أغلى ديك في العالم.. لبناني!

كافيه

نادراً ما تنقطع الكهرباء في  استوكهولم، الا ان ذلك حصل لمدة 9 ساعات في احدى المناطق، ما جعل الدولة تعتذر من سكان الأحياء، وأن تقدم تعويضات للمتضررين والذين في أغلبهم كانت أضرارهم تقتصر على محتويات الثلاجة من لحوم.

عند الفطور طلبت الزوجة من زوجها عدم تقديم طلب مساعدة بدل ضرر لان الخسارة لا تذكر، وان التعويضات تتطلب تعبئة استمارة واسئلة وسين وجيم، نظر اليها الزوج ساخرا منها، مؤكدا لها ان الخسارة كبيرة جدا، ما اذهلها وجعلها ترفع من حدة صوتها مذكرة اياه انه ليس في لبنان وان القادمين ليسوا من موظفي مجلس الجنوب او من موظفي صندوق المهجرين او من موظفي مجلس الانماء والاعمار، وأن عليه ان يتخلى عن شخصية الميليشيات اللبنانية المترسخة في كينونته؟ غضب الزوج واراد ان يلقنها درسا في الحقوق والقوانين.

اقرأ أيضاً: «حمار طروادة» ينتظر من يسحبه!

مسح الأضرار

لم يتأخرالموظفون المكلفون بمسح الاضرار ان يحضروا وجلسوا بقلمهم والاستمارة امامهم، أول سؤال كان حول طول وعرض وعمق الثلاجة ليحددوا السعة القصوى من اللحومات وغيرها. نظر الزوج اليهم بثقة عارمة وبحزن كبير ومفرط موضخاً للموظفين الثلاثة ان حساباتهم خاطئة فالامور لا تًحسب هكذا لان في حساباتهم اذية وظلم ما اذهلهم  وجعلهم ينظرون الى بعضهم البعض بحيرة متشوقين لمعرفة السبب. قال: أيها السادة خسارتنا لا تعوض، كان في الثلاجة ديكا. نظروا الى بعضهم البعض وقالوا: أثقل وأكبر ديك  لا يتعدى ثمنه 500 كرون أيها السيد. هزّ برأسه يمينا وشمالاً وضرب كفا بكف كالفاقد لكنز واكمل حديثه: ليس ديكا عاديا، هذا الديك تلقى عناية خاصة ومقدسة لاننا نؤمن في عقيدتنا ان من يتناول لحمه يُشفى من اخطر الامراض المستعصية، قبل ولادته تم الاعتناء بحذر شديد بامه الدجاجة البيضاء ذات الريشة السوداء الوحيدة عند جانحها الايمن التي هي اشارة قدسية نادرة، اعتناء ديني مع صلوات خاصة من خمسة مشايخ صباحا  ومساء لحين أباضت الدجاجة امه ومذ كان صوصا تم الاعتناء بغذائه وبحياته وبسكنه وبالصلاة الخاصة عليه مرتين يوميا عدا اخذه لمباركته في مزارات مقدسة عدة في لبنان وخارج لبنان وقد استمر ذلك طيلة سبع سنوات التي هي عمره، اختصرت التفاصيل لكم لانكم لن تعوا ولن تشعروا بمدى اهمية ديكنا المقدس وفق معتقداتنا الشرقية،  اتينا به لنطعم من لحمه مرضى ميؤوس طبّيا من شفائهم، أمه الدجاجة البيضاء ذات الريشة السوداء لا تأتي الحياةالا مرة كل سبعة وسبعون سنة.

تماثيل من شمع

ما أن توقف عن الكلام حتى كانت وجوه الموظفين اشبه بوجوه تماثيل من شمع، الدماء جامدة في العروق، البشرة السويدية البيضاء  تحولت للون الثلج الناصع، لم يعرفوا ماذا يقولون وشعروا ان دولتهم ارتكبت اثما عظيما لا يغتفر، بعد دقائق من الصمت، قالت الآنسة الوحيدة بينهم معتذرة انها سترفع القضية لرؤسائها، لم يتناولوا القهوة العربية التي وضعتها الزوجة امامهم بخجل وارتباك واستنكار على الطاولة الصغيرة والمنخفضة، شرودهم وذهولهم لم يجعلهم ينتبهون لا للقهوة ولا لحركة الزوجة في الغرفة. في اليوم الثالث قرع جرس المنزل، فتحت الزوجة الباب، طلب موظفان منها ان توقع عن استلامها للشيك المصرفي ورحلا.

دخلت الزوجة الى المطبخ حيث كان  الزوج غياض يتناول فطوره، خبز مرقوق وزيتون ولبنة وشاي، بادرها فوراً بالسؤال، من دون الالتفات لها الى الخلف، اذ كان ينظر الى الثلج في الخارج من شباك مطبخه وفي يده كوب الشاي الساخن وماضغاً في فمه الخبز واللبنة: تكلمي، كم هو المبلغ؟ انطقي لعلك تعلمتي أول درس في الحقوق والقانون، لعلك لن تجادليني بعد اليوم! 5000 كرون مع رسالة اعتذار ومواساة وعزاء من الدولة السويدية. لم يلتفت، اكتفى بشرب الشاي متمتعاً بتحوله لديك ثم لطاووس رائع الألوان امام زوجته…

السابق
سياسيو لبنان يتبرعون لدعم القطاع الصحي.. والوزارة تُعلّق!
التالي
هجوم من الجمهور التركي على فاطمة وزوجها: لم تلتزما بالحجر الصحي!