بلدات بقاعية وجنوبية تسّد منافذها في وجه «كورونا».. حظر منزلي بقوة السلاح!

تعقيم مخيمات النازحين في البقاع
التشدد الامني قابله اليوم عزلة في بلدات بقاعية وجنوبية، اذ قطعت مداخلها امام الوافدين، في حين كثفت القوى الامنية جهودها لمنع التجول والذي وصل الى 90 في المئة في كل لبنان. (بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس").

مع انتهاء اليوم الاول من حملة “تشديد الحظر” الحكومية والامنية على التجول اللاضروري والعبثي وخارج  المنازل، انخفضت الاصابات بفيروس “كورونا” وفق بيان وزارة الصحة عن عدد الحالات المسجلة امس ولكنها بقيت مرتفعة وتنذر بالخطر وهي قابلة كل يوم للزيادة.

واليوم سجل عداد “الصحة” 18 اصابة جديدة ليصل العدد الاجمالي الى 248 اصابة موزعة على غالبية المناطق اللبنانية، في المقابل بدأت السلطة ورموزها تتقاذف مسؤولية تعطيل اعلان حالة الطوارىء العامة اذ أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه طلب من رئيس الحكومة حسان دياب إعلان حالة الطوارىء العامة لكنه فوجىء بالبقاء على حالة الطوارىء الصحية فقط وان الامر خطير، في حين قال وزير الداخلية محمد فهمي ان حالة الطوارىء العامة مرهونة بوقت محدد وان الاغلاق سيكون كاملاً وسيشمل كل شيء.

التشدد البلدي والتزام الاكثرية الساحقة من البقاعيين لم يمنع خوف المواطنين من تسلل الفيروس وانتشاره عبر بعض سائقي الفانات وعدم التزامهم مع غياب ملحوظ للقوى الأمنية

ومع إنطلاق الحملة الامنية والتي قادها الجيش جواً وبراً ومعه قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة، تؤكد مصادر متابعة ان الالتزام من المواطنين بلغ ما يقارب الـ 90 في المئة في معظم المناطق اللبنانية بينما لوح فهمي بالقمع والملاحقة من التنبيه الشفوي والحبي الى الزجر وصولاً الى القضاء، بينما سجلت الداخلية بقطعاتها المختلفة 150 ضبطاً عدلياً بحق المخالفين.

قطع طريق في احدى قرى الجنوب
قطع طريق في احدى قرى الجنوب

ومع انتهاء اليوم السابع من “حالة التعبئة” واليوم الاول من “التشديد الامني”، كيف بدت الصورة من البقاع الى الجنوب؟  

البقاع

وخلال جولة ميدانية لـ”مناشير”،  بدا البقاع شبه معزول عن باقي المناطق اللبنانية، بعدما عمدت البلديات الى اقامة السواتر الترابية عند المداخل الفرعية، وربطت مداخلها الرئيسية بدوريات للشرطة البلدية التي تعمد الى قياس حرارة الوافدين الى القرية.

إقرأ أيضاً: اللبنانيون يُحيّون الأبطال.. بالتصفيق!

وأقيمت عند ضهر البيدر نقطة لفحص حرارة العابرين في الاتجاهين. لا سيما أن منطقة البقاع أول المناطق اللبنانية التي بدأت تلتزم بالحجر المنزلي منذ ما قبل اجتماع بعبدا واعلان حالة “التعبئة العامة”، مما ابقى فيروس “كورونا”، بعيداً من أهالي البقاعين الغربي والاوسط حتى اللحظة.

مراكز للعزل

وعاود البقاعيون مناشدة الحكومة ووزارة الصحة اعتماد مراكز للعزل والاستشفاء في البقاع قبل تفاقم الوضع..

 ووضع ناشطون اقتراحات بانشاء مراكز العزل في “كسكادا مول تعنايل”، نظراً لمساحته  الكبيرة، وكونه يعتبر نقطة وسط بين البقاع الغربي والاوسط، وكذلك بارك اوتيل شتورا، اضافة الى امكانية انشاء هنغارات وتحتاج الى جهود شعبية لتجهيزها.

ومساء أمس الأول سارعت غالبية بلديات البقاع وأطلقت صفاراتها للعمل على تنفيذ العزل الالزامي، من خلال اقفال الطرقات الرئيسية للبلدات واختصار المداخل بمدخل واحد اومدخلين يتم عبرها فحص حرارة أي وافد الى البلدة.

كما عمدت على الرش المعقمات في الاحياء ومخيمات النازحين السوريين، واصدار البيانات لحث الناس على التزام المنازل.

الطرق في البقاع كانت فارغة اليوم
الطرق في البقاع كانت فارغة اليوم

ورغم التشدد البلدي والتزام الاكثرية الساحقة من البقاعيين برز تخوف من مواطنين اتصلوا بـ”مناشير” وعرضوا تخوفهم من تسلل الفيروس وانتشاره عبر بعض سائقي الفانات وعدم التزامهم، مع غياب ملحوظ للقوى الأمنية في موضوع الفانات والازدحام امام السوبرماركات واحد المقاهي خاصة وما تسببه من إزدحام  مستمر عند احدى السوبرماركات في شتورا، بشكل مخيف.

موازين حرارة معطلة

وكشف رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين أن غالبية موازين الحرارة الرقمية الموجودة في السوق رديئة او معطلة، ما اضطرنا لان نعيدها اكثر من عشر مرات. مناشداً وزير الصحة حمد حسن تزويد البلديات بموازين غير الموجودة في السوق لتستطيع البلديات القيام بواجبها في مواكبة الحجر للاهالي وفحص الوافدين للقرى.

تعقيم مخيمات النازحين

وفي  قب الياس عمدت البلدية والدفاع المدني  بإشراف الامن العام في البقاع قام عناصر الدفاع المدني بحملة رش وتعقيم مخيمات النازحين السوريين، للوقاية من “كورونا”.

وفي بريتال واصلت بلدية بريتال بالتعاون مع اتحاد بلديات جنوبي بعلبك حملة تعقيم ومتابعة مخيمات النازحين في بلدة بريتال ومحيطها، ونظمت البلدية والاتحاد جولات على المحلات التجارية في بلدات بريتال، الطيبة، طليا، حورتعلا والانصار، للتحقق من السلامة العامة وتطبيق الارشادات الصحية وتطبيق مقررات الحكومة.

البقاع الشمالي

واقام الجيش سلسلة حواجز في بلدات الهرمل وبعلبك، بهدف تطبيق القوانين وتوقيف المخالفين. كما حلقت طوافات للجيش في سهل البقاع وناشدت المواطنين التزام المنازل حفاظاً على صحتهم وابنائهم.

البقاع الغربي

وأعلنت بلدية المرج في البقاع الغربي، حالة الطوارئ في البلدة وسُيّرت دوريات للجيش لإجبار الناس على الالتزام بالحجر المنزلي لسلامتهم، مع إقفال مداخل البلدة الفرعية والابقاء على المدخل الرئيسي تحت اشراف شرطة البلدية.

الجنوب

وفي الجنوب من صيدا حتى الناقورة كان الالتزام شبه كامل بحظر التجول ما خلا التزود بالدواء والخبز والتموين الغذائي.

أما البلدات التي لم تُعزل بالأمس عُزِلت اليوم، وأقفلت بسواتر ترابية وبقي لكل بلدة مدخل واحد يحرسه شبَّان من البلدة و تحت إشراف البلديات والقوى الأمنية.

حواحز بلدية ومدنية!

وفي بلدة الجميجمة – قضاء بنت جبيل، قال محمد حمزة: “إتخذت البلدية قراراً يقضي بإغلاق منافذ الضيعة كافة على أن يصبح مدخل الضيعة الرئيسي والحصري  عند الجرن و على الفور باشر مسؤول لجنة الأشغال أحمد حمزة مع الشرطي البلدي أبو محمد مصطفى حمزة القيام بالمهمة مشكورين على جهودهم الخيرة.”

وعن موضوع قطع الطرقات قال صادق اسماعيل من منطقة النبطية لموقع تيروس: “أنَّ الشباب اقفلوا طرقات بلداتهم وهم يطلبون الهويات من الَّذي يريد الخروج ليسجلوا اسمه و يسألوه عن سبب خروجه من المنزل وإذا كان السبب غير ضروري ولا يستدعي الخروج فيرغمونه على العودة إلى المنزل ومتابعة الحجر المنزلي”.

ما زالت مشكلة المستشفى الحكومي في مدينة صور المهمل والوحيد في القضاء حديث الأهالي

أمَّا ناهد البوبو من مدينة صيدا فقالت لموقع “تيروس”: “اعتقد أني خسرت سنتي الجامعية كما كل الطلاب ولكن نحن في مرحلة حرب وفيها تختفي الأحلام ولا يفكر المواطن الا بالنصر فأتمنى أن ننتصر على هذا العدو ولا يتم النصر الا بالوقاية والحجر المنزلي وانا موجودة الآن على الطريق لأنني تبرَّعت انا وعدد من زميلاتي أن نعمل على توصيل طلبات للناس مجاناً. فأنا كنت أخجل أن أعمل كعاملة توصيلات وخصوصاً أنِّي ميسورة الحال و ها انا الآن اعمل “ديليفري ببلاش”.

صور

وفي مدينة صور ما زالت مشكلة المستشفى الحكومي المهمل والوحيد في القضاء حديث الأهالي حيث قال محامي من المدينة:”لا يوجد أسوأ من الكورونا، الا السلطة التي تركت قضاء مثل صور مكشوفاً ولا يوجد فيه مستشفى حكومياً واحداً صالح ومتطور”.

اغلاق الطرق وسد المنافذ مستمر في الجنوب
اغلاق الطرق وسد المنافذ مستمر في الجنوب
السابق
وزير الصحة «يصفح» عن الطبيب هادي مراد.. «عفا الله عن ما مضى»!
التالي
حالة شفاء و3 حالات حرجة.. اليكم تقرير مستشفى الحريري!