لم تدرُك الطفلة قمر عرابي إبنة الـ10 سنوات أنّ براءة الطفولة ستُسلب منها في وقتٍ باكر، وما كانت لتعلم أن يوم 11 شباط سيكون اليوم الأخير الذي تلعب فيه وتفرح. أما اليوم، فقد رحلت قمر عن الحياة، بعدما مكثت في مستشفى سبلين الحكومي لنحو 15 يوماً، إثر إصابتها بحالة اختناق شديدة بعدما قامت بلفّ شال على رقبتها، في محاولة منها لتقليد مشهد رأته في أحد الأفلام، وفقاً لما ورد في تقرير الأدلّة الجنائية التي أجرت فحوصاتها على قمر فور نقلها إلى المستشفى.
عائلة قمر: المستشفى متهمة بالتقصير
بعيونٍ باكية وقلوب منكسرة، تستعدّ كترمايا – إقليم الخروب، لوداع ابنتها يوم غدٍ الخميس، حيث سيجري تشييعها من مسجد البلدة إلى مثواها الأخير. ولدى الأهل صدمة كبيرة، بعدما كانت طفلتهم تزيّن حياتهم، إلا أن الفاجعة الأكبر هي أنّ حياتها كادت ترى الأمل في النجاة، لولا تقصير المستشفى، على حدّ قول العائلة.
إقرأ أيضاً: ظلم المحاكم الجعفرية يحرق قلبَ أمّ في صور.. تُناجي إبنتها المتوفاة من خلف سياج!
يقول والد الطفلة، عرابي علي عرابي لـ”جنوبية” أنّه “فور نقل قمر إلى المستشفى، كان القلب قد توقف عن الخفقان، لكن فرق الإنعاش الطبي ساهمت في إنقاذه”. ويتابع: “لقد أصيبت قمر بخلل في الدماغ نتيجة الاختناق، وهو الأمر الذي كان يتطلب تخطيطاً للرأس من أجل المعالجة السريعة”. وكشف أن “المستشفى رفضت ذلك بحجّة أن جهاز تخطيط الرأس الموجود لديها معطّل”. وأضاف عرابي: “طالبت الإدارة مراراً وتكراراً بإجراء الفحص للرأس، لكن ذلك لم يحصل إلا بعد 5 أيام. وعندها، اضطررنا لإستقدام جهاز من خارج المستشفى لإتمام ذلك وعلى حسابنا الخاص، علماً أننا منتسبون للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي”.
ولفت إلى أنّ “المستشفى رفضت طلب الأهل استقدام أطباء من خارج طاقمها الطبي للكشف على الطفلة ومعاينتها”، معتبراً أن “الإهمال كان كبيراً داخل العناية الفائقة، حيث لم تكن الرعاية الطبية كما يجب، وكل ذلك ساهم في تدهور حالتها، ما أدى إلى وفاتها”، وفق تعبيره.
المستشفى تمتنع عن الإدلاء بمعلومات.. ومديرها يهدّد
رواية الأهل بشأن حالة الطفلة حملتنا للحصول على توضيح من إدارة المستشفى والطبيب المعالج “س.س.”، إذ علم “جنوبية” أنّ “هناك توجهاً للتقدم بدعوى قضائية لدى وزارة الصحة ضد المستشفى بسبب الإهمال الطبي”.
“جنوبية” اتصل بمدير مستشفى سبلين الحكومي أحمد أبو حرفوش، لإستيضاح ما حصل، إلا أن الأخير “رفض الإدلاء بأي معلومة”، مهدّداً بـ”الذهاب إلى النيابة العامة وتقديم شكوى في حال تمّ نشر أي موضوع صحافي عن الأمر”، مشيراً إلى أنه “لن يقدّم أي معلومة من دون إذن من وزارة الصحة”، قائلاً: “ليقدّم الأهل دعوى قضائية وليفعلوا ما يرونه مناسباً ضمن الأطر القانونية”.
