موسكو تصنع أسداً جديداً.. هيمنة كاملة على اللاذقية في ظل غياب ميليشيات إيران!

روسيا سوريا
تسير في اللاذقية التي تفاخر الأسد الأب أنها باسمه من مدخلها حيث عنونت "لاذقية الأسد" وحتى القرداحة مسقط رأس عائلة حاكمة باتت اليوم محكومة تُسلَّم مجدداً مفاتيح السيطرة على الأرض من قبل روسيا الحليف والند في آن واحد!

منذ أنشأت روسيا معسكراً لقواتها في حميميم السورية، وكأنّ عاصمة القرار السياسي في سوريا انتقلت من دمشق إلى اللاذقية، وهناك كان المركز الأكثر تأثيراً في قرارات الأسد، كيف لا والقوات الروسية تتحرك على بعد كيلو مترات من مسقط آل الأسد في القرادحة بريف اللاذقية.

حالة من الضبابية لفت مصير اللاذقية من يومها خاصة مع تحول الساحل السوري إلى النفوذ الروسي وبدء ظهور ملامح نزاع روسي – إيراني على المنطقة الاستراتيجية المطلة على المتوسط، لاسيما وأن كلا الداعمين يعتبر نفسه (داعماً رئيسياً) وله الحق والأولوية في البلاد. ورغم أن هذا النزاع لم يصل حتى الآن لصدام عسكري مباشر بين الطرفين، إلا أن الميليشيات المنقسمة الدعم بين الطرفين كانت كفيلة بشرح الموقف ككل، لاسيما في ظل الاقتتالات شبه المستمرة فيما بينها وخاصة في مدينة حلب على إثر فشل الامتداد الروسي والإيراني في تحقيق السيطرة على حلب حيث ما تزال المدينة للعام الثالث بعد استرجاعها من نظام الأسد حصيلة تجاذبات سياسية روسية إيرانية تركية.

أسد جديد

في اللاذقية يتحول كل شيء إلى آل الأسد، المزارع ومواقف السيارات، فهناك ليست السيطرة للأسد عن غيره، بل لأولاد العموم فيما بينهم، وهناك ستتعرف بالاسم فقط على أسماء آل الأسد النافذين في اللاذقية وقد تشاهد رجالهم يتنلقون بسيارات ضخمة أو يتعاركون فيما بينهم، لكن المشهد بدأ بالتغير بعد دخول روسيا على الخط، فتحول مشهد تنقل العناصر الروس في اللاذقية أمر اعتيادي، وبرز للواجهة ميلشيا جديدة حملت اسم “الحارث”.

الميلشيا المعروفة باسم (الفوج 303) والتي يقودها بشار طلال الأسد وهو ابن عم رأس النظام بشار الأسد، والتي أعادت انتشارها في مدينة اللاذقية بعد انسحابها قبل أشهر إثر تعرضها لاتهامات وضغوط روسية عدة.

إقرأ أيضاً: فقط في سوريا.. حصيلتان للكورونا وروسيا تُحذّر من سجون الدواعش!

انتشار للميليشيا التي سبق ونبذت من القوات الروسية أعادها إلى مناطق حيوية في اللاذقية حيث أعادت انتشارها في أحياء “السجن – العمال – المناطق المحيطة بقيادة شرطة محافظة اللاذقية”، إضافة لتملكها جميع الحواجز الواقعة على طريق اللاذقية – بلدة الفاخورة، حيث تعد بلدة الفاخورة الواقعة بريف مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد، أكبر معاقل تلك الميليشيا وتضم مقراتها الرئيسية ونقاط تجمع آلياتها وعتادها الثقيل، كما بسطت الميليشيا سيطرتها على الطريق الممتد بين القرداحة وبلدة الفاخورة أيضاً، فما الثمن الذي دفعته هذه الميلشيا لتعود إلى الواجهة.

لنستذكر في الأشهر الفائتة حين أعلنت روسيا من حميميم عن تعرض القاعدة الجوية إلى قصف متكرر بين غارات وهمية وقذائف مجهولة المصدر، خاصة إذا علمنا أن القوات الإيرانية تراجعت من المدينة باتجاه الأرياف الساخنة في حلب وإدلب وحماة، لتظهر اليوم صيغة اتفاق جديدة بين ميليشيا الحارث والقوات الروسية.

روسيا تراوغ!

معلومات تواردت مؤخراً حول زيارة أجراها قائد الميليشيا بشار طلال الأسد إلى قاعدة حميميم الروسية في جبلة، وهناك التقى بجنرالات في جيش الاحتلال الروسي، وقد جاءت عملية إعادة الانتشار في اللاذقية بعد فترة قصيرة من تلك الزيارة، وهذا ما يعكس الدور الروسي في تحرك الميليشيا على الأرض.

وهذا ما يؤكد على علاقة الروس بالموضوع عبر تسليم جميع الحواجز الواقعة على طريق اللاذقية – جبلة لميليشيا الحارث بعينها، إضافة لتمركزها في محيط مواقع عسكرية هامة وإعادة إرسال قسم منها إلى خطوط التماس على أطراف بلدة كبينة، ما يشكل انتقال شبه علني لولاء الأسد الجديد من الهيمنة الإيرانية إلى الهيمنة الروسية.

قبضة موسكو

من كل ما ورد يبدو أن الروس بدؤوا بالفعل ترتيبات لإحكام قبضتهم على اللاذقية، مستغلين ضعف الدعم للميليشيات الإيرانية مؤخراً، إضافة لقلة القوات الإيرانية في الساحل.

وبذلك ثف عناصر شرطة الاحتلال الروسي من انتشارهم في اللاذقية، حيث لوحظ وجود العديد من السيارات التابعة لهم في أحياء متفرقة، إضافة لتواجدهم على طريق حلب – اللاذقية الرئيسي لإحكام السيطرة عليه من بوابة اللاذقية بعد تمكن القوات الروسية من الوصول إليه عبر إدلب على إثر الاتفاق مع تركيا مطلع آذار الماضي بغياب الوجود الإيراني.

وكانت “ميليشيا الحارث” قد انسحبت أواخر العام الماضي، من عدة أماكن حيوية كانت خاضعة لسيطرتها، أهمها مدينة القرادحة وأطرافها، إضافة لأحياء أخرى في مدينة اللاذقية، وذلك بعد توجيه العديد من الاتهامات لقائدها من قبل الروس أبرزها قصف قاعدة حميميم وضرب التجمعات الروسية في اللاذقية، إضافة لتهم أخرى تتعلق بمشاركة وتحريض “ذو الهمة شاليش” الذي اتُهم بقصف القاعدة الروسية في حميميم، مستندة بذلك إلى التهديدات التي أطلقها ابن طلال الأسد في وقت سابق بقصف القاعدة الروسية وتفجير قبر الأسد الأب في القرداحة.

السابق
مروج عملة مزورة في صيدا.. والقوى الأمنية تتحرك!
التالي
إنفاذاً لقرار وزارة الزراعة.. دوريات أمنية في النبطية!