نُسخة جديدة للحريري.. صديق حزب الله وعدوّ باسيل؟

سعد الحريري

خطابٌ شعبوي أطلقه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الذكرى السنوية لإغتيال والده، إذ غابت المحكمة الدولية عن الخطاب ليحتل مكانها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي صبّ عليه الحريري جام غضبه وحمّله مسؤولية فشل الحكومة وتحديداً قطاع الكهرباء، ولكنه أغفل الحديث عن “حزب الله” وتجاهله عمداً مع العلم أن المناسبة خير مكان للحديث عن حزب الله وبالتالي شد العصب في الشارع السنّي، فهل يكون الحريري الجديد صديقاً لحزب الله وعدواً لدوداً للتيار البرتقالي؟

إقرأ أيضاً: كلام الحريري اللاذع يستفز باسيل.. والأخير يرد: «رحت بعيد بس رح ترجع»!

تحت هذا العنوان كتبت “سفير الشمال”: “بدا واضحا أن الحريري يحرص على إستمرار العلاقة الجيدة مع الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله الذي بات الرجل مرشحه الدائم والأفضل لرئاسة الحكومة، لذلك لاحظ كثيرون أن زعيم المستقبل عمل على تحييد الحزب عن أي هجوم، كما لم يحمّله أي مسؤولية عما آلت إليه أوضاع البلد، ولم يأت على ذكر السلاح الذي كان ملازما لكل خطاباته، والأهم من كل ذلك، هو عدم التطرق الى المحكمة الدولية والى قتلة الرئيس رفيق الحريري بالرغم من أن الذكرى كانت تحتم عليه أن يتناول هذا الأمر ولو عرضا، لكن الحريري تجاوزه عن قصد، وركز كامل هجومه على التيار الوطني الحر ورئيسه، فيما أكد التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي، وفتح نوافذ المصالحة مع القوات اللبنانية”.

تُضيف: “لا شك في أن إستقالة الحريري من الحكومة بدون التنسيق مع أحد، قد أزعجت حزب الله الذي كان يتمسك ببقاء زعيم المستقبل على رأس السلطة التنفيذية، لكن ذلك لم يقطع التواصل بين الطرفين، حيث إستمرت الاتصالات بينهما، وهي كانت أكثر نشاطا من إتصالات الحريري مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في الآونة الأخيرة.واللافت أن الحريري يدرك تماما أن هجومه على التيار الوطني الحر وعلى حزب الله في الوقت نفسه، من شأنه أن يشدّ عصب جمهوره وأن يعيد بعضا من شعبيته في الشارع السني، لكنه آثر هدم التسوية من جانب التيار، والحفاظ عليها من جانب الحزب”.

ولفت “سفير الشمال” الى أن “الايجابية التي إتسم بها الحريري في ذكرى 14 شباط تجاه حزب الله، ردها الأمين العام السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، عندما حرص أيضا على تحييد الحريري ولم يذكره بالاسم ولم يوجه إليه أي نقد أو إتهام، بل على العكس فقد تمنى نصرالله لو أن الحريري لم يستقل من الحكومة، بالرغم من أن نصرالله أشار الى الفارق بين من تحمل المسؤولية وبين من تهرب منها، الأمر الذي إعتبره البعض غمزا من قناة الحريري، لكن هذا الغمز يبقى ثانويا لا يعكر صفو العلاقة بين الطرفين”.

وتختم: “يمكن القول إن الحرب السياسية بدأت بين الحريري وباسيل ما سينعكس مزيدا من الحدة في الانتقادات بين الطرفين، في حين أن الهدنة ما تزال مستمرة بين المستقبل وحزب الله، فهل ستصمد؟، وهل يستطيع الحريري الاستمرار بايجابيته تجاه حزب الله في الوقت الذي يفتش فيه عن وسيلة يرضي بها السعودية؟، أم أن تلافي أي فتنة سنية ـ شيعية هو مطلب محلي ذو بعد إقليمي”؟

السابق
شبح الموت يلاحق رزان زيتونة.. القصة لم تنتهِ بعد!
التالي
إيران تعتدي مُجدداً على السيادة اللبنانية.. وريفي يُصعّد: «الصمت الرسمي مُخجل»!