فيديوهات اعتداء وابتزاز جنسي.. عصابات الجنوب السوري: فتيل أوقده الأسد!

السويداء
كثيراًَ ما قدمت الأفلام صوراً لعصابات إجرامية تفعل كل شيء للحصول على المال، لكن أهل حوران في جنوب سوريا لم يتوقعوا أن يأتي يوم وتصبح العصابات بينهم تهدد مستقبل حوران المتعايشة تاريخياً منذ عقود!!

“الله يجيرنا من اللايذات” هكذا يقول كبار السن في الجنوب السوري بلهجة السويداء القاسية، واللائذة هي المصيبة التي يجهلها الفرد وتختبئ في طريق مستقبله فيأتي الدعاء كي يحمي الرب الشخص من المصائب ويبعدها عنه.

لكن الواقع في جنوب سوريا يتخبط إلى درجة استنزاف آخر شعيرات السلم الأهلي المتبقية بين السويداء ودرعا على إثر موجات الخطف المتبادل والتي أوصلت الوضع إلى حد سقوط عشرات الشبان في آخر هجوم شنه مسلحون من السويداء على بلدة بصرى الشام في ريف درعا.

يقول أهالي السويداء “نص ساعة وبتكون ببصرى” وهي الأقرب من دمشق ومن ريف السويداء البعيد أيضاً، تماسٌ فرض ثقله في سنوات الثورة حين خرجت درعا عن سيطرة النظام وامتلأ السلاح، فأطلق النظام يد العصابات في السويداء على شكل فصائل محلية تابعة له بعضها من والاه والبعض الآخر رفض أن يكون دمية بيد النظام، ليقضي النظام على مشروع “رجال الكرامة” والذي شكل واجهة للمعارضة وكان لا بد برؤية الأسد من القضاء على الجسم المتماسك وتحويله إلى فتات.

وبعد سنوات، وجدت السويداء نفسها في خضم عصابات متوزعة هنا وهناك، تمتلك السلاح بشكل عشوائي في ظل غياب سلطة النظام والاكتفاء بصيغ شكلية للمخافر وأفرع الأمن، ولكن الموضوع زاد تعقيداً بعد هيمنة النظام على درعا وفق اتفاقيات المصالحة التي رعتها روسيا وإبعاد داعش من البادية بعد السيناريو الفاشل الذي صنعه النظام شرق السويداء لإرعاب أهلها.

ووسط تفلت السلاح وفشل المساعي الروسية في ضبطه، استفحل الوجود الإيراني أكثر عبر إطلاق يد فصائل محلية مسلحة وإشعال خط الفتنة بين البلدات المتجاورة في درعا والسويداء، حركة سرقة شبه يومية وقتل بالجملة، اعتداءات وخطف متبادل ورهائن تكبد إطلاق سراحها ملايين الليرات السورية التي تدفع منذ أعوام لعصابة هنا وعصابة هناك.

إقرأ أيضاً: يونس.. حديث ليلة حظر التجول الأولى في سوريا!

أحدث أشكال الجنون بين المدينتين، هي فيديوهات مسربة عبر مواقع التواصل لعصابة من السويداء تعتدي بالضرب والابتزاز الجنسي والاغتصاب على مخطوفين من درعا، مصادر خاصة لـ”جنوبية” أكدت وصول مثل هذه المقاطع إلى أحمد العودة قائد قوات المعارضة سابقاً في درعا والذي استلم رئاسة الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا في درعا بعد اتفاق المصالحة الذي وقعه مع النظام.

المصادر أكدت أن جزء من المقاطع والصور قد سرب في مجموعات واتس أب وتم تداوله لحالات اعتداء جنسي وابتزاز، وأرسلت هذه المقاطع إلى أهالي المخطوفين لدفع المبالغ المطلوبة منهم وإلا سيتم نشر المقاطع والاتجاه إلى الفضيحة.

بالعودة إلى اللايذات في العرف المحلي، حيث تعد الفضيحة واحدة من الخطوط الحمر في مجتمع عشائر حوران والجبل بالعموم، ما يعني أن الشخص قد يخسر حياته جراء الفضيحة وقد يغادر اهله المنطقة كاملة، ولذا يتعقد السلم الاهلي بين المدينتين في ظل غياب السلطة الفعلية القادرة على ضبط العصابات والإمساك بها.

أهالي الجبل والسهل يدركون معاً أن التصرفات التي أوصلت المنطقة إلى هذا المستنقع هي نتيجة سياسات النظام الخاطئة والذي هدد بإغراق حوران في الوحل حتى يحدث اقتتال محلي يكسب صبغة طائفية من قبل النظام، ويأتي “حامي الأقليات” للتدخل بقوة النار فيعتقل كل معارض رفع صوته من قبل ويستغل بقية خيرات المنطقة عبر التعفيش ويهيمن على الجنوب ليكسب الطريق الدولي نحو عمان ويعيد تقديم نفسه كصاحب النفوذ الوحيد على الأرض.

السابق
عداد «كورونا» يرتفع في لبنان الى 548.. ولا اصابات في صفوف المغتربين!
التالي
فيديو نادر لطرابلس قبل «كورونا»: منع التجوّل عام 1969!