علي حيدر (كوزو) لـ«جنوبية»: السلطة تضع الناس بين خياري.. الموت جوعاً أو وباءً!

علي حيدر
هي "عاميّة 17 تشرين. مجموعة من الشباب والشابات الثائرين والثائرات على النظام الطائفي الفاسد والمنظومة الماليّة والإقتصادية المهيمنة في لبنان". وهو شاب لبناني يعرّف عن نفسه بأنه ناشط سياسي. ملقب بلقب شهير جدا استعاره من مناضل حائزعلى صفة أول لاجىء سياسي في لبنان هو "كوزو أوكاموتو"، إنه الناشط في العاميّة علي حيدر، المعروف بين رفاقه بـ"علي كوزو".

“جنوبية” التقت الناشط علي حيدر(كوزو)  وحاورته حول نشاط عاميّة 17 تشرين، فقال “بالنسبة للعاميّة فقد انطلقت في أوائل أيام الثورة عبر مجموعة من الناس كانت تعمل مع بعضها البعض منذ زمن بعيد، وإن كانت غير ناشطة في أيّ حزبٍ حاليّا، ولكن من الناشطين سياسيّا منذ زمن بعيد، منذ ما قبل العام 2005 عام الخروج السوري من لبنان، ومنذ ما قبل الخروج الإسرائيلي عام 2000. منذ تلك الأيام تنشط المجموعة في الجامعات، ومعظمهم من ذويّ الخلفيات اليسارية. اليوم المجموعة تضم قدامى اليسار، ومجموعات من جميع المشارب، وهمّها الوحيد هو مبادىء ثورة 17 تشرين”.

اقرأ أيضاً: سباق بين «وباءين»!

الإنطلاقة

وحول انطلاقة العاميّة، يفصح (كوزو) أنها “انطلقت من ساحة الشهداء، خلال التجمعات، لكن فيما بعد تكوّنت نتيجة تقارب الأفكار، مما أدى إلى نشوئها. و(كلّن يعني كلّن) هو شعارها الأساس، لا نحيد عنه أبدا، فكلهم شاركوا بالفساد في هذه السلطة، وكلهم شاركوا في نهب البلاد، وكلهم مسؤولين، ويجب أن يتحمّلوا المسؤولية سواء أكانوا في الحكم الآن أم كانوا فيه سابقاً، وخاصة ممن يدّعي المعارضة اليوم”.

نقوم بدورإغاثي، لكن ليس تحت إسم العاميّة، لكن دورنا داخلها كبير جدا

مبادرات عديدة

اما عن عمل “العامية” في الأيام الحالية و في زمن الحجر والكورونا، والوباء المتفشيّ يعرض (كوزو) لأنشطتها، ويقول “تعمل على  مبادرات عدة، وإن كانت لا تظهر بإسم العاميّة، ولا تريد أصلا أن تظهر باسم العاميّة، لأنها تُبعد العمل السياسيّ عن العمل الإغاثي”.

مساعدات وقائية

و”عن المساعدات، يشرح علي كوزو، في الوقت الحاضر،  هي بأغلبها مساعدات غذائية ووقائية بشكل عام، وهي أيضا عبارة عن أدوات وقاية وحملات توعية بالتعاون مع البلديات، ووضع خطط طوارئ أوعبر توزيع مواد غذائية وأدوية وما إلى هنالك”.

لا ثقة

نشر التوعية

ويضيف “لا شك أن العاميّة تنشط بكل المجالات التي تُعنى بتحسين الوضع لدى اللبنانيين سواء عبر المبادرات الإغاثية في الوقت الحالي، أو عبر نشر التوعية التي هي ايضا مجال عملها الأساس”.

لا نريد أن نقوم بالنشاط الإغاثي تحت إسم العاميّة كوننا نفصل ذلك عن عملنا السياسي

صاحب فكرة العاميّة

أما بخصوص أصحاب فكرة “العاميّة”، فيشرح بالقول “هم الناس كلهم الذين إنضمّوا إليها بداية، أو إنضموا إليها لاحقا، ويمكن القول إنها مساحة تلاقي أفكار ونقاشات، ويمكن القول إنها تضمّ مروحة واسعة من الناس كالليبراليين والإشتراكيين، ومن مختلف المكوّنات”.

السلطة تمارس التعميّة

وإذ يشدد على محاربة السلطة الفاسدة، يشدد على أن “السلطات الرسميّة مقصرة جداً بالوقاية وبالإغاثة، إضافة إلى الجانب السياسي، السلطات لم تقم بواجبها في مرحلة الوقاية، وكذلك في الإغاثة، وهي تمارس نوع من التعميّة، وليست صادقة بخصوص أعداد الإصابات بالكورونا، وتوحيّ بأن الأوضاع جيدة، وهي ليست كذلك، الأرقام المتوافرة ضئيلة، لأن الفحوصات قليلة، والسلطات أمرت المواطنين بالبقاء ببيوتهم فقط، ولم تقدّم لهم الحماية على الصعيد الإقتصادي، أو الطبيّ، أو الصحيّ. إلى الان ليس من سياسة صحيّة عند الحكومة سوى الحجر، الذي لم ترفقه بخطوات واضحة تخفّف عن المواطنين”.

ترك الناس لمصيرها

وينبّه إلى أنه “لو انتهت الكورونا اليوم فثمة أعمال صغيرة إنتهت اليوم، وناس كثر بات يترتب عليها أعباءً مالية كبيرة، ولم تقم هذه الحكومة بأية خطوات خلال الحجر أمثال المياومين أو الذين توقفت أعمالهم، والموظفين الذين خسروا وظائفهم، فالسلطة لم تعمل أيّ شيء لمواكبة هذا الحدث، بل تركت الناس لمصيرها بناءً على مقولة “يا رب تجي بعينو”.

نحن لسنا بحزب سياسي ينّظم المساعدات مع الدعايات، نحن نعمل بإسم الثورة

اقرأ أيضاً: «التعبئة»..تَفلُّت من البقاع إلى الجنوب وعجز «كوروني» حكومي بـ«الجملة»!

السلطة مقصرّة جداً

ويختم علي حيدر ، بالقول “هناك تدابير  كثيرة كان يجب أن تقوم بها السلطة للمواطنين كرفع الإجراءات المصرفيّة الضاغطة عن الناس، وهي غير دستورية وغير قانونية. فالمصارف توّقفت عن دفع الأموال بحجة توّقف الشحن الجويّ. علما أن الشحن لم يتوّقف يوما، وهو مُستثنى من قرار التعبئة العامة، والسلطة مقصرّة كثيرا في هذا الإطار، وخاصة في تأمين أدوات الوقاية للناس وفي إطعامها. فإذا بقيّ أداء الحكومة على هذه الحال، لن تكفي المبادرات الأهلية، والناس ستعاود النزول  إلى الشارع لأنها ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الموت جوعا أو الموت بالوباء. ومن يسمع صراخ الأطفال الجوعى لن يهمّه عندها الكورونا، وستكون الضربة القاضيّة”.

السابق
أحمد السقا يعيد رزان مغربي للتقديم.. والكورونا تحجره في لبنان!
التالي
جنبلاط يُعرّي الحكومة: همّها في مكان آخر!