إيران «تنأى» عن المعركة وتُكلف «حزب الله» بالمواجهة!

حزب الله اسرائيل
تتسارع الاحداث الامنية والعسكرية في بلاد الرافدين وبلاد الشام، منذرة بنشوب حرب اقليمية بطلها هذه المرة حزب الله، الذي اثبت كفاءة في سوريا، وتريده ايران الان ان يتقدم لمواجهة اميركا في العراق وسوريا اضافة لمشاغلة اسرائيل على جبهة الجولان السورية المحاذية جغرافيا لجبهة جنوب لبنان.

يكاد لا يمرّ اسبوع دون ذكر لنشاط عسكري او أمني في المنطقة طرفه حزب الله، سواء عبر الغارات الاسرائيلية المتكررة على مواقعه في سوريا، او عبر الخروقات والاستنفارات على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، امتدادا الى العراق حيث الاتهامات الاميركية للشيخ محمد كوثراني مسؤول الملف العراقي في حزب الله بانه اصبح العقل الموجه لفصائل الحشد الشعبي، فعرضت الخارجية الاميركية جائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

مناوشات عسكرية وأمنية مع إسرائيل

أمس،  أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل تسعة مسلحين من الموالين للنظام في القصف الإسرائيلي على أحد المواقع العسكرية في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي. وقال إن نحو 9 عناصر من الميليشيات الموالية لإيران و”حزب الله” اللبناني قتلوا جراء الضربات الإسرائيلية على مواقع لهم في منطقة تدمر ببادية حمص الشرقية ليل أول من أمس، بينهم ثلاثة سوريين.

اقرأ أيضاً: لبنان… اقتراب المواجهة

ويبدو أن حزب الله يمضي بخطى سريعة نحو إعادة وضع لبنان على خريطة ساحات النزاع الأميركي – الإيراني الى جانب العراق الذي ينفرد بهذه المهمة منذ مدة. ويواصل الحزب تبادل رسائل أمنية مع إسرائيل، وكان آخرها ما حدث ليل اول امس للشريط الشائك على الحدود بين لبنان وإسرائيل، يقول مراقبون إن مضمونها يتعلق بالصراع الإقليمي. تستمر المناوشات و«الرسائل المتبادلة» بين اسرائيل و«حزب الله» في تطوّر خطير من شأنه ان يعيد رسم قواعد الاشتباك بين الطرفين. فبعد تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية بشكل مكثف الاسبوع الماضي مروراً بحادثة استهداف سيارة تابعة للحزب في «جديدة يابوس» على الحدود السورية اللبنانية الاربعاء الماضي والتي قيل انها استهدفت مسؤول جبهة القنيطرة – الجولان المعيّن حديثا، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي مساء امس الاول، اكتشاف 3 نقاط تضرر فيها السياج الحدودي مع لبنان.

وكان قتل كادر عسكري في حزب الله بقصف نفذته طائرة إسرائيلية من دون طيار، الشهر الفائت استهدف مركبة في بلدة حضر الواقعة في محافظة القنيطرة، جنوب غربي سورية.

وفيما شددت وسائل الإعلام المقربة من حزب الله اللبناني ولفتت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن القتيل هو مسؤول رفيع في “حزب الله” قائد محور القنيطرة السابق عماد طويل.

ويبقى السؤال: لماذا حزب الله يواجه اسرائيل الان في القنيطرة السورية، وعلى السياج الحدودي اللبناني، ويجابه اميركا في العراق عبر الشيخ كوثراني الذي تهدده واشنطن بالقتل ويصفه اعلامها انه خليفة سليماني؟

حزب الله في جميع الجبهات

تحت عنوان: «الشيخ الذي يقود فوضى المليشيات في العراق.. هل قتله بات مسألة وقت؟»، نشر موقع “الحرة” الأميركي مقالا يؤكد فيه ان أمر العميات الاميركي بقتل مسؤول ملف العراق في حزب الله الشيخ محمد كوثراني قد صدر على الأرجح من واشنطن، لأنه حلّ مكان قائد فيلق القدس  قاسم سليماني، بالتنسبق بين الفصائل المسلحة الموالية لايران في العراق، مع العلم ان سليماني اغتالته طائرة مسيرة اميركية في مطار بغداد بصاروخ مطلع العام الحالي، معلنة واشنطن بذلك عن كسر المعادلة القائمة بينها وبين ايران على الاراضي العراقية، ومسقطة الشراكة غير المعلنة بينهما منذ عام 2003، لتحلّ محلها معادلة المواجهة المفتوحة.

ويستنتج محللون لبنانيون وعراقيون على دراية بما يجري داخل البيت الشيعي “الجهادي” الذي تقوده ايران، ان التصعيد قائم مع الاميركيين في تلك المواجهة المفتوحة، فبعد تراجع تواجد حزب الله والفصائل المدعومة من ايران في سوريا لصالح روسيا، واقتصاره على جبهة القنيطرة دمشق لأسباب سياسية كربط نزاع يستفيد منه الروسي بالدرجة الاولى، الذي يسعى للمحافظة على موقعه الحيوي كوسيط بين تل ابيب وطهران في رسم توازن معين لا يشكل خطرا على الدولة العبرية، ويعطي لايران وحلفائها موقعا استراتيجيا يحتاجونه، وبعد اهتزاز النفوذ الايراني في العراق اثر اغتيال سليماني واسقاط حكومة عادل عبد المهدي الموالية لطهران، فان حزب الله اصبح هو المؤهل لتصدر المواجهة، حتى لو ادت الى حرب جديدة يكون مسرحها لبنان

اقرأ أيضاً: روسيا والتغيير في سوريا

فايران التي اعتادت ان تحمي رأسها بأذرعها الامنية والمسلحة، فلا تعرّض اراضيها لخطر أية حرب او نزاع مسلح مع اميركا وغيرها، وخصوصا بعد اغتيال القائد العام لتلك الأذرع قاسم سليماني، وقصف مقرات الحشد في العراق موقعة عشرات القتلى والجرحى منهم، ولكي تتفادى الردّ الاميركي المباشر، وبعد اشتداد الحملة عليها اقتصاديا وتهديدها عسكريا اذا تجرأت فصائلها وهاجمت القوات الاميركية في العراق، اختارت ايران ذراعها الأقوى حزب الله للتقدّم الى معركة المواجهة حاليا، لذلك نرى الحزب في واجهة الجبهة السورية في القنيطرة، ونرى الشيخ محمد كوثراني في بغداد رغم كونه الرابط السياسي للملف العراقي وليس العسكري، الا انه يجري الخلط اعلاميا بينه وبين ضباط الحرس الثوري الايراني وقادة الحشد الشعبي من العراقيين الذين يشرفون على تدريب وتجهيز الفصائل المسلحة الموالية لايران، وهذا الخلط مقصود منه ايضا وضع حزب الله في الواجهة بالعراق ايضا وتحميله عبء المواجهة مع اميركا، اما في لبنان فان الحزب هو في المواجهة حتما بشكل طبيعي بحكم موقعه الجغرافي الملاصق للجبهة الجنوبية مع العدو الاسرائيلي.

السابق
منتحل صفة مجهول ينشئ موقعاً باسم وزارة الإقتصاد.. وينشر اعلانات توظيف!
التالي
العرب والمسلمون وعالم ما بعد كورونا: التكامل الإقليمي والثقافة المشرقية