داعش وميليشيات إيران في شرق سوريا.. رواية أنتجها الصراع وغذّتها الأطماع!

داعش
لم تهدأ المنطقة الشرقية في سوريا بعد مغادرة طائرات التحالف الدولي، بل استخدمت الاطراف الإقليمية وقواتها على الأرض ورقة "داعش" أكثر من مرة لخلط الأوراق مجدداً!

سيقول مطلع على الشأن السوري عن كثب، أين تتعارض أهداف داعش في التواجد داخل سوريا مع مخططات الميليشيات الإيرانية، ولن يطيل التفكير حتى يجد أن المستفيد الأكبر من داعش كانت إيران نفسها، بحيث عززت هيمنتها في سوريا والعراق واحتلت المنطقة الحدودية بين البلدين وعملت على تأمين الطريق البري نحو طهران.

لكنّ القضاء على تنظيم داعش وترك جيوب له في المنطقة، واستفحال الميليشيات الإيرانية ولدّ نوعاً خفياً من الصراع الذي يجده البعض مخططاً له ولا يأتي بسبب صراع النفوذ على الأرض بل لتحقيق تقاسم في المصالح.

حيث نفذت خلايا داعش النشطة في الصحراء الشرقية لسوريا سلسلة من الهجمات المفاجئة ضد القوات المدعومة من إيران المنتشرة في المنطقة، وذلك بحسب نشطاء محليين.

رواية جديدة

وبدأت الرواية الجديدة بأن قوات حزب الله اجتمعت فجر يوم أمس الجمعة في مدينة الميادين مع عدد من المقاتلين التابعين للواء “فاطميون”، وهي ميليشيا شيعية أفغانية، بالإضافة لقوات الدفاع الوطني، لمناقشة هجوم داعش على مواقعهم خارج البلدة.

مؤسسة صدى الشرقية، والتي تتابع عن كثب التطورات العسكرية في شرق سوريا، أضافت أن هناك عدداً من الإصابات ضمن مقاتلي القوات المدعومة من إيران بعد هجوم داعش.

وفي وقت لاحق خلال الجمعة، أفادت المؤسسة الإعلامية المعارضة أن الميليشيات المدعومة من إيران انتشرت في نقاط التفتيش حول بلدة الميادين بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته داعش ليلاً.

المرصد بدوره ذكر أن هناك اشتباكات عنيفة استمرت لساعات خلال الليلة الماضية بين تنظيم داعش والقوات الموالية لإيران.

إقرأ أيضاً: رسائل إسرائيلية بالجملة إلى إيران.. الاستهداف مستمر إلى «ما بعد سليماني»

وأفادت المؤسسة الإعلامية المراقبة للأوضاع بأن الاشتباكات خلفت عشرة قتلى أو جرحى من ميليشيا حركة النجباء العراقية، لكن وسائل الإعلام الناشطة في المنطقة لم تبلغ عن وقوع أي قتلى.

ظهور داعش المفاجئ بعد عام على انتهائه في المنطقة لم يكن مصادفة، حيث أعادت بقايا التنظيم تشكيل سلسلة من الهجمات على شكل حرب عصابات.

خلال الأشهر الأخيرة، قامت مؤسسة صدى الشرقية بالحديث عن عدد من هجمات التسلل التي يقوم بها تنظيم داعش ضد القوات الموالية لإيران في صحراء شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية.

تقرير تحذيري

وحذر تشارلز ليستر، وهو محلل للصراع في سوريا، في تقرير نشره معهد الشرق الأوسط في شباط: “يبدو أن داعش تنمو بثقة وتمكن غرب الفرات في صحراء وسط سوريا”.

وأضاف ليستر أنه “من الواضح أن نظام الأسد وحلفائه من الميليشيات غير قادرين إلى حد كبير على احتواء أنشطة داعش، ناهيك عن هزيمتها، في شرق سوريا.”

في تشرين الأول من العام الفئت، كتبت مجموعة الأزمات الدولية أن ” قدرة تنظيم داعش على شن هجمات في المنطقة المفتوحة من صحراء البادية السورية ضد قوات النظام أكبر بكثير من قدرته على شن هجمات ضد المناطق التي تسيطر عليها قوات الدفاع السورية المدعومة من الولايات المتحدة.”

وأضاف التقرير: “يبدو أن وحدات تنظيم داعش في البادية السورية قادرة على اجتياز وعبور الصحراء وشن هجمات بأعداد كبيرة من المقاتلين، الأمر الذي لا يستطيع التنظيم القيام به في منطقة شمال شرق سوريا والتي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خاصة مع تحليق طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فوق المنطقة.”

ماذا ينتظر الجزيرة؟!

تشكل إعادة بوصلة الصراع إلى شرق سوريا مجدداً مساحة لخلق توازنات جديدة في المنطقة، روسيا لا تتقدم في الشرق حيث تغرق الميليشيات الإيرانية، النظام يراهن على إخضاع الأكراد بدعم روسي للموافقة على تنازل يضمن له استرداد آبار النفط وخيرات منطقة الجزيرة، والولايات المتحدة توقن أن انسحابها الكامل من المنطقة يعني تمكين الميليشيات الإيرانية من السيطرة على المنطقة وفرض قواعد عسكرية جديدة.

السابق
12 إصابة جديدة بــ«كورونا» والعدد الى 520..ولا وفيات اليوم!
التالي
مزحة «كورونية» انتهت بتوقيف سائق أجرة صيداوي..هذه هي التفاصيل!