«عاش مظلوماً ومات مظلوماً».. شقيقة السمّان تتحدث عن لحظات «شهيد الثورة» الأخيرة!

تشييع فؤاد السمان

وكأن أهالي طرابلس لا ينقصهم سوى الموت لتكتمل مأساتهم، فبعد قتلهم بالفقر والذل والجوع، قتلهم أمس الأحد رصاص الجيش الحي، الذي إنهال على المتظاهرين الغاضبين الخارجين الى الشوارع للتعبير عن سخطهم من الأوضاع الإقتصادية الصعبة، وسقط ضحية الرصاص الشهيد فواز السمان.

تروي شقيقته فاطمة “للحرة” فواز قائلةً: “عاش مظلوما ومات مظلوما، كان أحد أبناء الحارات الفقيرة والمحرومة في طرابلس، عانى خلال حياته من الفقر والتشرد ونشأ في عائلة مفككة، ورغم كل التحديات، تمكن بعد صراعات عديدة من فتح محل لإصلاح الدراجات النارية ثم تمكن من تكوين عائلة صغيرة، لكن الأزمة الاقتصادية الطاحنة، نالت منه كغيره من اللبنانيين فما كان أمامه إلا أن ضم صوته إلى المتظاهرين. وشارك في الاعتصامات والاحتجاجات للمطالبة بعيش كريم، والدفاع عن حقوقه وحقوق ابنته التي تبلغ أربعة أشهر ونصف، وحقوق ناسه”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو.. هكذا شيعت طرابلس شهيدها فواز السمان!

وقالت شقيقته “اليوم القدرة الشرائية انخفضت بشكل غير معقول، فمن الطبيعي أن يخرج المواطنون إلى الشوارع ليعبروا عن هذا الغضب إزاء السياسات المصرفية والسياسيات التي تتبعها الحكومة”.

واتهمت “الحكومة الحالية بشن حرب على الناس”، مشيرة إلى أن المظاهرات ردة فعل شعبية على سياساتها.

وتابعت “اليوم أكثر من ثلاثة أرباع سكان طرابلس يعيشون في فقر مدقع، معظهم تحت خط الفقر، بالتالي يعانون يوميا من أجل توفير أبسط الحاجيات الاستهلاكية مثل حليب الأطفال”.

شقيقة فواز قالت إن ما حدث الاثنين “هو أن الجيش اللبناني حاول بشكل غير قانوني أن يقمع المتظاهرين، فأطلق عليهم الرصاص الحي بينما يمنع استخدام غير القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي”.

وتابعت أن الأجهزة الأمنية تعامل “الثوار” بشكل وحشي جدا، مشيرة إلى أن “الجيش الوطني تحول اليوم إلى حامي مصرف لبنان والمصارف”. 

وبعد إصابة أخيها برصاصة حية، فشلت الإسعافات الطبية في إنقاذه ولفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات الفجر الأولى الثلاثاء. لكن “الأجهزة الأمنية تحفظت على استشهاده حتى حوالي الساعة التاسعة” كما قالت، وجرى ذلك “بقرار سياسي لكي لا يثور الشارع”.

وأكدت أن الانتفاضة مستمرة “وأن مع كل عقبة ومع كل شهيد. هذا الشارع سيبقى النبض فيه مستمرا. واليوم مرحلة جديدة، الناس لن يردوا على العنف بالصمت والهدوء، اليوم الناس يقولون لا، والدليل ما حدث في طرابلس”. ووصفت أخاها بـ”شهيد المحرومين وشهيد الجوعى وشهيد المظلومين”.

شقيقة السمّان قالت إن “لجنة الدفاع عن المتظاهرين ستتابع القضية بشكل رسمي وقانوني، وعلى هذا الأساس سنرى كيف ستأخذ الأمور مجراها”. 

وأكدت من جهة أخرى أن الصراع ليس ضد الجيش، وقالت “نحن ندعم الجيش ولم نرفع أبدا أي شعار ضده”، فالجيش “ابن المناطق المحرومة والفقيرة في لبنان. هؤلاء من لم يكن لديهم خيارات التحقوا بالجيش لتأمين ضمان اجتماعي ومعاش تقاعد ومرتب ضئيل جدا وغير مقبول حتى”. وكررت “لم ندع في أي مرة إلى استهداف الجيش أو أي جهة من القوات الأمنية”. 

وأردفت “لا نحرض على الجيش، من يحرض على الشعب هو المصرف. المصرف يحرض الأجهزة الأمنية على الشعب”، مشددة “حربنا طبقية. صراعنا طبقي. نحن الطبقات المحرومة في وجه سياسات القوى السياسية بكل أركانها وبكل شركاتها هذه هي المعركة”.

واتهمت المصارف بأنها “تعيش في تجاهل كامل ولا مبالاة إزاء صراعات الناس، وكأن ليس هناك مواطنون لم يعودوا قادرين على الصمود في ظل الوضع” الذي تشهده البلاد.

السابق
«مولوتوف» من ثوّار صيدا.. الى مصرف لبنان!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية لليوم 28/04/2020