«كورونا» يتمدد محلياً وإغترابياً..والدولار والأسعار «ينهشان» بلا هوادة!

الصرافة انتقلت في البقاع من المحلات الى السيارات
النسيج اللبناني مهدد في اتجاهات عدة: "كورونياً" ومعيشياً ولكن الاخطر تحلل الامن الاجتماعي في ظل تفلت سعر الدولار وقصور وتقصير الحكومة في واجباتها ما ينذر بالخطر الشديد. (بالتعاون بين"جنوبية" و"مناشير" و"تيروس").

لا تشي ارقام الفحوصات “الكورونية” بالخير ابداً، مع زيادة لافتة في ارقام الاصابات على مدار اليوم فتبدأ ظهراً  في تقرير وزارة الصحة كاليوم مثلاً، بـ5 اصابات جديدة نصفها في  صفوف المغتربين العائدين من الخارج، ليصل عصراً في تقرير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، الى زيادة حالتين، ومن ثم مساء بخلية الازمة ليصل آخر المساء الى 10 حالات من بين عشرات الفحوصات التي اجريت وظهرت نتائجها. وهذا يعني ان يومياً هناك انتظار لنتائج عشرات اخرى من الفحوصات.

تخوف من الموجة الجديدة!

ويؤكد مختصون في علم الاوبئة ان لبنان لم يصل الى الذروة او الـ”pic” بعد، اي ان الآتي اعظم وستكون المرحلة الثانية او الموجة الثانية اشد وقعاً، ويتوقع اصابة 50 في المئة زيادة عن العدد الموجود حالياً وذلك بين 20 نيسان و20 تشرين الاول!

ووفق الارقام المعلنة اليوم وصل عداد “كورونا” مساء الى 738 حالة بزيادة 10 عن الامس ويتوقع ان تتضاعف غداً مع ارتفاع عدد الفحوصات.

وكان لافتاً زيادة عدد الفحوصات لتصل الى 1500 يومياً وما فوق، وقد اجري حتى اليوم 133616 فحص كورونا، وهذا سيؤدي حكماً الى ارتفاع عدد الاصابات المثبتة والمؤكدة مخبرياً.

في المقابل يعيش المجتمع اللبناني اخطر لحظاته على الإطلاق، وخصوصاً لجهة تهديد نسيجه بالتدمير الداخلي جراء الفقر والعوز وارتفاع البطالة وقلة الدخل وانعدام السيولة وفقدان ادنى مقومات العيش، وصولاً الى اخطر سلاح ضد اي شعب وهو سلاح غلاء المعيشة وندرة السيولة لشراء ربطة الخبز.

إقرأ أيضاً: الليرة الى مثواها الاخير..وحكومة دياب «تدفع» باللبنانيين الى الشارع!

ومع وصول الدولار الى عتبة الـ4 الاف ليرة، وعجز الحكومة الكامل وقصورها وتركها المواطنين لقدرهم المعيشي والاجتماعي، لوحظ انتهاء “التعبئة العامة” وارتفاع الاصابات “الكورونية”، وكذلك ارتفع معدل جرائم القتل والسرقة والسطو المسلح والاحتيال ليبلغ ارقاماً مروعة اسبوعياً وشهرياً.

وامام هذا الواقع لم يبق امام الجياع والثائرين، الا افتراش الشارع وعدوهم الدولة والسلطة وقواها الامنية من امامهم، ومن خلفهم يلاحقهم الجوع و”كورونا”.

البقاع

مع العودة التدريجية عن “التعبئة العامة”، عاد البقاعيون الى أعمالهم بشكل طبيعي واعتيادي، فلم ينتظروا الاوقات المحددة، الا لمن فقد عمله او تُرك على قارعة البطالة، يقتات وعود حكومة لمساعدات اجتماعية طارت مع الريح، في ظل ارتفاع بسعر صرف الدولار بشكل جنوني ومعه ارتفعت اسعار المواد الغذائية.

اما الذين استفادوا من المساعدات غالبيتهم اشخاصاً ليسوا بحاجة، او لاعتبار ان هذه المساعدات التي وزعت بناء على امتلاك المواطنين لنمر عمومية، ولمن سجل اسمه في برنامج الاسر الاكثر فقراً، ولذوي طلاب المدارس الخاصة، وغير ذلك ترك تحت رحمة احزاب وتيارات سياسية وجدت من هذا الفراغ مادة دسمة لابتزاز الناس “بكرتونة” او مساعدة مالية أشبه اليوم برشوة تقدمها الاحزاب لمناصريها لإسكاتهم فيها خوفاً من اللحاق بـ”الثورة”.

بعلبك الهرمل

وكان لافتاً ليل امس المسيرة الحاشدة التي نفذت في الهرمل للتعبير عن استمرار الثورة بوجه هذه السلطة الجائرة. لمناسبة الأول من أيار، التي انطلقت من ساحة الشهداء في المدينة الى ساحة السرايا، وردد المتظاهرون هتافات مطلبية تندد بالسلطة الحاكمة وبخطة الحكومة الاصلاحية، مؤكدين “عودة الحياة والنشاط الى ثورة 17 تشرين في الهرمل وجوارها، كما كل لبنان”.

ثوار بعلبك: الحراك الثوري مستمر وعاد الى زخمه أكثر من الأول لان “الثنائي الشيعي” غير قادرعلى تعويض خسائر الناس

ولفت  نضال أحد الناشطين اليساريين في الهرمل لـ”مناشير” الى ان الحراك الثوري مستمر وهو اليوم عاد الى زخمه أكثر من الأول، ويعيد السبب الى ان “الثنائي الشيعي” غير قادرعلى تعويض خسائر الناس”. وقال “الكرتونة لا بتقدم ولا بتأخر، ولا حتى اي نوع من المساعدة هو حل للازمة”، ليردف “ازمتنا قديمة جديدة، اساساً ما في وظائف عنا ولا في فرص عمل حقنا على الدولة بحق العيش”. وقال الحراك :”مستمر ويوما بعد يوم يكبر في بيئة الحرَزب والحركة لن نقبل بعد اليوم لان يبقوا مصادرين الديمقراطية”.

الصرافة في السيارات

ورغم استمرار اقفال محال الصيارفة في شتورا، بدا واضحاً ان الصرافين الذين اتخذوا بالعلن قراراً بالاضراب، فأتى اقفال محالهم بالشمع الاحمر بناء لاشارة القضاء المختص، الا انهم يزاولون مهنة الصرافة من امام محالهم في السيارات. فيعمد الصرافون الى ركن سياراتهم امام محالهم ويهمسون للدلالة على انهم قادرون تبديل العملات. فتم التداول بسعر 4300 لمبيع الدولار فيما تم التداول شراءً بسعر 3800 خلافاً لتسعيرة مصرف لبنان لسعر صرف الدولار.

مداهمة امنية لمقاه

اما في الجنوب فعادت الحياة الى طبيعتها في قرى قضاء صور وكأن لا هنا “تعبئة” ولا “كورونا”.

واثر ورود معلومات عن تجمعات مخالفة لاجراءات “التعبئة العامة” لمكافحة “كورونا”، توجهت دوريات من قوى الامن الداخلي الى بلدتي طيردبا ومعركة حيث اجبرت اصحاب عدد من المقاهي على اغلاقها وتم تحرير محاضر ضبط بحق بعضها.

وعن هذا الموضوع قال أحد أعضاء مجلس بلدية معركة لموقع تيروس: ” الناس يحتاجون الى العمل ولكن الوقاية ضرورية  من الكورونا لذا طلبنا من الجميع الإلتزام بقرارات الداخلية و لأننا في معركة تربطنا صلات القرابة والصداقة وخوفاً من وقوع مشاكل مع شرطة البلدية طلبنا من القوى الأمنية أن تضرب بيد من حديد كل من يخالف”.

إستغلال كهربائي لسكان المنصوري!

وفي عز “الكورونا” وتوقف الاشغال والفقر الذي يضرب اطنابه في الجنوب كما في كل لبنان،  شهدت بلدية المنصوري في قضاء صور إنتفاضة “كهربائية” على صاحب مولد خاص مصر على إستغلال اهالي بلدته وتقاضي تسعيرة مضاعفة عن سعر الدولة لفاتورة المولد الشهرية فحصل هرج ومرج في البلدة.

وفي التفاصيل ان بلدية المنصوري منحلة منذ فوزها بانتخاباب 2016 و يقوم قائمقام صور بتصريف أعمالها و تشكلت خلية ازمة مؤخراً للحد من انتشار الكورنا و الوقوف على أحوال الناس وتتضمن أعضاء من أمل و حزب الله ومستقلين.

في عز “الكورونا” وتوقف الاشغال والفقر  شهدت بلدية المنصوري في قضاء صور إنتفاضة “كهربائية” على صاحب مولد خاص مصر على إستغلال اهالي بلدته برفع التسعيرة!

وعمد صاحب اشتراك الكهرباء في بلدة المنصوري طلب من المشتركين مبلغ 450 ليرة للكيلو واط في حين الدولة سعَّرت بـ 292 ل + 10 بالمئة تصبح القيمة 325 ليرة.

وبعد إعتراض اهالي البلدة على ذلك حصل اشكال، تدخلت على الفور خلية الأزمة بشخص الشيخ محمد حسن لحله، وتواصل مع القائمقام طالباً تحذير صاحب الإشتراك من استغلال الناس او اللجوء إلى القضاء. وعلى الفور تواصل القائمقام مع المعنيين وصاحب الإشتراك و الأحزاب المهيمنة. وبعد مفاوضات وتدخل مباشر من “حزب الله” وصلا إلى اتفاق يقضي بأخذ 350 ليرة بدل الـ 325 المحددة من قبل الجهات الرسمية.

الناس عادوا الى ممارسة حياتهم الطبيعية
الناس عادوا الى ممارسة حياتهم الطبيعية
السابق
بالفيديو.. مسيرة في النبطية احتجاجا على الأوضاع المعيشية
التالي
جنبلاط يهاجم كوادر حزبه: «عقول متحجرة»!