وفي اليوم الاول من “التعبئة العامة” زادت حالات فيروس “الكورونا” 10 اضافية لتصبح 109 مثبتة مخبرياً مع توقع عشرات الحالات الاضافية في الايام المقبلة، وفق ما تؤكد معلومات طبية من مستشفى رفيق الحريري ومستشفيات اخرى حيث تُجرى فحوصات بالعشرات يومياً للتاكيد على خلو اصحابها من الفيروس الخبيث.
على المستوى السياسي، بقيت تصريحات وزراء حكومة “الطوارىء” الصحية في إطار المزايدة الشعبية ولم ترق الى مستوى الازمة الصحية الخطيرة، اذ انقضت 24 ساعة بين نائب تبرع بمخصصاته كلها الى المستشفى الفلاني في حين تبرع آخر بجزء منها وكل إختار منطقته بينما اراد وزير الصحة حمد حسن ان يطلق اول تبرعات صندوق “كورونا” لمستشفى رفيق الحريري الحكومي في حين تبرع آخرون للصليب الاحمر اللبناني بينما تبرع مواطنون احدهم بفندق لتخصيصه للحجر في حين تردد ان اخرون يجمعون تبرعات غذائية وعينية ومالية للمعوزين.
إقرأ أيضاً: تسجيل حالات جديدة.. وحسن: ارتفاع عدد المصابين بـ«كورونا» الى 120!
وتقول مصادر في حراك 17 تشرين الاول ان حري بهؤلاء السياسيين اقرار القوانين والقيام بدورهم لاسترجاع الاموال المنهوبة المقدرة بـ150 مليار دولار ولا حاجة لاحد ان يتبرع من كيس المواطنين. اموالكم هي من جيوب الناس ومن مال عامة اللبنانيين وليس من جيوبكم الخاصة للتبرع بها. فانتم موظفون عند الشعب ورواتبكم ملكه وكفاكم مزايدة وشعبوية.
وتشير الى ان بدل ان يزايدوا على اللبنانيين لمكافحة “كورونا” كان عليهم منذ اليوم الاول والحالة الاولى منذ 24 يوماً ان تعلن هذه الحالة الاستتثنائية.
الحراك ووعي المسؤولية
وفي حين لم يتحل كل المواطنين بالمسؤولية اللازمة، دعت تجمعات الحراك الى الالتزام بالحجر المنزلي لحماية الشعب لان الثورة من اجل الشعب وكرمى له ونشر وباء “كورونا” يخدم السلطة واهدافها وهي تحاول استغلال “كورونا” للالتفاف على ديمومة الثورة كما تشير الاوساط.
في المقابل انعكست حالة “الطوارىء الصحية” تفاوتاً في الالتزام حيث خلت الشوارع من حركتها الطبيعية الاعتيادية اليومية، لكنها كانت خجولة اليوم من الجنوب الى البقاع الا فيما خلا التهافت على السوبر ماركات والملاحم والافران والصيدليات. وقد لوحظ ان الناس تحركوا في الجنوب بعيد من الاعين الامنية كما لوحظ ان الاهل اصطحبوا اولادهم الى المولات بسبب” الزهق” وان معظم الاولاد كانوا في عطلة مدرسية منذ اواخر شباط وقد “ملوا” من المنازل.
البقاع
وانتقل البقاعيون من حالة العزل الفعلي والالتزام التام الى التفتيش عن آليات جديدة في محاصرة وباء “كورونا” ورفع مناشدات الصين الشعبية، ومناشدات لوزارة الصحة التدخل لنقل اشخاص احتكوا بأشخاص تأكدت اصابتهم.
واستكمالا لخطة “التعبئة العامة” بدا واضحاً من خلال جولة “لمناشير” على كافة المناطق والنقاط البقاعية الرئيسية، انسحاب الجيش عن الطرقات والساحات بعدما قام صباح اول امس باقفال المحال والمؤسسات التجارية منعاً للاختلاط، الا أن حلت دوريات وحواجز تابعة لقوى الامن الداخلي تمنع انتقال الناس عبر الفانات تجنبا للاحتكاك الجماعي، ما ادى الى شلل فعلي في القرى والمناطق البقاعية لا سيما بعد اقفال جميع المؤسسات الرسمية والخاصة تجارية وصناعية ومصرفية.
إقفال معبر المصنع
واخيراً “أقفلت طاقة” الريح التي خاف البقاعيون ان يتسلل اليهم وباء “كورونا” عبر نقطة المصنع الحدودية الرسمية بعدما اقفلت منذ الصباح، وبدت خالية الا من بعض العناصر الامنية المتواجدة في المنطقة، ولفتت مصادر امنية لـ”مناشير”، ان الاقفال بدأ منذ الساعة الثانية عشر بعد منتصف ليل الأحد اي نهاية يوم الاحد وبداية يوم الاثنين، حيث منع عناصر الامن العام مواطنين سوريين قدموا الى لبنان من الدخول بناء لقرار الامن العام، وكذلك منع من مغادرة اللبنانين باتجاه سوريا، ولكن المسموح مغادرته من لبنان هم فقط السوريين، وذلك لان السلطات السورية منعت دخول اللبنانيين اليها ايضاً من ضَن خطة مكافحة كورونا.
ولفتت مصادر امنية لـ”مناشير” أن 18 شخص قادمين من ايران دخلوا لبنان قبيل اقفال المعبر بساعات قليلة، بينهم ايرانيين، وكان يرافقهم مجموعة من “حزب الله” رافقتهم الى لبنان.
وكانت الزميلة في تلفزيون الجديد راشيل الحسيني تعرضت لوعكة صحية افقدتها الوعي اثناء نقلها عملية الاقفال مباشرة، وبعد فحص حرارتها من قبل طبيب وزارة الصحة تبين ان حرارتها مرتفعة 39 درجة مئوية، ما اضطر نقلها والمصور المرافق لها الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، حيث سيخضعان للحجر لـ24 ساعة ريثما تصدر النتيجة.
مجدل عنجر
وناشد رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين بإسمه وبإسم أهالي بلدته وأهالي البقاع الاوسط دولة الصين بكتاب عبر سفيرها السيد وانغ كيجيان، وعبره الى رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد Xi Jinping، بطلب مساعدة عاجلة بالخبرات الطبية والمخبرية الصينية. بعدما أثبتت القدرات الصينية أنها الأكثر جديّة وجهوزية وبفارق كبير عن باقي دول العالم في محاصرة الوباء والسيطرة عليه.
وقال ياسين “نأمل من الدولة الصينية ولما بين شعبنا والشعب الصيني من قيم، وعلاقات ومستقبل مشترك، أن تقبل طلبنا بإرسال فريق طبي مختص للإشراف والتدريب للسلطات المحلية والمستشفيات في منطقتنا مما يمكننا من الحد من إنتشار الوباء”، وتابع ياسين “نحن على إستعداد للقيام بما يلزم تسهيلاً لذلك”.
النبي شيت
وفي الاطار نفسه ناشد رئيس بلدية النبي شيت حسن الموسوي وزارة الصحة، “التحرك فورًا، وإرسال فريق طبي لمعاينة أحد المواطنين المشتبه في إصابته بفيروس “كورونا”، كان يعمل في كافيتيريا الجامعة الأميركية في بيروت جنباً إلى جنب مع الشخص الذي ثبت إصابته، مع الإشارة إلى أن الجامعة لم تعمد حتى الآن إلى اتخاذ أي إجراء للتأكد من سلامته”. وهذا ما أثار حالة من الهلع بين ابناء البلدة.
تبرعات
ومن ضمن حملة التعبئة العامة، بدأت عملية التبرعات تتالا من قبل سياسيين وميسورين، وكان لافتاً تقديم مبنى كامل في بلدة قب الياس ليكون في خدمة قب الياس و البقاع، بعد التواصل مع محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة الذي تكفل التواصل مع وزارة الصحة لتشكيل لجنة ومباشرة العمل فورا من اجل التجهيز. بالتعاون مع لجنة الطوارئ في بلدية قب الياس والصليب الاحمر.
الحنوب
وفي الجنوب، اغلقت المدينة الصناعية الجديدة في صيدا بأمر من بلدية الغازية التي تتبع عقارياً لها حتى 29 آذار.
وقامت البلديات جنوباً بمبادرات تجاه الناس الملتزمة بالحجر الاَّ المضطر منهم لشراء حاجياته من المواد الغذائية والإستشفائية والوقائية.
وفي تعاونيات الجنوب وصور تحديداً، لوحظ ان اداراتها افردت موظفاً في كل منها لأخذ حرارة الزبائن، وآخر يشرف على تعقيم و تطهير آيادي الداخلين إلى التعاونية.
وفي بلدة الشهابية في قضاء صور قامت البلدية بتعقيم خزان مياه الشرب في البلدة، وراقبت عن كَثَب معامل تكرير المياه.
إتخذت القوى الأمنية بكافة قطاعاتها في مدينة صور وقضائها وشرطة بلديات القضاء تدابير حازمة جداً في صور لمنع التجمعات كافة داخل المحال وخارجها وفي الأماكن العامة والخاصة
وفي بلدة محرونة قامت فرقة تابعة لـ”كشافة الرسالة لإسلامية”، برش الشوارع الخالية تقريبا من الناس.
وفي بلدة العباسية اعلنت البلدية، ان بعد قرار وزير التربيه بإقفال المدارس والمعاهد والجامعات واللجوء الى التعليم عبر وسائل التواصل الإجتماعي حرصاً منا وإحساساً بالأوضاع الإقتصادية سيتم إفتتاح مركز لمساعدة الطلاب بطباعة الدروس التى تصلهم تباعاً إلى هواتفهم مجاناً على أن تبدا هذه المبادرة يوم الإثنين الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية والنصف ظهراً طيلة أيام الأسبوع ما عدا السبت والأحد. وهذه بادرة لم يسبقهم عليها أحد.
مدينة صور
وفي مدينة صور، إتخذت القوى الأمنية بكافة قطاعاتها في مدينة صور وقضائها وشرطة بلديات القضاء ودوريات تدابير حازمة جداً، لمنع التجمعات كافة داخل المحال وخارجها وفي الأماكن العامة والخاصة، وتوقيف عمل الفانات وسيارات الأجرة التي بداخلها اكثر من شخصين.
وطلبت القوى الامنية من “المواطن في هذه المحنة الصعبة”: “كن خفيراً لتحافظ على عائلتك وبلدتك وقم بإبلاغ القوى الأمنية عن أي تجمعاتٍ تٌذكر ففي هكذا حال أنت لم تفعل شراً. بل تحفظ سلامتك وسلامة من حولك”. لأي تجمعات قم بالإتصال على الرقم المجاني: 112.
مبادرات انسانية فردية
ولم يقتصر العمل الإنساني و التوعوي على البلديات بل سجلت منطقة صور اليوم بادرتان نادرتان في التكافل الإنساني:
أعفى صاحب سنتر حمود في جويا جميع المستأجرين عنده من بدل الإيجار الشهري لشهر آذار.
واعلن الحاج أحمد حجازي من بلدة حاريص في قضاء بنت جبيل :”نظرا للضروف الصعبة التي يمر بها اهلنا الكرام فأنني إعلن عن إعفاء جميع المستأجرين في الشقق والمحلات ألتي املكها عن الإيجارات لمدة أربع اشهر على أن يدفع المستأجر فواتير المياه والكهرباء ألتي تستهلك والله ولي التوفيق”.
وسط هذا التكاتف و التكافل الجميل نشر ناشطون لـ”حزب الله” في صور صوراً لعناصر “الهيئة الصحية”، وهم يرشون المطهرات والمعقمات في كنيسة صور ظنّاً منهم أنّ هكذا حركة شعبوية تغيِّر نظرة اللبنانيين لهم.
