أسوأ اللحظات أن تظن أنك نجحت وانت راسب، أنك شبعت وانت جائع، أنك وصلت لهدفك وأنت نادم، أنك واقف في مكانك وأنت مع الأرض والدنيا والناس كلها تدور وتدور وتدور…. قمة الإحراج أن تظن أنك تفعل خيراً وأنت تسيء، أنك تدافع وأنت تؤذي، أنك تحب وأنت تكره، أنك تعبد ربك الواحد وأنت جاحد تشرك فيه أطماعك. أحياناً ترتد عليك نواياك الخيّرة لتجرحك، ترتدّ عليك ذكرياتك لتأسرك، يرتد عليك إيمانك ليكفرك وليحرقك، يرتد عليك الذنب ليتهمك وليفضحك و ليقتلك.
مصائب ممنوعة من الظهور
أنت تقاتل نفسك من دون أن تدري، من تجد فيه خصماً أو منافساً ليس إلا أنت في الآخر، ليس إلا أنت موجوداً في غيرك، ليس إلا ظلامك في نور عدوك، عدوك امتداداً لك، انعكاساً مطابقاً لما تكره ولما ترفض في أناك، في شخصيتك.
خلقنا مرضى نفسيون ومهمتنا الإلهية أن نشفى من اضطراباتنا، خلقنا أشراراً ومهمتنا الإلهية أن نطهر أنفسنا من الشرّ
أنت نقيض نفسك، لن تفهمها، كلما حاولت ان تبادر نحو ذاتك، نحو أعماقك، تجد نفسك هاربا من المواجهة لأنك غير قادر ان تعترف، ان في جوهرك ظلام وغموض وشذوذ وانحراف مكبوت ومصائب ممنوعة من الظهور وحرام لا يجوز التفكير والنطق فيه وجريمة غير معلنة. أشبه الناس لك عدوك، لذلك تقاتله وتكرهه وتتمنى له القتل.تولد وتعيش وتموت وانت تسال نفسك من انت؟ ماذا تريد؟ الى أين؟
قمّة الإحراج
هل اقتنعت واكتفيت أم لا؟ ليس هناك مؤمن وكافر، لا خير ولا شرّ، في الحياة إنسان يعرف أنه مريض نفسياً ويعرف أن من هم من حوله يعرفون ذلك وآخر يعرف أيضاً أنه مريض نفسياً، إنما يظن أن لا أحد يعرف بإضطراباته من حوله. خلقنا مرضى نفسيون ومهمتنا الإلهية أن نشفى من اضطراباتنا، خلقنا أشراراً ومهمتنا الإلهية أن نطهر أنفسنا من الشرّ. قمة الإحراج أن تموت وأنت حيّ وأن تحيا وأنت ميت. أشبه الناس لك عدوك، لذلك تكرهه وتتمنى له الموت.
