من «الحلم العربي» إلى «صُنّاع الأمل».. الأوبريت الغنائي يحتضر!

أوبريت صناع الأمل
فقد الأوبريت الغنائي أثره في الشارع العربي، لعلها الأحلام المحطمة على عتبات الواقع.. وبين حلم العرب بالوحدة وتجارب النجاح الفردية حكاية عمرها 22 سنة

لسنا في آواخر التسعينات، حيث اجتمع عشرات المطربين العرب وغنّوا أوبريت “الحلم العربي” والذي منع لسنوات من العرض على شاشات تلفزيونية عربية في زمن لم يكن يتواجد به اليوتيوب لتصل صرخة مدحت العدل كاتب الكلمات مع ألحان كل من صلاح الشرنوبي وحلمي بكر وحميد الشاعري إلى كل بيت عربي، وكيف لأغنية طرحت مفهوم “الوحدة” أن تبث على الشاشات والدول تتنازع فيما بينها.

“أجيال ورا أجيال، هتعيش على حلمنا، واللي نقوله اليوم محسوب على عمرنا” إذاً ستبلغ الكلمات الفؤاد وتشعل فتيل حلم عاشته الكثير من الدول العربية بأجيال رأت في القوة خلاص ولكنها عجزت عن التماسك أمام التدخلات الأجنبية واستبداد الحكام العرب.

لكن الانطلاقة الفعلية للأوبريت جاءت في أيلول 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، مع فنانين عرب بمن فيهم الفنانة الراحلة ذكرى التونسية.

فكرة ثانية راودت أحمد العريان منتج الحلم العربي لإعادة إنتاج الأوبريت مرة ثانية بعد عشر سنوات ليتحدث عن حال الضمير العربي أين وصل ويركز على القضية الفلسطينية، مستعيناً بمائة فنان عربي وأشعار تنوعت بين الفصحى والمحكية كتب كلماتها الشاعر الإماراتي عبد الكريم معتوق والشاعر المصري سيد شوقي والشاعرة السورية سهام الشعشاع.

إقرأ ايضاً: شارات دراما رمضان: شيرين باللبنانية ونوال متهمة واغنية معين طي الكتمان

لكن الأوبريت لم يحصد نجاح الجزء الأول رغم توفر فرصة عرضه على الفضائيات العربية لكنّ المزاج في الشارع العربي تغير وحال الدول كان مهتزاً بين خلافات سياسية في لبنان وارتدادت حرب العراق، قبل أن يندلع الربيع العربي ويبحث الموسيقيون العرب عن لقاء جديد.

وكانت “بكرا” مع اندلاع ثورات التغيير ومن إنتاج الفنان العالمي ريدوان الحاصل على 3 جوائز جرامي عالمية كأول فنان عربي يصل إلى هذه الجائزة، وبرؤية مالك العقاد نجل المخرج العالمي مصطفى العقاد وشاركت في كتابة الكلمات المطربة اللبنانية ماجدة الرومي وفي التحلين المطرب العراقي كاظم الساهر، وشارك في الأغنية 24 فنان عربي بين جيل الكبار والشباب.

وفي تاريخ الأمس المميز 20-2-2020 اختارت دبي إطلاق أوبريت جديد تزامناً مع مبادرة صناع الأمل التي يقدمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو من تلحين وإشراف الفنان العالمي ريدوان، وقدّم الأوبريت بمشاركة واسعة من فنانين عرب رغم قصر مدته التي لم تتجاوز الخمس دقائق، مع مقطع مكرر قدّمه معظم النجوم وكلمات لم تأتِ مترابطة كما في الأوبريتات السابقة، بل جاء متفوقاً من ناحية الموسيقى والتوزيع، فضلاً عن الهدف الخيري للجائزة وعائد الأغنية لدعم الناجحين الذين تحدوا الإعاقة ومشقات الحياة لصناعة النجاح.

فهل ينجح الأوبريت الجديد في ملامسة نجاح الأوبريتات السابقة كونه يخرج من نطاق الأحلام السياسية الواعدة إلى التأكيد على القيم الإنسانية فحسب في ظل تعقد الوضع العربي من العراق إلى ليبيا مروراً بسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، أم أن زمن تأثير الأغنية في وعي الجمهور بات صعباً؟!

السابق
الرغيف يلتهب أيضاً في وجه دياب.. الأفران إلى الإضراب المفتوح الإثنين!
التالي
بالفيديو: «الكورونا» في بيروت..مصابة وحالتان قيد التحقق!