«كورونا الأسعار» تكوي الضاحية.. و«حزب الله» يغطي التجار!

الضاحية الجنوبية
في ظل أزمة الكورونا، والأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، عمّ الغلاء لبنان، ولكن اللافت ان اسعار المواد الغذائية والمعدات الطبية في الضاحية الجنوبية تحديدا تضاعف سعرها وذلك دون رقيب او حسيب، والسبب انها منطقة تتمتع بوضع سياسي وامني خاص، وتجارها محسوبون على حزب الله.

في ظل حالة الطوارئ الصحية الشاملة والتعبئة العامة التي أعلنتها الحكومة اللبنانية نهاية الأسبوع الماضي، والتي شلَّت الحركة في البلاد ، و في إطار تزايد المخاوف من تفاقم أعداد المتوفين والمصابين بعدوى مرض ڤايروس كورونا المستجد، تحكمت بالسوق التجارية في لبنان مجموعة من تجار الأزمات الذين يسعون لتعاظم الثروة وزيادة رأس المال ورفع معدل المُدَّخرات النقدية، وكل ذلك على حساب وجع الناس وقلة ذات اليد من الضعفاء والفقراء، فبدأ تجار الكورونا يرفعون أسعار المواد الغذائية والمعدات الطبية بشكل جنوني متجاوزين سلطة الرقابة المجتمعية ومستغلين غياب الرقابة الحكومية لمكافحة الأسعار، ومتجاهلين لفوارق المعدلات المعقولة لسعر العملة الأجنبية في السوق الموازية بالنسبة للبضائع المحلية الصنع وأكثر البضائع المستوردة من أسواق عربية وآسيوية ولكثير من تلك البضائع المستوردة من الدول الأوروپية والأمريكية !

وقد تصَدَّر مشهد التجار الذين لا يرحمون تجار حزب الله في المناطق الشيعية ضاحيةً وجنوباً وبقاعاً، وإن كان التحكم بالأسعار كان في الأطراف أشد مما هو عليه في قلب المدينة، وذلك بسبب غياب المنافسة الحقيقية التجارية بين التجار في الأطراف، فبعد جولة قمنا بها على مراكز بيع المواد الغذائية والمعدات الطبية في ضاحية بيروت الجنوبية و في بقية المناطق الشيعية عموماً، تبين أن أكثر المتحكِّمين بأسعار هذه السلع والمحتكرين لها هم التجار المحسوبون على حزب الله والمتعاونون معه والمنتمون إليه تنظيمياً والمنسقون معه في أكثر من موقع، في ظل غياب تام من قيادة حزب الله للمبادرات الشاملة لاحتضان مجتمع المقاومة خصوصاً وأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية عموماً، وإن وجدت مبادرات خجولة كمبادرة.

تصَدَّر مشهد التجار الذين لا يرحمون تجار حزب الله في المناطق الشيعية ضاحيةً وجنوباً وبقاعاً

اما المبادرة الاجتماعية ” وتعاونوا ” التابعة لحزب الله،  فإنها تحتكر جمع المال من الكل لتُعطي المحازبين فقط في منهجية مدروسة اشتهر بها حزب الله طيلة فترات جمعه للمساعدات في التجربة اللبنانية في العقود الأربعة الماضية !

 فمن ليس حزبياً – وهم كُثُرٌ جداً في مناطق الشيعة – لا يلتفت إليه أحد ولا يطرق بابه أحد ولا يسأل عن أحواله أحد من المسؤولين الاجتماعيين في مختلف المناطق الشيعية ، وهؤلاء – أي غير الحزبيين – متروكون ليُقلِّعوا شوكهم بأيديهم في ظل أزمة انتشار كورونا والأزمات الراهنة !

إقرأ أيضاً: «تعبئة الكورونا»..فوضى تُهدد البقاعيين والجنوبيين بالجوع والعوز!

فلا الدولة – بما تبقَّى منها – قادرة على احتضانهم، ولا الثنائي الشيعي يسأل عنهم، وتكتفي الجهات الحزبية فقط بالبيانات الرنانة الإعلامية والإخبارية التي تشغل بها مساحات من إعلامها المُوجَّه والتي لا تسمن ولا تُغني من جوع لأكثر المحازبين فضلاً عن المستقلين من الشيعة !

فمتى يوقن  المناصرون من الشيعة في لبنان وبعض المحازبين العميان أنهم لا يستطيعون الاتكاء على خدمات حزب الله عند الأزمات ؟

ومتى يعلمون أن المتنعِّمين بخيرات الحزب في لبنان هم ثلة قليلة ممن يملكون القرار في داخل الحزب فقط لا غير ؟

وهل يستطيع حزب الله التهرُّب من قدرته – ولو بالفتوى والحكم الشرعي الإلزامي اللذين هما سلاح الحزب الدائم للسيطرة والتسلط وتحقيق غاياته الحزبية – هل يمكنه التهرب من قدرته على تحديد نسبة الربح الشرعي والعرفي للتجار المنتمين والمؤيدين والموالين له ممن يتعاطون التجارة بالمواد الغذائية والمعدات الطبية في لبنان في ظل أزمة كورونا الحاضرة ؟

ولماذا لا تتدخل قيادة الحزب بقدراتها المادية المباشرة لمساعدة الناس لكبح جماح التجار المحتكرين في مناطق نفوذها في مناطق الشيعة؟

أسئلة لا يحتمل الإجابة عنها أي قَدَرٍ من التأخير …

السابق
لمكافحة «كورونا».. 6 ملايين دولار من جمعية المصارف!
التالي
هذا ما جاء مقدمات نشرات الاخبار المسائية اليوم19/3/2020