محمد شمس الدين.. «شمس» الألوان تغيب ولا تنطفئ!

محمد شمس الدين
يقول نيتشيه ان "ولادة المبدع تستدعي تحولات كثيرة وتستلزم كثيرا من الالام"، وهو ما توفر بقوة في سيرة المبدع عاشق الالوان محمد شمس الدين، الذي رسم خطوط حزنه منذ نعومة اظافره، لتنتهي أمس بانتهاء حياته. واليوم كان الموعد الأخير له مع بلدته البازورية مكان منزله ومحترفه، لتحضنه بترابها ميتا كما حضنته حيّا طيلة 62 عاما.

الألم بدأ مبكرا في حياة محمد شمس الدين ابن الشيخ رضا الذي توفي بحادث مأساوي في النجف الاشرف في العراق في 29 من عمره،  ومحمد ابن سنتين، ولأن امه اجبرتها ظروف الحياة الصعبة على الزواج مجددا، فقد خسر محمد وشقيقته الوحيدة الأم ايضا بعد خسارتهما للأب، فكفل اليتيمين جدهما العالم الكبير الشيخ زين شمس الدين عاشا بكنفه حتى توفي بدوره، فقام المقرّبون في العائلة والاصدقاء في بلدة البازورية برعايتهما، فشبّ محمد الذي اقبل على العلم معتنقا الفكر اليساري التحرري مطلع الحرب الاهلية، بالانخراط فكريا وثقافيا وفنيا بعدد من فصائل الثورة الفلسطينية على يسار منظمة التحرير.

إقرأ أيضاً: فنان سوري رسم بالحجارة ورُمي بها

ولما برزت مبكرا موهبة محمد في ميدان الرسم والالوان فقد كان من الطبيعي ان ينتسب الى كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، غير ان ابداعه فجّر مفاجأة سارة ستغيّر حياة محمد، بحصوله على منحة للدراسات العليا في فرنسا بعد تخرجه بتفوق من كلية الفنون عام 1980، ليذهب الى العاصمة الفرنسية باريس ويحصل على شهادة الدكتوراه في الفنون والتصميم عام 1988، وهي سنة عودته الى لبنان وزواجة واستفراره مجددا في بلدته البازورية، التي حقق فيها حلم حياته فبنى فيها منزلا ومحترفا، ثم عيّن استاذا جامعيا في الكلية التي تخرج منها، وظلّ استاذا فيها حتى وفاته أمس.

ويسجل ان محمد شمس الدين عمل في عدد من مسرحيات المخرج روجيه عساف والفنان رفيق علي أحمد.

السابق
في بشري.. إصابة طبيب بـ«كورونا» وإقفال المستشفى!
التالي
لبنانيون عالقون في الخارج.. ووزير الخارجية: لا عودة لمصابين بالـ «كورونا»!