نصرالله.. مقاطعة «بضاعة القرن».. لا صفقتها!

صفقة القرن
أكثر الأمين العام ل "حزب الله" في الذكرى السنوية للشهداء القادة وأربعينية شهداء قادة محور المقاومة، من الكلام حول عرض المواقف النظرية للاتحادات البرلمانية والجهات الدبلوماسية العربية والإسلامية الرافضة لصفقة القرن، وأسهب في احتفال ذكرى الشهداء القادة، في الحديث عن الأضرار التي ستلحق بلبنان والمنطقة من جرَّاء قبول هذه الصفقة.

قام السيد نصرالله بتحليل نظري للمواقف الأمريكية حول سياساتها في العالم وفي طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الحلفاء والأعداء على حد سواء، وأظهر في حديثه المخاطر التي تنتظر المنطقة لإكراه دولها وشعوبها على القبول بالصفقة المزعومة، وبيَّن حجم الضغوطات الاقتصادية وغير الاقتصادية التي ستفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على المنطقة لتمرير هذه الصفقة بأقل كلفة ممكنة. كل ذلك مع شرحه لمزايا الشهداء القادة الذين كان الحفل في ذكرى استشهادهم، ولكن ماذا بعد؟

فقد أطلق نصرالله دعوته لتفعيل العمل المقاوم ضد المشروع الأمريكي في المنطقة مبدياً تحفظه على من يريد تفسير ذلك بالدعوة لمواجهة عسكرية بين “حزب الله” والولايات المتحدة الأمريكية، وهو في الوقت عينه دعا إلى أشكال أخرى في المواجهة غير عسكرية لملاحقة المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا وراء فرض صفقة القرن، ولمقاطعة المنتوجات الأمريكية غير الضرورية، وحث على عدم الخوف من العقوبات الاقتصادية التي ستفرضها أمريكا في هذه المواجهة مبيناً أن الجانبين الأمني والاقتصادي هما نقطة ضعف الإدارة الأمريكية كما أن العنصر البشري هو نقطة ضعف العدو الصهيوني.

توجيهات في جميع الاتجاهات

وتناثرت نصرالله جملة من التوجيهات باتجاه العراق وغير العراق.. وتطرق للوضع الداخلي اللبناني على الصعيد النقدي والمعيشي وتداعيات الحالة الاقتصادية على المجتمع اللبناني، وأقرَّ من حيث لا يشعر بخطأ حزب الله في موقفه تجاه  الحراك الشعبي وانتفاضة 17 تشرين، ولكنه اعتبر موقفه من الحراك والانتفاضة يصب في مصلحة الناس والبلد دون أن يبين كيف يكون ذلك!

نصرالله لم يضع جدول أعمال لمواجهة صفقة القرن ولا منهجية للتعاطي العملي معها رغم كثرة حديثه عن رفضها نظرياً

وأعلن عن بقاء الحزب إلى جانب الحكومة الحالية خلافاً لما روج له الإعلام قبل تشكيل الحكومة وأثناء معركة منحها الثقة. وجدد الدعوة للتوقف عن مهاجمة الحكومة رافضاً نعتها بحكومة حزب الله.
وفي طول وعرض حديث نصرالله  لم يبين أي خطة عمل لمواجهة صفقة القرن وكيف سيتم شطبها من ممارسات إسرائيل وحسابات أمريكا ومن سكت عنها من الدول العربية والغربية.

مواجهة صفقة القرن نظرياً فقط!

فالسيد نصرالله لم يضع جدول أعمال لمواجهة صفقة القرن ولا منهجية للتعاطي العملي معها رغم كثرة حديثه عن رفضها نظرياً، وبذلك يكون قد قبل عملياً بهذه الصفقة من حيث لا يريد، فهو لم يفعل شيئاً عملياً لمواجهة هذه الصفقة يكون مؤثراً ويحسن السكوت عليه، فالوضع على الحدود الجنوبية مع الدولة العبرية ما زال على ما هو عليه منذ سنة 2000 رغم حرب تموز 2006، ورغم كل المناوشات بين الفترة والأخرى بين المقاومة والعدو الصهيوني، والأخير مرتاح لوضعه باحتلال القرى والمزارع الحدودية اللبنانية وسرقة المياه اللبنانية من عيون وسواقي وينابيع مزارع شبعا ونهر الوزاني واستغلال الغاز اللبناني عند الحدود البحرية حيث يقوم العدو الصهيوني بسحب الغاز اللبناني بشكل أفقي في البلوكين تسعة وثمانية من عمق البلوكات البحرية اللبنانية عند الحدود في البحر دون مواجهة من محور المقاومة المزعوم!

فمحور المقاومة لا يتدخل لصالح المقاومة اللبنانية ليدفع العدوان عن لبنان في الوقت الذي تقف المقاومة اللبنانية بثقلها وكل إمكاناتها لتدافع عن مصالح هذا المحور الأناني الانتهازي الذي لا يفكر إلا بمصالح دوله ونفوذه في المنطقة!

السابق
إيقاف مطربي المهرجانات في مصر يثير الجدل عربياً
التالي
عيدُ ميلاد عون يقسُم «تويتر»: «الله يحفظلك جبران»!