هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية لليوم12/4/2020

مقدمات نشرات الاخبار

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

فرض كورونا إيقاعه الرهيب على طقوس عيد الفصح المجيد، فغاب المؤمنون وعقدت الصلوات في ذكرى قيامة السيد المسيح، على رجاء قيامة جديدة للعالم من محنة الوباء الفتاك.

فكما في بكركي، كذلك في بيت لحم والفاتيكان وسائر أنحاء العالم، عيد القيامة حزين. فالبطريرك الراعي رفع الصلاة لتعافي المصابين بالكورونا، ودعا المواطنين للالتزام بقرار التعبئة العامة. فيما قال البابا فرنسيس: إن هذا ليس الوقت المناسب للتصنيع والاتجار بالأسلحة، داعيا لإنهاء الحرب التي دمرت سوريا والعراق واليمن، ولم يغب لبنان عن صلاة البابا.

إقرأ أيضاً: هل إنتهى عصر «الحاكم» بأمر المال.. والسياسة؟!

اليوم وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب العالمية المفتوحة ضد الوباء، نشرت حقائق وأرقام أقل ما يقال ببعضها أنه صادم:

أولا: وفيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الاصابات لم تتخط المليون و700 ألف شخص حول العالم، كشفت دراسة ألمانية عن أن عدد الاصابات الحقيقي بالفيروس هو عشرات الملايين. ما يطرح شكوكا حول شفافية الحكومات في التصريح عن مصابيها.

ثانيا: بالرغم من انتشاره في جميع القارات، إلا أن كورونا كان أكثر فتكا في القارة العجوز أوروبا، حيث حصد حتى الآن خمسة وسبعين ألف ضحية من أصل 100 ألف في العالم، ثمانون بالمئة منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا.

ثالثا: الصين التي ظهر الفيروس في إحدى مدنها، قررت إعادة فتح مدارسها بدءا من 27 نيسان الجاري، في وقت تتجه باقي الدول إلى الاغلاق.

رابعا: حددت رئيسة المفوضية الأوروبية نهاية العام الجاري، موعدا محتملا لتطوير لقاح ضد الفيروس المستجد.

أما لبنان فسجل إحدى عشرة إصابة جديدة بين المقيمين، ليبلغ مجموع الاصابات ستمئة وثلاثين. وبلدة بشري تحاول التقاط أنفاسها من جديد، بعد تسجيل تسع وخمسين إصابة من أبنائها.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

عيد مجيد.
بعد الجمعة الحزينة وسبت النور، أحد القيامة، على أمل القيامة من المآسي، وما أكثرها على هذا الكوكب المعلق منذ أشهر على خشبة الخلاص من كورونا.

ولبنان الذي يستلهم من الفصح قيم الرجاء بالخلاص، يمضي في التصدي لتداعيات الفيروس المتوحش، مستندا إلى خطط وبرامج منسقة نالت شهادات حسن سلوك في الداخل والخارج. وعلى هذا الأساس يستقر عداد الإصابات على نسب لا تخرج عن الهوامش المتوقعة، وجديدها اليوم احدى عشرة اصابة وصفر وفيات.

ومن وحي الخطط المرسومة عينها، تشددت الإجراءات الوقائية اليوم، من أهمها منع تحرك جميع الآليات والسيارات إلا العمومية منها.

وعلى الخط نفسه، ينجز لبنان غدا المرحلة الأولى من الجسر الجوي الذي أقامه لنقل آلاف اللبنانيين من الخارج، لتستريح الرحلات حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، وهي فترة مكرسة لتقييم تلك المرحلة قبل تحديد الخطوة التالية، علما بأن الدفعة الأخيرة للعائدين جاءت نتائج فحوصاتها جميعا سلبية.

أبعد من لبنان، يجهد العالم لوقف زحف الوباء الأخطر من دون جدوى، إذ يستمر في حصد الأرواح بحيث تجاوزت الوفيات مئة وثمانية آلاف، والاصابات مليونا وثمانمئة ألف. إلا أن اللافت هو تجاوز الولايات المتحدة إيطاليا، لتسجل أعلى نسبة وفيات في العالم، ولتدفع دونالد ترامب إلى إعلان كارثة كبرى في جميع الولايات الأميركية الإثنتين والخمسين، للمرة الأولى في التاريخ.

في المقابل، كانت مقاطعة هوباي الصينية، أول بؤرة تفشي كورونا في العالم، تسجل الرقم صفر وفيات وإصابات.

أما البابا فرنسيس فكان يعظ خلال قداس الفصح في الفاتيكان، بتخفيف العقوبات الدولية والغاء الديون التي تثقل كاهل الدول وخصوصا الأكثر فقرا. فهل تلقى صرخة رأس الكنيسة الكاثولوليكية آذانا صاغية لدى من يفرضون هذه العقوبات؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

أحد غير مسبوق ربما على الطرقات اللبنانية. كبحت فرامل السيارات الخصوصية بشقيها المفرد والمزدوج، واستثنيت النمر الحمراء. التزام شبه تام في مختلف المناطق، في خطوة تهدف إلى تعزيز اجراءات الحجر المنزلي، “ما في داعي” لنزهة نهاية الأسبوع بالسيارة في زمن كورونا، والزيارت الافتراضية أسلم، إلا أن الرهان على أن يتحلى اللبنانيون بالنفس الطويل، وأن لا يضيفوا في أجواء الفصح إلى آلامهم الاقتصادية آلاما بفقد عزيز أو قريب، وعلى أمل أن يقوم لبنان من محنة الكورونا قريبا، بفضل تجاوب وطني مع سياسة صحية سليمة.

سليمة كانت طائرات أمس السبت، التي نقلت المغتربين إلى مطار بيروت. وزراة الصحة أكدت أنه لم تسجل اصابات في صفوف المغتربين، الذين يستقبل الوطن المزيد منهم غدا، مع قدوم أربع طائرات جديدة من الخليج وإفريقا وأوروبا.

القارة التي زاد فيها عدد الوفيات عن خمسة وسبعين ألفا، في طليعتهم إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة. أما الولايات الأميركية الخمسون، فقد دخلت في حالة الكارثة الجامعة للمرة الأولى في التاريخ.

الاعلان من الرئيس الأميركي، بعدما تصدرت بلاده أعداد الاصابات في الفيروس، إلا أن ما يهم دونالد ترامب هو عودة الحياة الاقتصادية، وفتح البلد لأن كل ما بناه في سنوات سقط بضربة كورونية قاضية. فملايين الأميركيين يفقدون أعمالهم، ما يهدد في نهاية المطاف مستقبل ترامب السياسي في انتخابات 2021 التي من غير المحسوم حتى الآن إذا ما كانت ستجري عبر البريد أو بالحضور المباشر.

فصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عنونت “أميركا تنهار”، وذكرت في افتتاحياتها أن حجم الضرر الاقتصادي الذي لحق بأميركا جراء كورونا مذهل. فنصف العاملين تحت سن الخامسة والأربعين فقدوا وظائفهم أو تقلصت ساعات عملهم.

إلى روما وكاتدرائيتها التي تقلص فيها الحضور إلى بضعة اشخاص بعدما كانت تعج بالمصلين. وعظة للبابا فرنسيس يدعو فيها لالغاء ديون الدول الأكثر فقرا ووقف الحروب في العالم. فهل يوقف كورونا هذه الحروب التي إن تتبعنا شرارتها الأولى توصل بالمباشر أو غير المباشر إلى واشنطن وأدواتها؟. الأدوات التي تشن حربا على اليمن، والميدان يكذب مزعم وقف العدوان. زحوفات للعدوان السعودي ومرتزقته تصدى لها الجيش واللجان، بحسب المتحدث العسكري اليمني.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

المسيح قام… حقا قام.
لولا استثنائي جوهر الإيمان من جهة، والحرتقات السياسية التقليدية من جهة أخرى، لأمكن القول إن عيد القيامة 2020 لا يشبه أي عيد قيامة، أقله منذ نشأة لبنان الكبير عام 1920.

فالكنائس خلت بالكامل من المؤمنين، والطرقات فرغت بشكل تام من السيارات والمشاة، وعم الهدوء النسبي الربوع اللبنانية كافة، لتحل محل الضجيج ترانيم الاحتفالات الليتورجية التي بثتها مكبرات الصوت في مختلف المناطق، رافعة الصلوات، ليس فقط على نية التخلص من الوباء الذي يعم العالم، بل من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة في تاريخ لبنان، والتي كادت أهوال كورونا تنسي اللبنانيين أهوالها، وأهوال تداعياتها على مختلف مستويات الحياة.

لكن، بعيدا من الشكليات، تبقى القيامة جوهر الإيمان، ولعل العبرة من الظرف الصحي هذا العام، هي في أن نتذكر دائما بأن ما بين جدران القلوب هو الأساس، لا ما بين جدران الحجر.

أما الحرتقات السياسة التقليدية، فبات واضحا أن لا الأزمات الاقتصادية والمالية الخطيرة كالتي يمر بها لبنان، ولا المآسي الصحية كالتي يمر بها العالم ومن ضمنه لبنان، قادرة على وضع حد لما يلازمها من فجور.

فجور، بات يشكل تحديا واضحا، ليس فقط لحكومة بات تعويل الناس عليها أكبر، بعدما أعجبهم أداؤها الصحي، بل لشعب كامل، سئم قوى سياسية معروفة بالإسم، ومحددة بالدور والتاريخ، لا هم لها، حتى في عز الكارثة، إلا السلطة، وتأبيد وجودها في مراكزها، حتى ولو كلف الأمر حياة الناس، ونحن في المناسبة عشية الذكرى الخامسة والأربعين لاندلاع الحرب عام 1975، وحتى ولو جاء الأمر على حساب جنى الأعمار، كما هو الحال اليوم.

إنها حقا قوى سياسية يصح فيها بتصرف قول سعيد تقي الدين: “ما أفصح قحباء السياسة عندما تحاضر بالعفة”.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

المسيح قام حقا قام. لكن قيامة العالم من كارثة الكورونا لا تزال بعيدة. معظم الدول تعيش في الخوف والترقب، وأكثر من نصف سكان الكرة الارضية يعيش في الحجر. إنه أمر غير مسبوق في تاريخ البشرية، باستثناء ما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية. من هنا يمكن اعتبار ما يحصل بمثابة حرب عالمية ثالثة. لكن الفرق أنه في الحربين الأولى والثانية كان العالم مفروزا ومنقسما يقاتل بعضه بعضا، وكانت جيوش الحلفاء والمحور في حرب واضحة، ظاهرة. أما في الحرب العالمية الثالثة فلا حلفاء ولا محور. العالم كله مجند ليقاتل عدوا خفيا، خبيثا، يتسلل إلى الأشخاص ليقضي على من يعاني مشاكل صحية أو نقصا في المناعة.

ولتربح الانسانية حربها ضد كورونا، فإنها تنتظر اكتشاف دواء مناسب. وفي آخر المعلومات أن الكلية الأميركية لأمراض الحساسية والربو والمناعة، توصلت إلى دواء للمرض يحتاج ربما بين 6 أشهر إلى سنة ونصف السنة ليصبح قيد الاستعمال. فهل قدر العالم أن يبقى معلقا على الصليب حتى ذلك الوقت؟.

في لبنان الأزمة مزدوجة. فهناك أزمة الكورونا، وهناك الأزمة السياسية- الاقتصادية. في الكورونا أولا، معدل الاصابات ثابت تقريبا. لكن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين، إذ سيحددان مدى تطور الاصابات، مع تزايد أعداد الفحوصات والبدء بدراسة وضع الكورونا في مناطق محددة انطلاقا من فحصوصات تجرى على عينات ممثلة للمنطقة. في المقابل وضع اللبنانيين في بعض الدول يتدهور. يكفي أن نذكر أن لبنانيين ماتا اليوم في ابيدجان، ما أثار حالة هلع وغضب لدى الجالية اللبنانية. الخبر المؤسف يستدعي من الحكومة أن تعجل في الاجراءات الآيلة إلى عودة المغتربين، مع مراعاة الشروط الضرورية للعودة.

سياسيا: إجازة العيد تستمر حتى الثلثاء، علما أن الحكومة ستكون فور انتهاء العطلة، أمام ثلاثة استحقاقات مطلوب أن تواجهها لتعالجها، وهي: زوبعة التعيينات، عرقلة التشكيلات القضائية، وفضائح الكهرباء. فهل تبدأ الحكومة مرحلة اتخاذ القرارات، بعدما استنفدت مرحلة اللجان والدراسات؟. وهل الطبقة السياسية التي أنتجت حكومة حسان دياب، ستسمح لها بأن تتخذ قرارات جذرية اصلاحية؟. حسان دياب وحكومته على المحك. فلننتظر.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

فصح مجيد وشعانين مباركة. المسيحيون في لبنان، كما المسيحيون في العالم، مارسوا طقوس العيد من منازلهم لأنهم يريدون أن يقطعوا الطريق على كورونا لكي لا يتمكن منهم على الطريق.

الفصح في المنازل، والشعانين لدى الأرثوذكس في المنازل. ومنع التجول بالسيارات تم التزامه واحترامه بحذافيره، ما يدل على أن الوعي لدى اللبنانيين بدأ يترجم عمليا، خصوصا أن كورونا لا يهادن ولا يعطي فرصة، بل هو ماض في اصطياد البشر سواء في لبنان أو في العالم، ولا دواء له إلى اليوم سوى ملازمة المنازل والتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط.

فحتى الدول العظمى، كسر كورونا من عظمتها وحولها إلى مجرد عداد تعد الإصابات اليومية، من الوفيات إلى الإصابات إلى التعافي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار البروفسور ديدييه راوول في مختبره في مارسيليا، واطلع منه على العلاج الذي بدأ باستخدامه، يوجه غدا مساء إلى الشعب الفرنسي خطابا هو الرابع منذ تفشي كورونا في فرنسا، فيما تدابير العزل في فرنسا ستمدد إلى العاشر من أيار المقبل. ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعافى وخرج من المستشفى، بعدما عاشت بريطانيا ساعات عصيبة إثر إصابته. أما الولايات المتحدة الأميركية ففي سباق بين ابطاء الإصابات وتسارعها، فيما أعداد الوفيات تزداد.

في ظل هذه الأجواء بصيص أمل من الداخل اللبناني، فقد غردت مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري فكتبت أن المنحى لدينا لجهة الإصابات والوفيات بدأ يتخذ وضعا ثابتا، علما أن لبنان لم يكثف بما فيه الكفاية عدد الإختبارات اليومية.

في الموازاة، لبنان يدخل اعتبارا من غد أسبوعين جديدين من التعبئة العامة، لكن التحدي سيكون أكبر. صحيح أن توزيع مساعدات الـ 400 ألف ليرة سيبدأ، لكن الحاجات تتضاعف في ظل ملازمة المنازل وفقدان العمل والتهاب الأسعار.

يأتي كل ذلك في ظروف مالية ونقدية صعبة، فالسلطة التنفيذية أمام تحدي انجاز الخطة المالية، وهي تمارس تكتيك “جس النبض” فإذا ما ارتفع يأتي جوابها: “هذه مجرد أفكار وليست خطة”، ولكن حتى في الأفكار هناك أرقام لا تختلف عما هو موجود في الخطط. فعلى سبيل المثال لا الحصر، رقم الـ 83 مليار دولار كخسائر مصرفية حتى الشهر الفائت، لا يتغير إذا ما ورد في فكرة أو في خطة. والتقشف الشديد في الموازنة العامة بماذا يتغير إذا ورد في فكرة أو في خطة؟.

ما هو مؤكد أن الحكومة لديها خطة لكنها تسميها أفكارا، وحين ترى التوقيت ملائما تغير العنوان من “أفكار” إلى “خطة”. فلماذا هذا التذاكي؟، ولماذا لا تعتمد الخط المستقيم فتشخص المشكلة وتذهب إلى الحلول لدى من سببوا المشكلة، لا لدى من وقعوا ضحاياها؟. من سببوا المشكلة هم أركان الطبقة السياسية بالتكافل والتضامن مع الإدارات المالية، فما ذنب المودعين، صغارا كانوا أم كبارا، لتقع عليهم أعباء أثمان الحل؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

لا تخافوا، لا تستسلموا للخوف، عبارات غزتها دموع البابا فرنسيس عشية القيامة، وهو افتتح قداس الفصح اليوم بسن قوانين روحية وإنسانية عابرة للقوى العظمى، مقترحا إلغاء الديون على الدول الفقيرة، تضامن أوروبا في وجه كورونا وتخفيف العقوبات الدولية.

نداء قد يكون تحقيقه أصعب من إيجاد لقاح لكورونا، لأن أوروبا بالكاد اتحاد عاجز، وأميركا ستمنع تخفيف العقوبات عن دول محاصرة بالأمراض، والعالم لن يلغي ديونا بل يتطلع إلى رهنها لصناديق دولية.

وليس لبنان في منأى عن عمليات الرهن، والتي ترمز إليها الورقة الإصلاحية الاقتصادية عند كل باب مالي وإصلاحي، وهذا ما أنشأ قوة معارضة كان أبرزها في الساعات الأخيرة محور الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب “التقدمي” وليد جنبلاط، على اعتبار أن الزعيمين آنفي الذكر كانا قد أغرقا اللبنانيين في جنة ضريبية منزوعة الضرائب والرسوم، ولم يخلفا وراءهما ديونا مع بقية الطبقة الحاكمة التي أدارت البلد ثلاثين عاما.

والمسار التصاعدي لكلام “المستقبل”، تحدده خطوات الحكومة لاحقا، إذ رأى الوزير السابق غطاس خوري أن رد الحريري كان محدودا وسيكون له قريبا كلام آخر، وقال: لقد سبق وأعطينا مهلة سماح للحكومة لاتخاذ إجراءات إنقاذية، لكنهم ابتدأوا بالتصويب على مرحلة الثلاثين سنة الماضية، ثم تعرضوا لأسس النظام الاقتصادي الحر عبر تسديد الديون من حسابات المودعين، ما يضعف الثقة بالنظام المصرفي اللبناني.

وإذا كان “المستقبل” أو “الاشتراكي” أو حواجز الرئيس نبيه بري لل”كابيتال كونترول”، ليسوا جميعهم المرجع الصالح لتقديم الفتاوى المالية، طالما أنهم من الذين “خربوها وقعدوا على تلا”، فإن رئيس الحكومة حسان دياب أيضا ليس مخولا فتاوى: إعادة الهيكلة، ودمج المصارف المتعثرة، ووضع المراهم المبلسمة لجراحة ال”هيركات” وتشريع ال”كابيتال كونترول”، لا في ورقة اقتصادية ولا في أوراق للاستعمال الآخر.

ويأتي أيضا من خارج جدول أعمال رئيس الحكومة، تخويف الناس بأن تسعين في المئة من أموال المودعين مضمونة، ما يعني أن هناك عشرة في المئة لاتزال غير مضمونة، ولا يعرف من قصد بها وأي فئات استهدفت. وفي حده الأقصى، فإن دور الحكومة ورئيسها طمأنة كل المودعين أن أموالهم بخير من دون زيادة أو اقتطاع نسب. وعوضا عن طرحه إعادة الهيكلة في المصارف، فإن هناك حلا آخر يقضي بالطلب إلى حاكم المصرف المركزي فرض رفع رأسمال المصارف من جديد، لاسيما أنه سبق للحاكم رياض سلامة أن خاض هذه التجربة مع البنوك في بداية العام، فارضا نسبة عشرين في المئة على الرأسمال ومن يتعثر يدمج. وبقراره آنذاك دخلت البلاد أربعة مليارات دولار.

ومع التعميم الأخير لسلامة، بدأت الأموال “الكاش” تدخل في حسابات خارجية، لكن الحديث اليوم عن ال”هيركات” وال”كابيتال كونترول”، هرب ما تبقى من أمان مالي، وعليه لبنان في غنى عن إجراءات جديدة تقضي على آخر فلس، ويمكنه الاستعاضة عنها بالطلب مجددا من المصارف إعادة رفع رأسمالها عشرين في المئة إضافية، وهذا ما سيؤمن السيولة، عوضا عن طرح حلول ونظريات تستسلم وتسلم البلاد إلى صناديق ومؤسسات دولية.

السابق
تحليق إسرائيلي كثيف في أجواء الضاحية وبيروت!
التالي
الوباء يصيب ويقتل… وفي الأثناء ماذا يحدث؟