يونس.. حديث ليلة حظر التجول الأولى في سوريا!

حظر تجول دمشق
فرغت دمشق من شوارعها وشعرَ النظام بالغبطة لخلو الشوارع التي ياما أرعبته تجمعات المواطنين فيها، ليظهر في وسط الظلام "يونس" نجماً لليلة حظر التجول الأولى!

انتظر السوريون السادسة من مساء أمس بريبة، التقطوا صوراً لهم في الخارج قبل الموعد المرتقب، وودع بعض الأصدقاء بعضهم لدخولهم فترة “الحجر الصحي”. فالحجر قد تأخر إلى أن وصل سوريا كما كل شيء آخر، ورواية النظام عن خمس إصابات فقط في عموم البلاد لم تعد تنطلي على أحد.

إلا أن المثير للضحك هو ما حدث بعد إعلان حظر التجول، حيث استذكر السوريون مقطعاً للفنانة صباح الجزائري ضمن مسرحية الماغوط الشهيرة “كاسك يا وطن” حيث تلقي طرفة أن السلطات أعلنت حظر التجول فخرج الناس ليتفرجوا على الحظر.

فبعد ساعتين من إقرار الحظر، أمسكت شرطة المرور السورية بدمشق مواطناً من منطقة صحنايا في ريف العاصمة، وتعاملت الشرطة معه بعقلية العفَن ذاتها التي تسيطر على كافة دوائر ومؤسسات النظام، حيث طلب رئيس الدورية من شرطي يدعى “يونس” بأن يقتاد الموقوف إلى الفرع “والمقصود هنا فرع المرور” لما أسماه رئيس الدورية “معالجة وضع المواطن”.

إقرأ أيضاً: دعوات أممية لوقف النار في سوريا.. هل تصنع الكورونا ما عجز عنه العالم؟!

أسلوب الترهيب الذي ظهر في شريط فيديو تداوله السوريون اعاد للواجهة الصورة الأمنية لتعامل السلطة مع الشعب بكافة أشكالها، ورنّت كلمة “الفرع” المثيرة للاشمئزاز في ذهن السوريين لما تسببه من قلق وتعيد للذاكرة غصباً وليس طوعاً صور أجهزة الأمن السورية وصيت الأفرع بما يعرف عنها من طرق تعذيب وهجمية في الاعتقال وإذلال المواطن.

من ناحيته تمكنّ فيروس “كورونا” من إلزام السوريين في دخول منازلهم وأفرغ الشوارع والساحات الرئيسية في العاصمة، فعاش نظام الأسد شعوراً متناقضاً في آن واحد، فلطالما أراد أن يفرض هيمنته على العاصمة ويلقي بثقله لدرجة أن يسيطر على كافة المناطق فلا يعصي قراره أحد، وفي ذات الوقت حاول بكافة الوسائل أن يظهر الحياة بمفهومها الطبيعي حسب تعريفه وأن المواطنين يشعرون بالأمان في كنف الحكومة والجيش، فيخرجون للحياة اليومية ولا يخشون الإرهاب.

وإذا ما وجد السوريون يونسهم مساء أمس، سخروا من مفارقة القدر، فبعد تسع سنوات من الألم والعذاب للقضاء على استبداد النظام، ظهرت العفونة في أول فرصة ما يعني أن السوس قد تمكن من الوصول إلى لب النظام ولم يعد هناك إمكانية لاستمراره فالحل هو الاقتلاع لا محالة.

السابق
كيف سيكون طقس نهاية الأسبوع؟
التالي
تمديد التعبئة العامة لأسبوعين.. إلتزموا المنازل!