غليان «كوروني» ومعيشي بقاعاً وجنوباً…والحكومة العاجزة الى الطوارىء «الُمرّة»!

بعض الطرق البقاعية خلت ليوم تماماً من الحركة
تلكؤ حكومة حسان دياب في اعلان حالة الطوارىء دفعها الى قرار "مر" بعد 40 يوماً من التاخير. واذا صح اعلانها الطوارىء الشاملة الاثنين وتنفيذها تكون قد كلفت البلد 508 اصابة "كورونا" و17 وفاة. (بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس").

فقدان الدولار من الاسواق وارتفاع اسعاره بجنون ادى الى تفلت اسعار المواد الغذائية والخضار ومواد التعقيم بدورها الى حد كفر الناس بـ”كورونا” والحجر منه ولا سيما ان مظاهر التفلت من “التعبئة العامة” بات ظاهرة ومستفحلة في مختلف المناطق اللبنانية.

“كورونياً” لا تبشر نتائج التقرير اليومي لخلية ادارة الكوارث ووزارة الصحة ولا سيما ان عدد الاصابات تجاوز الـ500 ليبلغ 508 والوفيات 17 بينما هناك بارقة امل في وسط هذا الغمام كله وتتمثل بشفاء 50 حالة تماماً.

ثلاثة مستويات

وتشير مصادر متابعة الى ان ما يجري خطير للغاية على ثلاثة مستويات: غياب اي دور فعلي للحكومة والجهات الرقابية على الاسواق والتجار حيث “حارة كل من ايدو الو”. وليس مبالغة القول ان الناس تستعد لايام من الجوع والقهر والفوضى وما يتداول بين الجنوبيين والبقاعيين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يوحي بالخير في ظل تجويع الناس وافقارهم.

إقرأ أيضاً: المطار فُتح للفرنسيين.. والسفارة تشكر السلطات اللبنانية!

وما جرى منذ يومين في طرابلس وامس عند تقاطع المدينة الرياضية وقبلهما في الضاحية يؤكد ان الامور تتجه الى الهاوية.

المستوى الثاني وهو لعبة خبيثة تمارسها الحكومة والسلطة الحاكمة ومصرف لبنان والمصارف للسطو على اموال المودعين والتعميمان اللذان اصدرهما حاكم البنك المركزي اليوم سيؤديان الى ثورة وكارثة والى تشريع واضع لنهب الودائع الصغيرة والتي تتجاوز الـ3 الاف دولار بينما اجاز لنفسه التحكم بسعر الصرف وتحريره وليس تثبيته.

مصادر وزارية لـ”مناشير”: بعد التأكد من عدم الالتزام بالتعبئة العامة هناك اتجاه حكومي لاعلان الطوارئ ورفع الاجراءات والتشدد بها الى أقصى حدود منعاً لانتشار “كورونا”

اما المستوى الثالث فهو ما يسمى بحالة “التعبئة العامة” وتكشف المصادر ان في الضاحية الجنوبية والبقاع والقرى الشيعية الجنوبية تسير الامور على غاربها والسلطات الامنية تغض النظر وتواجدها شكلي وغير فعال. اما في طرابلس والشمال حيث الكارثة الكبرى فترى المصادر ان لا جدية بالتعامل مع اي تجمعات وتفلت من التعبئة العامة وخصوصاً ان تحذيرات كثيرة من ان طرابلس والشمال تحت الخطر “الكوروني” المحدق.

وبين هذه المستويات الثلاثة يعيش البقاعيون والجنوبيون ايام “كورونية” سوداء وايام جوع وفقر وعوز وغليان قد تنفجر ثورة عارمة في الشارع في اي لحظة.      

الى الطوارىء الشاملة در

في المقابل يسجل بارقة امل سياسية ولو لمرة واحدة من الحكومة العاجزة وبحسب مصادر وزارية لـ”مناشير” أن بعد التأكد من عدم الالتزام بالتعبئة العامة، هناك اتجاه حكومي لاعلان الطوارئ ورفع الاجراءات والتشدد بها الى أقصى حدود منعاً لانتشار “كورونا”.

وتشير المصادر الى من “الاثنين سيكون دور القوى الامنية والعسكرية فاعلاً أكثر، وربما لن نعود نرى في الشوارع سوى عناصر الجيش والدرك والصليب الاحمر”.

و أذا أُتخذ هذا القرار تكون حكومة حسان دياب قد اضاعت 40 يوماً من الاجراءات الشكلية غير المؤثرة، وكلفت لبنان 17 وفاة و508 اصابات بالفيروس. والله وحده يعلم كم هي الحالات غير المكتشفة، وكل ذلك بسبب صراعات شخصية وسياسية وشهوات سلطة يحلم بها ويعيشها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ويدعمه فيها “حزب الله” ولو لم يظهر الحزب في الصورة معارضاً لتولي قائد الجيش زمام المبادرة على الارض.

البقاع

بقاعاً، تحول تدني التشدد في الاجراءات المفترضة للتعبئة العامة، وعودة الحياة الى شرايين الطرقات والعديد من المؤسسات الفردية عند غالبية البقاعيين، الى حالة نقمة مما دفعهم لرفع أصواتهم ومطالبة القوى الأمنية بالتشدد وعدم التراجع في ضبط مخالفات المتجولين نهاراً.

وشهدت الاسواق البقاعية ارتفاعاً ملحوظاً في كافة الأسعار المواد الغذائية والخضار، بشكل جنوني لم يجد من يردعه. مما ادى الى بث حملة لناشطين على شبكات التواصل الاجتماعية دعوات للناس لأن يتوقفوا عن شراء الخضار بكميات لكي تبقى في الصناديق وتخرب لكي يكونوا تجار الخضار عبرة في ظل هذا الوضع الأليم، مبدين تخوفهم من مزيد من الارتفاع بالاسعار في شهر رمضان.

مغتربو زحلة

وفي اطار عودة المغتربين دعت بلدية زحلة معلقة تعنايل اهالي وذوي المغتربين لأن يتواصلوا مع البلدية لوضع الية وقائية وتجهيز أماكن للحجر، ولاحصاء العدد بهدف حصر تمدد فيروس “كورونا.”

وفي هذا الصدد طالب مواطنون زحليون عبر “مناشير”  البلديات العمل على انشاء صندوق تعاضدي تضامني بين المغتربين لتمويل كلفة الحجر للمغتربين في الفنادق. كي لا تتوسع دائرة انتشار “كورونا”.

مواطنون كفروا بالتراخي

ولم يخف بقاعيون ان استمرار التعبئة العامة باليتها هذه لن تجدي نفعاً بل ستجبر الناس على التمديد لحالة التعبئة أكثر.

كما أن أحد نتائجها السلبية بدأت تتظهر من خلال قيام بعض المواطنين ببيع أغراض منازلهم لسد كفاة حجرهم من مواد غذائية بعدنا نفدت من جيوب مياومين عاطلين عن العمل.

لا تزال الحواحز قائمة جنوباً ليلاً ونهاراً على مداخل القرى
لا تزال الحواحز قائمة جنوباً ليلاً ونهاراً على مداخل القرى

بدأ مهند بيع أغراض من أثاث منزله ليفك بها ضائقته المالية، فيوم أمس دفعته الظروف الى أن يبيع شاشة التلفزيون، حتى يستطيع تأمين مواد غدَائية لاسرته .

وبحسب ماهر “رغم الوضع الاقتصادي السيء الذي انهك كاهلنا ومع ذلك نعض على الجرح ونقبل المواجهة، لكن أن نجد اناس مستهترين والدولة تصفق لهم وكأننا نتحمل العبئ عن هؤولاء المستهترين، وبحال استمر هذا التراخي مضطرين الخروج لأن نؤمن معيشتنا”.

صور

وبمشهد أقرب إلى أفلام المقاولات التافهة التي تستهدف سوق البيع و الشراء إفتتح نائب حركة أمل علي خريس أمس مركزاً للحجر الصحي في بلدة برج رحال. والمركز ليس الاَّ عيادة للعلاج الفيزيائي تتسع لأربعة أو خمسة أسرَّة.  المشرفون على المركز ليسوا الاَّ مجموعة من شبَّان البلدة و لا يعرفون من “الكورونا” سوى أنه يشبه الرشح.

والتسابق بين “امل” و” حزب الله” على افتتاح مراكز الحجر يشبه تسابقهم بالأمس على زيادة ست ساعات تغذية بالتيار الكهربائي في مدينة صور.

الطبيب عزالدين: ما يحصل في طريقة تعاطي وزارة الصحة مع مسألة الوباء يؤشر الى ان هناك أمراً ما يحصل فلبنان نظرا لقلة عدد سكانه يمكن السيطرة بسهولة فيه على الوباء

و عن موضوع علاج الكورونا قال الطبيب علي عزالدين من مدينة صور لموقع “تيروس:” ” لست من اتباع نظرية المؤامرة،ولكن ما يحصل في طريقة تعاطي وزارة الصحة مع مسألة الوباء يجعلني اعتقد بأنه هناك أمراً ما يحصل. فلبنان نظرا لقلة عدد سكانه يمكن السيطرة بسهولة على الوباء، فبعد إحصاء واقعي تبين ان لبنان لديه القدرة على إجراء حوالي خمسة آلاف فحص للكورونا يوميا ،أي حوالي 150 الف فحص شهريا، وهذا الأمر فيما لو قامت به الوزارة هو كفيل بأن يسمح للدولة بإكتشاف كل الحالات الموجودة على الأراضي اللبنانية، هذا عدا عن وجود خيارات متاحة واقل كلفة بكثير على هذا الصعيد، وكلفة هذا الأمر لا تتجاوز الخمسة ملايين دولار، اي اقل مما تبرع به الناس لدعم المستشفيات الحكومية والصليب الأحمر. هذا الأمر يجعلنا نطرح السؤال لماذا لا تقوم وزارة الصحة بهذا الإجراء البسيط والفعال والذي تستعمله اكثر الدول المتقدمة؟

ارتفاع  الاسعار

وعن ارتفاع الأسعار و الغلاء الذي أثقل الحمل على الناس الواقعة تحت سلطة الحجر، قال مسؤول في تجمع الجنوب الزراعي :”” الى جميع البنانيين والسوريين ممنوع شراء الخضار لمدة عشرة ايام بسبب الاسعار التي نشاهدها بارتفاع كيلو بصل 5000 والثوم 8000 . اتركوا بضاعتهم تتعفن بالمحل اذا كانت الاسعار الآن بهذه الأسعار كيف ستكون  برمضان؟

وبعد يومين من كسر الحجر الصحي في الجنوب اصدر رئيس بلدية الصرفند تعميماً يمنع فيه الخروج من المنازل الاَّ في حالات الضرورة القصوى.

و عن هذا القرار قالت سكينة غدار: “الأهل الكرام في بلدة الصرفند لم يلتزموا بقرار الحكومة فأنذرتهم البلدية ان يبقوا في بيوتهم، وتمنت ان يقتنعوا بأنَّ الموضوع بكامل الجدية و الكورونا ليست مزحة”.

توزيع الإعاشات

وبعد ان ساد بعض الهرج والمرج في بلدة باريش في قضاء صور عن استنسابية توزيع الحصص الغذائية على الناس تواصل موقع تيروس مع مختار سابق للبلدة وقال:” بالنسبة للتبرعات بالمواد الغذائية في  باريش كانت من ضمن تبرع خاص (يعني جار حب يقدم لجاره حصة بدون ما يعرف منه بعتها عبر الجمعية وهيك صارت). و بالنسبة لموضوع السلة الغذائية الموجودة في  الدكاكين بباريش الحمد لله بفضل الله وبفضل اهل الخير تم توزيع ٣٥ حصة غذائية مع لحمة ودجاج هيدي المرة مع تقديم علب حليب لاطفال وتسديد مبلغ صيدلية بقيمة ٦٥٠ الف ليرة “.

السابق
المطار فُتح للفرنسيين.. والسفارة تشكر السلطات اللبنانية!
التالي
ريفي غاضب من «الفضيحة».. ويتوعَّد بـ«الحساب القريب»