كورونا «يتمدد» في العراق امام تحدي الاصرار على زيارة العتبات!

العراق عتبات مقدسة

في وقت يواصل فيروس “كورونا” انتشاره في مختلف دول العالم حاصدا آلاف الأرواح، يصر البعض على الخفة والجهل بالتعامل مع الوباء القاتل.

وفي العراق كما حال بعض الدول، وعلى الرغم من اعلان وزارة الصحة تسجيل 192 إصابة مؤكدة، و13 وفاة بسبب الفيروس، ويتوقع الخبراء أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، لا يزل البعض لا يلتزم بالاجراءات الوقائية والتعميمات بمنع التجول والحجر المنزلي.

الا ان الأخطر، هو اصرار البعض على القيام بالزيارات الدينية للأضرحة، معرضين بذلك حياتهم وحياة الالاف للخطر مع ازدياد فرص نقل العدوى وتفشي كورونا أكثر وأكثر.

وقد بدا المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، يائسا، يوم أمس، وهو يتوجه بالكلام إلى المشاركين في زيارة ضريح الإمام موسى بن جعفر، المقدس لدى المسلمين الشيعة، في بغداد، على الرغم من حظر التجوال المفروض في البلاد على خلفي تفشي فيروس كورونا المستجد.

البدر، وهو طبيب، قال مخاطبا الزائرين “أرجوكم، نحن في خطر داهم يهدد حياتنا وحياة أطفالنا، يجب أن تلزموا بيوتكم، ويجب أن تلتزموا بتعليمات وزارة الصحة”، مضيفا “الزيارة مستحبة لكن حفظ الأرواح واجب”.

وطالب البدر الزائرين بأن يكونوا على “قدر المسؤولية الأخلاقية والشرعية والقانونية”، وخاطبهم قائلا: “عمليا أنت تقتل جارك وزميلك وشريكك في العيش من خلال نقل العدوى له”.

وتابع البدر “هذه ساعات حاسمة، ووزير الصحة قال بوضوح إنه إذا لم يتم إيقاف الزيارة الليلة فسوف تكون هناك حالات تفشِّ للوباء قد يصعب السيطرة عليها”.

إقرأ أيضاً: بعدما حجزتهم إيران ومنعتهم من العودة ومن زيارة العتبات.. هذا هو مصير الزوار اللبنانيين!

تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة هذه لم تجد كما يبدو لإقناع آلاف العراقيين لترك التجمعات، إذ توجه كثيرون، وبعضهم على الأقدام، لأداء مراسم زيارة موسى بن جعفر.

وخلال الزيارة، حاولت قوات الأمن والشرطة منع التجمع، لكن مشادات أدت إلى إصابة شرطي، أفشلت جهودها.

وتمتنع قوات الأمن العراقية، التي عرفت بشراستها في مواجهة المتظاهرين خلال الأشهر الأربعة الماضية، عن استخدام القوة مع الزائرين بسبب حساسية موضوع منع الزيارة، والتحشيد من خطباء دينيين ومنشدين قارنوا الإجراءات الصحية التي تحاول وزارة الصحة فرضها، بإجراءات النظام السابق التي كانت تمنع زيارات المراقد بشكل ضخم.

وقد يكون هذا التحشيد ساهم بزيادة “العناد” لدى الزائرين، الذين سيعودون إلى محافظاتهم بعد تجمعهم في مكان واحد، ما سيسهم بنشر العدوى في جميع الأنحاء الجنوبية والوسطى للبلاد، على الأغلب.

السابق
«لعبة سياسية».. مسؤول أميركي يكشف المستور: هكذا استغل «البعض» قضية الفاخوري!
التالي
قراران جديدان لوزير المال بشأن تسديد الضرائب.. ماذا تضمّنا؟