رواية هؤلاء السكان ،فأن العابرين يحظون بتصريحات مكتوبة تتيح لهم العبور.

بإختصار، إن واقع “حزب الله” على الحدود الشرقية هو بحجم دولة.

السابق
جولة على «المحجورين» في صور.. إرشادات ومحاضر ضبط!
التالي
بعد إطلاق النار على راعٍ.. طيران العدو يُحلّق جنوباً