اليأس يسابق «الكورونا »..«إجراءات بسمنة وتدابير بزيت» من البقاع إلى الجنوب!

الحركة تعود الى البقاع رغم كورونا
اليأس بدأ يضرب الناس، مع دخول البلاد يومها التاسع من "التعبئة العامة" وفي ظل تفشي "كورونا" من البقاع الى الجنوب مترافقاً مع جوع وقلق وغضب من حكومة لم تقم بأي من واجباتها الاغاثية تجاه المواطنين "المحجورين". (بالتعاون بين "جنوبية" "مناشير" تيروس").

مع تزايد عدد الاصابات بفيروس “كورونا” ليصل الى 306 حالة، بدأ “اليأس” يضرب اطنابه في المواطن اللبناني الذي يشعر، انه يواجه عدواً غير مرئي وهو “الكورونا”، وعدو آخر هو اليأس والجوع من دولة لا يراها تحرك  ساكناً الا في اللحظة الاخيرة.

ومع دخول التشدد الامني يومه الثاني، تظهر حادثة سائق التاكسي الذي اشعل سيارته غضباً على مخالفته عدة مخالفات مرورية، ان هذه الحكومة وهذه الدولة لا تستقوي الا على الفقراء، وتترك الاغنياء والمحظيين والمؤسسات الكبرى و”المدعومة” تسرح وتمرح والتي بقيت معاملها ومؤسساتها “شغالة” مع عمالها بالاكراه.

لماذا كل هذه الصناديق والهيئات الاغاثية اذا لم تقف الى جانب اللبنانيين في محنة “الكورونا”؟

وعلى قاعدة “ابن الست وابن الجارية”، تتصرف السلطة ايضاً مع حال الطوارىء، فهي تترك الكلمة في الشارع للقوى الامنية، وتفرض حالة طوارىء مقنعة، لكنها لا تريد ان تعلنها صراحة. وهذه الازدواجية اربكت الناس زنجحت في تيئيسهم، في ظل البطالة والفقر والعوز، وعدم تولي الحكومة مسؤولياتها الاجتماعية والاغاثية تجاه مواطنيها. فلماذا كل هذه الصناديق والهيئات الاغاثية اذا لم تقف الى جانب اللبنانيين في محنة “الكورونا”؟

البقاع     

ورغم اجراءات المجتمع الأهلي المتشددة، بدأت تتراخى حالة “التعبئة العامة”، شيئاً فشيئاً في القرى والبلدات البقاعية، بحجة أن المواطن ليس ملزماً بهذا القرار، ما لم تذهب السلطة الى إعلان حالة الطوارئ الفعلية لترغم الناس على الحجر المنزلي، وتقفل كافة المؤسسات بما فيها الغذائية.

 وبعد اسبوع، الساحات والطرقات البقاعية، عادت لتشهد حركة مواطنين واصحاب مصالح ومحال يعودون الى أعمالهم بطرق احتيالية، ما يهدد بتفشي فيروس “كورونا” وهذا ينعكس ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد المصابين بشكل يومي.

اتحاد بلديات البقاع الاوسط

وشرح رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط لـ”مناشير”، وضع البلديات المالي. وقال :”في ظل هذا الوضع المأساوي نعمل باللحم الحي، اليوم نواجه كورونا باقفال الطرقات الفرعية، وحصر المداخل بمدخل واحد ليتسنى للشرطة والمتطوعين فحص حرارة الوافدين”.

اعلان حالة الطوارئ يجب أن يرافقها تأمين الحكومة مستلزمات العيش لغالبية اللبنانيين

وعن حالة التعبئة العامة أعرب البسط أن في أقرب تقدير في كل بلدة ٥٠ ٪ من سكانها وضعهم أكثر فقراً، والـ ٥٠٪ الاخرين غير مسموح لهم سحب رواتبهم واموالهم من البنوك، ما يفاقم الوضع اكثر ويجعل المسؤولية كبيرة”.

التعقيم مستمر للشوارع في البقاع
التعقيم مستمر للشوارع في البقاع

 ولفت الى أن “اعلان حالة الطوارئ يجب أن يرافقها تأمين كلفة هذا الاعلان، لأنه يفرض على الناس الإلتزام في بيوتها، وعلى الحكومة تأمين مستلزمات العيش لغالبية اللبنانيين”.

إقرأ أيضاً: «كورونا» يصل الى تلفزيون لبنان!

 واردف: “البلديات مفلسة، والناس وضعها مأساوي والاقتصاد الوطني منهار، فكيف يمكن أن نعمل من دون قدرات مالية”.

خلية الطوارئ في زحلة

وعلى أثر الازمة” الكورونية” عقد لقاء موسع في مركز بلدية زحلة بدعوة من رئيسها اسعد زغيب، بحضور النواب عاصم عراجي وميشال ضاهر وجورج عقيص ومحمد القرعاوي، وادي ديمرجيان وأنور جمعه، وعدد من أصحاب ومدراء المستشفيات الخاصة ورئيس مجلس إدارة مستشفى الرئيس الهراوي الحكومي الدكتور نقولا معكرون.

وخرج المجتمعون بتوصيات لكيفية التعاطي مع المرحلة الحالية، و”التعبئة العامة” ومدى انعكاسها على الواقع اللبناني والانتقال الى حالة الطوارئ، واستنفار الجهود المطلوبة للحد من  تفشي الفيروس  في البقاع.

وركز الموضوع على تجهيز مستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي محور الاجتماع الطارئ،،  بالإضافة للبحث في خطة  اجتماعية اقتصادية من أجل إمتصاص التداعيات الصحية في حال تفشي الوباء.

عراجي

 وأكد رئيس اللجنة الصحية النائب عاصم عراجي ان “الخوف اليوم الوصول إلى المرحلة الرابعة نتيجة عدم الالتزام بالحجر المنزلي، لذلك مستشفى الرئيس الهراوي الحكومي ستكون لخط الدفاع الأول بمنطقة البقاع، وسيكون هناك 19 سرير في المرحلة الأولى، 16 للعزل و3 غرف عناية، حسب الاتفاق مع وزير الصحة، اما المرحلة الثانية نتوجه بها إلى 49 سرير والمرحلة الثالثة نحول المستشفى بالكامل تكون مركز اساسي لمنطقة البقاع الأوسط لمعالجة مرضى الكورونا.”.

ودعا عراجي المستشفيات الخاصة في منطقة البقاع للجمهورية التامة وعدم الانتظار الى انتشار الوباء هذه مرحلة تحتاج لتضافر الجهود.

وأعلن عراجي عن إنشاء صندوق للتبرعات لصالح مستشفى الرئيس الهراوي الحكومي، ونتيجة الحديث مع وزارة الصحة تبين ان هناك نقص في جهاز فحص الكورونا، وتأمن الغطاء القانوني لشراء ال PCR التي تبرع بها النائب ميشال ضاهر وهذه مسؤلية المجتمع ككل.

بدوره الدكتور نقولا معكرون، أشار الى ان مستشفى الرئيس الهراوي في حاجة إلى التجهيزات كلها ليس فقط ال PCR والمستلزمات الطبية، إضافة إلى وجود اشكالية في تأمين الألبسة الخاصة للجسم التمريضي والطبي نتيجة فقدانه من السوق ونعمل على تأمينها والأمر يحتاج لبعض الوقت وعندما نصبح جاهزين نعلن عنه،.

ولفت معكرون الي انه في اليومين المقبلين سيصار الي تدريب الفريق التمريض الخاصة بمستشفى الرئيس الهراوي ببيروت في مستشفى الحريري.

بلدية زحلة

وأكد رئيس بلدية زحلة اسعد زغيب ، لـ”مناشير” خطورة المرحلة في البقاع لذلك أردنا من اجتماعنا اليوم مع مدراء المستشفيات والنواب لمعرفة الأمور الملحة وتنفيذها بالسرعة القصوى، لذلك اليوم نعمل على تجهيز مستشفى الرئيس الهراوي أكان من مال الوزارة او من مال صندوق التبرعات وخلية عمل الطوارى.

اما النائب انور جمعه، فاعتبر أن العمل الموازي للاستنفار الصحي هو الالتزام بالتعبئة العامة والحجر المنزلي الكامل للحد من تفشي كورونا، كما طالب المجتمع الاهلي والبلدي مساعدة الناس الاكثر فقراَ للاستمرار في عملية الحجر المنزلي.

التفاف على “التعبئة” من الناس

وأكد مصدر أمني لـ”مناشير”، أنهم يواجهون مشكلة التفاف بعض المواطنين واصحاب المؤسسات التي يستثنيها قرار مجلس الوزراء، بطرق التوائية، حيث يعمد البعض على فتح محال لبيع الثريات ويضع عدد من غلانات المياه على اساس انه يبيع مياه، وآخر صاحب محل لبيع الدخان وغيره لبيع الالبسة كلهم اليوم يريدون فتح محلاتهم، وهذا ينذر انه بحال لم تتشدد الدولة اتجاه المخالفين تتفكك العزلة المنزلية، وبحال استمر الوضع هكذا الافضل اعلان حالة الطوارئ ونزول الجيش على الارض بشكل كامل”.

صور

اما الجنوب فليس افضل حالاً من البقاع، ويعيش المواطنون تحت ضغط العوز والجوع و”كورونا”.

خيم النازحين في البقاع نالت بدورها حصتها من الوقاية ضد "كورونا"
خيم النازحين في البقاع نالت بدورها حصتها من الوقاية ضد “كورونا”

ميدانياً، نشر “حزب الله” صُوَراً لأول مستشفى ميداني لفحص “الكورونا” في بلدة الغازية و هي باكورة لعدد من المستشفيات الميدانية والتي كانت مجموعة (نبض الجنوب المنتفض “نجم”) تريد القيام بها، ولكن عطلت من اتحاد بلديات صور للافساح امام الثنائي “امل” و”حزب الله” للدعاية والاعلان امام الجماهير. كما اخبر موقع “تيروس”، علي فقيه من بلدة طيردبا.

تعقيم الشوارع

و في جولة ميدانية، على قرى الجنوب ظهر بأنّ البلديات مستمرة بتعقيم الشوارع وتسكير مداخل القرى. وتسأل عن هوية الداخل والخارج وتطلب من الأهالي إلتزام المنازل، الا في الحالات الضرورية كما تقيس حرارتهم اثناء الخروج او الدخول من وإلى البلدة.

ففي بلدة يارين على الحدود اللبنانية الفلسطينية و اثناء رش الشوارع قال سامي وهو شاب من أهالي البلدة: “نحاول قدر جهدنا خدمة أهلنا ووقايتهم من الفيروس”.

في صور والجنوب إستعراض الثنائي “امل” و”حزب الله” الاعلامي مستمر واليوم اعلن عن اول مستشفى ميداني في الغازية

وفي مدينة النبطية اعترض الإعلامي قاسم بدر الدين على سياسة بلدية النبطية والتي يراها تكتفي بالتنظير ونُصح الاهالي ولم تقدم حتى اليوم إعانة لأي محتاج.

اما في مدينة صور، فلم تختف اصوات مكبرات الصوت التي تدعو الناس الى إلتزام منازلهم، رغم كسر القرار من قِبَل عشرات الناس غالبيتهم من اصحاب الدخل اليومي كسائقي التاكسيات وبائعي الخضار.

السابق
«المجلس الشيعي» يشحذ جيوب المحسنين.. وحسن صبرا يسأل: اين اموال من تاجروا بإسمكم؟!
التالي
إعتصام وإطلاق نار.. ماذا يحدث في طرابلس؟