في عز أزمة «كورونا» فتوش يبتز الدولة وسط التخاذل العام!

في عز الازمة الصحية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان، ناقش مجلس الوزراء في جلسة 12 آذار” الموضوع المتعلق بتعيين مكتب محاماة لبناني يتولى قضايا دولية للدفاع عن مصالح الدولة في قضية آل فتوش، تم تكليف وزيرة العدل القيام بما يلزم لتأمين الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية والعمل على انهاء الملف.

في بيان لهيئة المبادرة المدنية عين داره في 18/3/2020 قالت فيه انه: “ليست المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع في مجلس الوزراء فقد سبق أن طرح في جلسة 22 آب 2019.
ان هيئة المبادرة المدنية تتوجه اليوم مجددا الى مجلس الوزراء وبالتحديد الى وزيرة العدل المكلفة ب”إنهاء الملف” مطالبين التعامل بجدية وبدون تخاذل مع الجرائم المرتكبة في جبل عين داره، وتضع الهيئة جميع معلوماتها وملفاتها بتصرف معالي الوزيرة آملين ان يعمد أحدهم أخيرا إلى وضع حد للحصانات السياسية والأمنية والقضائية التي يتمتع بها مجرمي البيئة وناهبي الاموال العامة،  ولحالة الإفلات  من العقاب السائدة تجاه  هذا الاجرام  حتى يومنا هذا.

اقرأ أيضاً: «إنتهاكات آل فتوش ضد أرز الشوف»… ندوة لمجموعة #ليبقى_الوطن
وسبق ان حذرت هيئة المبادرة المدنية من ممارسات التخاذل والتواطؤ والصمت التي طبعت تعامل السلطات العامة من وزراء وحكومات وبلديات وقضاة  مع تعدي بيار فتوش على محمية أرز الشوف في جبل عين داره، كما على الأملاك العامة والخاصة منذ أكثر من ٢٥ عاما سواء عبر إقامة المقالع والكسارات غير القانونية على مساحة ٢،٥٠٠،٠٠٠ متر مربع في حرم المحمية مع سواه من المقالع، أو عبر عمليات التزوير والرشاوى والمستندات الكاذبة وحجب المعلومات التي رافقت الترخيص  لمعمل إسمنت الأرز.
ان السياسة العامة للدولة بجميع سلطاتها قامت على مكافأة الجرائم البيئية المرتكبة من بيار فتوش  بدل معاقبتها. وبالفعل ان ما  يسميه بيار فتوش “حقوقا مكتسبة” طلب على أساسها الحجز على أصول الدولة في الخارج  ليست سوى ادعاءات باطلة بناها على قرارات وزارية  وأحكام مجلس شورى دولة انكرت وجود القوانين النافذة مثل قانون إنشاء محمية أرز الشوف ٥٣٢ وقانون البيئة ٤٤٤ ومرسوم تنظيم المقالع والكسارات ٨٨٠٣، وقانون تبييض الاموال ٤٤.
اما اليوم فنكرر ما قلناه قبيل جلسة مجلس الوزراء في ٢ ٢  آب  لدى مناقشة إبتزاز بيار فتوش للدولة بمبلغ يقارب 500 مليون دولار: إن إستعادة حقوق الدولة والناس لا تمر في نيويورك بل في النيابات العامة المالية في بيروت والاستئنافية في بعبدا.فقد وضع اعضاء هيئة المبادرة المدنية في تصرف النيابات العامة جميع الوثائق والمستندات التي تدين بيار فتوش والمتواطئين معه وباقي أصحاب الكسارات  بجرائم التعدي على محميات واملاك عامة وخاصة وسرقة محتوياتها ، واختلاس أموال، ورشاوى  وتزوير مستندات وخرائط، واخفاء  معلومات، وتمويل ارهاب وتبييض أموال بمليارات  الدولارات. وذلك منذ شهر آذار ٢٠١٨ بالنسبة للنيابة العامة المالية وشهر حزيران ٢٠١٩ بالنسبة للنيابة العامة الاستئنافية في بعبدا.مع فداحة الجرائم المرتكبة وحجم الاموال المنهوبة اكتفى النائب العام المالي القاضي  علي ابراهيم باحالة الملف إلى القاضي نقولا منصور مع ادعاء يقتصر على “مخالفة القوانين الإدارية” قبل الدخول في دوامة الدفوع الشكلية والتمييع.
ومع فداحة التعدي على محمية أرز الشوف وعمليات التزوير والرشاوى الخ، عمدت النائبة العامة الاستئنافية في بعبدا القاضية غادة عون إلى إقفال مقالع وكسارات عين داره بالشمع الأحمر في تموز ٢٠١٩ دون أن نشهد حتى اليوم اي ادعاء.
ان تحصيل حقوق الدولة اللبنانية يبدأ بقضاء عادل وجدي ومستقل يعمد إلى الحجز الاحتياطي على حسابات بيار فتوش والى توقيفه احتياطيا وملاحقته جديا، مع المتواطئين معه من وزراء ومسؤولين بلديين وإداريين وقوى سياسية ، في الجرائم البيئية والمالية والجزائية التي ارتكبوها وتصل عقوبتها إلى الاعدام، وليس بملاحقة الناشطين المدنيين الذين كشفوا عن تلك الممارسات وإقامة دعاوى القدح والذم ضدهم في محاولة لتكميم افواههم.

السابق
صنع الكذبة وصدقها.. موالو الأسد يتوهمون بإيجاد علاج للكورونا عن طريق طبيب سوري!
التالي
هلع في المستشفى الحكومي.. وفاة امرأة في الطوارئ تعاني من عوارض «كورونا»!