أنجلينا جولي عن السوريين: لقد خذلهم الجميع!

أنجلينا جولي

هذه المرة من مجلة “التايم” حيت نشرت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي مقالاً قالت فيه: “أن العالم كله خذل السوريين، وكان كلفة التقاعس وعدم التحرك باهضة جداً”.

المقالة التي حملت عنوان “تكلفة التراخي والتقاعس وعدم التحرك في سوريا باهظة”، تحدثت فيها جولي عن زياراتها لمخيمات للاجئين في الأردن بعد عدة أشهر من عام 2011 وذكرت قصة أسرة سورية عبرت الحدود تحت جنح الظلام لتتجنب القصف والرصاص وكيف أن أحد أبنائهم فقد ساقه خلال غارة جوية.

أضافت جولي أنها كانت تأمل أن تجير هذه القصص الدول الكبرى على التدخل لوقف العنيف، ولكن إلى الأن وبعد ما يقارب العقد من الزمن، هناك جيل كامل من الأطفال تم تدمير براءته، وضرر لا يمكن إصلاحه في مجتمع متعدد الأعراق، وذهبت سنوات من استجداء المساعدة دون أن تجد أية استجابة من أحد.

إقرأ أيضاً: أنجلينا جولي: «تعلمتُ من قوة أولادي»

تضيف جولي أنها زارت المنطقة السورية حوالي عشر مرات منذ بدء الصراع، حيث كان الناس في البداية متفائلة ، وكانوا يطلبون مني أن أخبر العالم بما يحدث، واثقين من أنه بمجرد معرفة الحقيقة، سيأتي العالم لإنقاذهم، لكن الأمل تبخر وحل محله الغضب، غضب الأب الذي حمل طفله لي، وسألني، “هل هذا إرهابي؟ هل ابني إرهابي؟، وألم العائلات الذين قابلتهم والذين واجهوا خيارات يومية.

تكمل جولي وتقول ، لقد رأينا صورًا لا حصر لها لأطفال سوريين اختنقوا بالغاز، وشوهوا بالشظايا، وغرقوا على شواطئ أوروبا، أو – أثناء الكتابة – يتجمدون حتى الموت في برد محافظة إدلب السورية. لم يكن أي منها كافيًا لتجاوز اللامبالاة الوحشية للقوى والمصالح المتنافسة التي ساهمت في تدمير سوريا .

وأشارت جولي أن رد فعل بعض القوى العالمية في سوريا، كان إراقة المزيد من الدماء وتلطيخها، وركزت بلدان أخرى على مكافحة الإرهاب أو على جهود الإغاثة الإنسانية ، في حين أن الحرب نفسها اشتدت بشكل أكبر وأوسع.

وذكرت جولي عددا من القوانين التي تم انتهاكها في سوريا وقالت، “القوانين التي تحظر قتل المدنيين، أو قصف المستشفيات والمدارس، أو الاغتصاب الجماعي؛ والمعاهدات التي تحظر استخدام الهجمات الكيميائية؛ والمسؤولية عن حماية الميثاق، الذي وقعته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وصلاحيات مجلس الأمن في العمل على وقف الصراع، كلها لم تنفذ ولم تستخدم أو اسيء استخدامها في الصراع السوري،

وأشارت جولي أنه ومنذ عام 2014، لم تتمكن الأمم المتحدة من إحصاء القتلى في سوريا. وطبقاً لبعض التقديرات فإن ما يزيد على نصف مليون سوري قد لقوا حتفهم.

وتطرقت جولي إلى ما يقوله السياسيون عن سوريا، وقالت غالباً ما يشير السياسيون إلى أننا نواجه اختياراً بين التدخلات العسكرية والدبلوماسية المفتوحة ومجهولة العواقب، كالتي رأيناها في العراق وأفغانستان، أو ترك الدول لتتدبر أمورها وتدافع عن نفسها، فيما نرسل لها ما تيسر من المساعدات الإنسانية.. إن سوريا دليل على أنه هناك عواقب لافتقارنا للقيادة والدبلوماسية.

وذكرت جولي أن ما يحدث في سوريا يثير تساؤلات جوهرية بالنسبة لنا كأمريكيين، منذ متى توقفنا عن دعم الخاسر وهم الأبرياء والمستضعفين والذين يقاتلون من أجل حقوقهم الإنسانية؟ أي نوع من البلدان نحن إن تخلينا عن تلك المبادئ؟.

وقالت أن هناك الكثير من التركيز في أمريكا اليوم على عدم التدخل، ولكن السلام غالباً ما يقاتل من أجله بقوة أولئك الذين يفهمون الحرب بحق، ويظهر التاريخ أننا عندما حاربنا من أجل تحرير أوروبا في الحرب العالمية الثانية، أو ساهمنا في بناء النظام العالمي بعد الحرب، فعلنا ذلك من أجل مصالحنا الخاصة، وقد حصدنا الفوائد، عندما هوجمت أميركا في 11 سبتمبر/أيلول، كانت العديد من البلدان، ذلك لأننا سبق وأن كسبنا صداقتهم.

إقرأ أيضاً: نزوح أكثر من 130 ألف كردي.. تل ابيض ورأس العين تفرغ من سكانها!

ونوهت جولي أن أمريكا تراقب نهاية اللعبة الوحشية للحرب في سوريا كما لو أنها لا علاقة لنا بها، حيث يجب أن نستخدم قوتنا الدبلوماسية للإصرار على وقف إطلاق النار، وسلام تفاوضي قائم على الأقل على قدر من المشاركة السياسية والمساءلة وشروط العودة الآمنة للاجئين.

والبديل عن ذلك هو أن تكون سوريا نقطة ومرجعية سيئة السمعة للوحشية والدمار، والإفلات من العقاب، وسوف تقع على أكتاف الجيل القادم المحطمة بالفعل لإعادة بناء النظام الدولي المحطم.

السابق
رسميا.. «الكورونا» في لبنان ووزير الصحة يعلن عن اصابة مؤكدة واشتباه باثنتين!
التالي
الرغيف يلتهب أيضاً في وجه دياب.. الأفران إلى الإضراب المفتوح الإثنين!