رسائل إسرائيلية بالجملة إلى إيران.. الاستهداف مستمر إلى «ما بعد سليماني»

قصف إسرائيلي
ضربة إسرائيلية جديدة في العمق السوري تظهر المراقبة المستمرة للتواجد الإيراني في سوريا، فما هي إلا ساعات على تحضير اجتماع إيراني بازر في مطار الشعيرات.. حتى جاءت الرسالة الإسرائيلية لطهران قاسية مرة أخرى!

“إسرائيل قصفت حمص” هكذا عنونت معظم الصحف العبرية صفحاتها الأولى اليوم نقلاً عن رواية النظام في اعتراف شبه رسمي بالرسالة التي أصرت إسرائيل على توجيهها إلى دمشق وطهران معاً.

هذا هو العام 2020 خريطة الصراع تغيرت والحضن السوري لإيران لن يعود كما كان طالما القوات الإسرائيلية تترصد أي اجتماع إيراني أو تحرك عسكري مريب في الجغرافيا السورية من حلب شمالاً إلى الجنوب وحول العاصمة دمشق حيث الخاصرة الأكثر قلقاً لإسرائيل، وإصرار إيران على التواجد في ريفي درعا والقنيطرة.

إقرأ أيضاً: العقاب مستمر.. قصف إسرائيلي عبر الأجواء اللبنانية يستهدف اجتماعاً لضباط إيرانيين في سوريا!

لكن الرسالة هذه المرة جاءت أبعد واستهدفت مطار الشعيرات في حمص، لتوجه الصواريخ نحو طائرات نقل عسكرية إيرانية، واجتماعاً لعدد من قادة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، بينهم القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قاآني بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي نقل هذا النبأ عن مصادر في المعارضة السورية، في حين كشفت مواقع إعلامية عن أن الغارات استهدفت خلية تتواجد فيها الميليشيات الايرانية، وتضم هذه الخلية أبراج اتصالات خاصة بالمطار، إضافة إلى غرفة عمليات تتبع للميليشيات الإيرانية وأجهزة تجسس إضافة الى وجود راشدة اتصالات، مهمتها تجسسية، ضمن هذه الخلية.

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على الأراضي السورية استهدفت خصوصاً أهدافاً إيرانية ومجموعات موالية لإيران على الشكل التالي

الضربات السابقة

  • وفي الخامس من آذار تصدّت الدفاعات الجوية السورية لصواريخ إسرائيلية في جنوب البلاد ووسطها. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد استهدف القصف يومها مطارين عسكريين أحدهما مطار الشعيرات.
  • وفي الأسبوع الأول من شهر شباط قتل 12 مقاتلا من المجموعات الموالية لإيران في قصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق وفي جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
  • وفي منتصف شباط، أدت ضربات ليلية نسبت إلى إسرائيل إلى مقتل سبعة عناصر من جيش النظام والحرس الثوري الإيراني في سوريا، بحسب المصدر نفسه.
  • وبعد أكثر من أسبوع، تسبّبت غارات شنتها إسرائيل على موقع للجهاد الإسلامي الفلسطيني قرب دمشق بمقتل ستة مقاتلين على الأقل، وفق ما أفاد المرصد، بينهم عنصران أعلنت سرايا القدس مقتلهما.
  • وفي 27 شباط، أصيب ثلاثة جنود سوريين على الأقل بصواريخ إسرائيلية في محافظة القنيطرة، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، فيما تحدث المرصد السوري عن مقتل جندي سوري.

ماذا حدث في مطار الشعيرات؟

ومطار الشعيرات المستهدف يحتوي على 40 حظيرة اسمنتية، ومدرجي إقلاع بطول 3 كيلومتر، بالإضافة الى دفاعات جوية من طراز سام 6. وتعرض في 7 نيسان 2017، لقصف أميركي ب59 صاروخ توماهوك ما تسبب بأضرار مادية كبيرة أخرجته عن الخدمة حينها.

وبحسب مصادر مطّلعة فإنّ طائرة محمّلة بأسلحة، قادمة من إيران، قد حطّت بمطار الشعيرات الساعة الثانية والنصف من ظهر يوم أمس، وانتقلت من بعدها إلى مطار التيفور، لتتجه بعدها إلى دمشق.

قبل أن تنفذ الطائرات الحربية الإسرائيلية طلعات عبرت بها الأجواء اللبنانية واستهدفت مطار الشعيرات في حمص ومواقع الميليشيات الإيرانية في ريف حمص بأكثر من ٨ صواريخ، فيما سمع دوي انفجارات ناتج عن محاولة الدفاعات الجوية التصدي لتلك الضربات، في حين جاءت الرواية السورية الرسمية مضللة كالعادة دون أية تفاصيل.

وإذا ما صحّت الأنباء عن استهداف اجتماع حضره قائد فيلق القدس اسماعيل قآاني فإن إسرائيل تعيد توجيه الصفعة لإيران في أن المشكلة مع وجودها في سوريا لا تتعلق بأشخاص فحسب بل بنهج تصر إيران على فرضه داخل الأراضي السورية عبر التغذية العسكرية المستمرة وتجاوز الخطوط الحمراء التي تعد إسرائيل انتهاكها من قبل الميليشات الإيرانية تهديداً للأمن القومي ويجب أن تفهم إيران الدرس عاجلاً أم آجلاً، لكن إيران بالمقابل لا تزال تراوغ متمسكة بموقف النظام الداعم لوجودها وتمثل ذلك في الآونة الأخيرة بالانتهاكات الطائفية من قبل الميليشات الإيرانية في معركة إدلب ومحاولة الالتفاف على الدروز في السويداء والهيمنة على الجنوب بعد اشتباكات محلية بين السويداء ودرعا.

السابق
هل بدأت المصارف بتحويل الودائع الدولارية الى الليرة اللبنانية؟
التالي
بعد حادثة القتل.. زوج نانسي عجرم يظهر في الفيديو للمرة الأولى!