أسرار إنهيار الليرة السورية..«حزب الله» يسحب الدولار من الشام ورامي مخلوف يُهربه الى الخارج!

رامي مخلوف الاسد

يبدو ان المصائب لا تاتي فرادى لحلفاء “محور ايران” في المنطقة، اذ باتت الازمة شاملة مع شح الدولار وحاجة ايران الى المال وتوقف مساعداتها بالعملة الصعبة الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد و”حزب الله” او شحها الى الربع تقريباً. ومع استفحال العقوبات والحصار الاميركي على هذا المحور، يصدر كل منهما الازمة للآخر ويظهر ذلك جلياً مع انهيار الاقتصاد السوري واللبناني وتراجع سعر الليرة اللبنانية والليرة السورية بشكل هستيري امام الدولار ليؤكد عمق الازمة التي يعيشها هذا المحور. وفي جديد اسرار انهيار الليرة السورية وفقدان الدولار وارتباطها بالتهريب بين لبنان وسوريا، كشفت معلومات من داخل سوريا ان اسباب الانهيار يقف وراءها “حزب الله” الذي يسحب دولارات التهريب من الشام ورامي مخلوف الذي هرب المليارات الى خارج سوريا خوفاً من وضع الاسد يده عليها!

من ازمة صامتة الى كارثة!

 وكشف ظهور رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، حاجة الحكومة السورية الماسّة إلى المال، وأظهر عمق الانهيار الاقتصادي وعجز هذه الحكومة عن إيجاد الحلول، حسب محللين في دمشق. وأشاروا إلى التدهور السريع في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي وإلى موجة ارتفاع قاسية في الأسعار وصلت إلى 200%….

تفاقم عُقدة الدولار

ومع تفجر التوتر، بداية أيار الجاري بين مخلوف (51 عاماً)، الذي كان لعقود يعد أبرز الأعمدة الاقتصادية من جهة والحكومة من جهة ثانية، وظهور الخلاف إلى العلن، بعدما طلبت الأخيرة تسديد نحو 180 مليون دولار كجزء من مستحقات للخزينة، ورفضه الامتثال لطلب الحكومة عبر فيديوهات متتالية لأن «الظلم فاق طاقته» على حد قوله، خسرت الليرة نحو 35% من قيمتها، حيث تراجع سعر صرفها أمام الدولار الأميركي من 1200 إلى 1600 بعدما كان قبل اندلاع الأحداث في سوريا التي دخلت عامها العاشر منتصف آذار 2011 ما بين 45 و50 ليرة. 

احتياط المركزي السوري: صفر دولار!

ويقول خبراء اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط»، إن الأزمة بين الحكومة ومخلوف قائمة بشكل صامت منذ أكثر من عام، لكن الجديد حالياً هو ظهورها إلى العلن بهذا الشكل، و«انفضاح حاجة الحكومة الماسة للدولار وسقوط ورقة التوت عن صمودها»، الأمر الذي يبدو أنه من أبرز أسباب تفجرها بهذه الشكل، ذلك بعد تراجع احتياطي «مصرف سوريا المركزي» من العملات الأجنبية من نحو 20 مليار دولار إلى الصفر خلال سنوات الحرب بسبب العقوبات الاقتصادية، ودمار الجزء الأكبر من القطاعات الاقتصادية الذي أدى إلى تراجع إيرادات الحكومة بنسبة كبيرة، و«توقف حلفاء دمشق (إيران) عن دعمها مالياً مع الضائقة الاقتصادية التي فرضتها عليهم العقوبات الغربية وفاقمتها أزمة (كورونا)». 

إقرأ أيضاً: العالم يرزح تحت الجائحة..«كورونا» الفتاك لا يرحم: 4.6 مليون إصابة و308 ألف وفاة!

ويرجّح أحد الخبراء أن يكون مخلوف عمل منذ أوائل عام 2019، عندما كانت الأزمة بينه وبين دمشق لا تزال في إطار الكتمان، على إخراج كميات كبيرة من الدولارات الأميركية إلى خارج سوريا، ويقول: «يشتبه كثيرون بأنه قام بشيء مماثل مؤخراً، ما زاد الطلب على الدولار في الداخل ورفع سعره».

 ويوضح خبير آخر، أن «اقتصاديين ورجال أعمال توقعوا منذ أواخر عام 2019 الماضي، انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار من 850 ليرة في حينه، إلى 1500 مطلع شهر شباط الفائت، فإن تشديد الحكومة لعقوبة التعامل بالدولار واتباعها الحل الأمني في عملية ضبط سعر الصرف أدى إلى تأجيل القدر المحتوم».

ازمة لبنان وتأثير “حزب الله”

ويشير إلى أن ما فاقم أكثر من تدهور سعر الصرف وبشكل متسارع مؤخراً، إضافةً إلى تفجر الأزمة بين مخلوف والحكومة، استعار الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان المجاور، ذلك أنه ورغم إغلاق الحدود بين البلدين في إطار إجراءات كل منهما لمواجهة انتشار وباء «كوفيد – 19»، فإن السحب اللبناني للدولار من الأسواق السورية استمر، عبر عناصر «حزب الله» الذين لم تتأثر حركتهم بين البلدين، بعدما شكّل السحب اللبناني للدولار من أسواق دمشق العامل الرئيسي في الضغط على الليرة السورية في فترة ما بعد 17 تشرين الأول في لبنان.

السابق
العالم يرزح تحت الجائحة..«كورونا» الفتاك لا يرحم: 4.6 مليون إصابة و308 ألف وفاة!
التالي
ملاحظات محرجة من «الصندوق»..ومطالب من تحرير سعر الصرف وتصفية المصارف!