علي الأمين: وجود سليماني يتجاوز أهمية وجود نصرالله.. والمشروع الإيراني وصل إلى نهاياته!

أثار الفيديو المنتشر لمقابلة قام بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والتي تحدّث فيها عن “كلام إفتراضي مع ملك الموت”، وتصريحه أن لكان يتمنى الموت عوضاً عن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، مما أثار جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي وفي الأوساط السياسية ، لناحية الضعف الذي أظهره من يدّعي “إنهاء وجود إسرائيل”، ومحاربة أميركا، فيما كسره موت قائد ميداني في فيلق إيراني، قضت عليه أميركا بغارة قرب مطار بغداد.

إقرأ أيضاً: حوار نصرالله مع «ملك الموت» يثير جدلاً وانقسامات على مواقع التواصل

في هذا الإطار، رأى رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين أن “الفراغ الذي أحدثه اغتيال قاسم سليماني للمشروع الذي ينتمي إليه نصرالله مشروع ولاية الفقيه ومشروع السطوة الإيرانية على مستوى المنطقة يعني بالضرورة افتقاد حلقة سليماني، حلقة لا تعوّض إلى الحد الذي يقول فيه نصر الله أنه كان يتمنى أن يكون هو المستهدف بديلا من سليماني، والتأكيد على أن وجود سليماني يتجاوز أهمية وجود نصر الله وهذا برأيي طبيعي اذ ان أي متابع أو مراقب يدرك أهمية موقع سليماني خلال العقود الماضية أو تحديداً في خلال خمسة عشرة سنة الأخيرة التي بدأ يظهر فيها بشكل أو بآخر. هذه الشخصية كان لها دور محوري وأساسي وقيادي والممسك بمفاصل الأذرع الإيرانية على مستوى المنطقة”.

ورداً على سؤال حول إمكانية زعزعة مقتله الإرتباط العضوي بين هذه الشخصيات وبالتالي يزعزع أركان هذا المشروع التي تسعى إيران إلى نشره، قال الأمين في مداخلة عبر إحدى المحطات التفزيونية: “هو يزعزع، بالتأكيد له تأثيرات على الناحية التنظيمية من الناحية الترابط، من ناحية وجود شخص لديه صلاحيات واسعة، عدم القدرة على تعويض هذا الشخص بشخصية أخرى هذا ما نشهده اليوم على مستوى العراق أي كيف يمكن أن يدار النفوذ الإيراني مع غياب سليماني، هناك أسئلة وتحديات، ويترافق ذلك على أهمية أن لسليماني مميزات على هذا الصعيد، إلا أن قرار الاغتيال هو بحد ذاته، مؤشر على تحوّل يعني لا يجب أن نعطي سليماني أهمية دوره فقط لأنه شخصية كان قادراً على أن يقوم بكل ما قام به نفوذ الإيراني، من دون النظر إلى التقاطعات المصالح الإقليمية والدولية”.

إقرأ أيضاً: علي الأمين يفنّد الوضع السياسي بعد مقتل سليماني: لا يمكن لـ«حزب الله» سد الفراغ!

أضاف: “اغتيال سليماني هو مؤشر إلى تضارب هذه المصالح، ثمة تحوُّل دولي مهم حصل، الإنجازات الايرانية في العراق في لبنان في سوريا، في مناطق أخرى، في اليمن لم تكن نتيجة البراعة الإيرانية أو القوة الإيرانية فقط، إنما هناك جزء من هذه الانجازات جاء نتيجة تقاطع مصالح دولي ايراني. التحوُّل الأساسي هو تغيُّر هذا النظام المصالح أو تضاربه في المرحلة الراهنة الذي عبَّر عنه اغتيال سليماني وحتى – وكأنه تغيير في قواعد الاشتباك على الصعيد الدولي وعلى صعيد الإقليمي “.

وعن حالة الوعي التي بدأت تظهر خلال التظاهرات التي تحصل في لبنان والعراق وطريقة التعاطي معها من قبل وكلاء إيران في المنطقة، قال الأمين: “لا يجب أن نقلل من الإصرار الإيراني والتشبث الإيراني الذي شاهدنا جانباً في المعركة الجارية في العراق اليوم لأي حدّ يمكن أن تذهب إيران بعيداً في ممارسة العنف والقتل من أجل المحافظة على السيطرة على مراكز القرار ومراكز السلطة في العراق”.

أضاف: “لا شك أن هناك معركة حقيقية والوعي جانب أساسي منه وبرأيي أن الفضاء أصبح مفتوحاً أكثر من السابق والانتفاضة التي حصلت في لبنان وفي العراق بطبيعة الحال فتحت فضاء وسمحت في بروز أكثر من صوت، وفضاء من الحرية يفتح أفاق على فرص مواجهة ونجاح أكبر في مواجهة المشروع الإيراني خاصة أن هذا المشروع وصل إلى نهاياته، إلى مرحلة أنه بات مشروعاً عاجزاً أن يستمر بالمعنى الموضوعي . أنه اليوم يمسك بمفاصل السلطة في لبنان، يسيطر بالكامل على لبنان لكنه عاجز أن يقدم أي حلول حقيقية على مستوى المجتمع السلاح بذاته، الصواريخ التي دائماً يجري الحديث عنها، القوة العسكرية الميدانية كلها لا تستطيع الإجابة على الأسئلة والتحديات المطروحة اليوم في هذه المجتمعات، في إبعادها المختلفة وتحديداً في البعد الاقتصادي في البعد التنموي لأنه هذه السيطرة أدت إلى ما أدت إليه وهو الانهيار الكامل ليس للدولة فحسب إنما تهدد بانهيار المجتمع”.

وختم: “لا يمكن أن يكون لها فرص للاستمرار في وقت لاحق، إنما تبشّر بمزيد من الأزمات والمآزق التي بدأت تصل إلى البيئة الحاضنة التي يستند إليها هذا النفوذ الإيراني، لأنه لا يمكن اليوم أن نتحدث عن البيئة الشيعية المتماسكة حول حزب الله، هي ليست كذلك اليوم كما كان عليه الحال قبل سنة مثلاً. الأوضاع تتغيّر وأحدثت اهتزازات مهمة على هذه البيئة وعلى المجتمع اللبناني على وجه العموم”.

السابق
نصرالله «يستعطي » دعم الحكومة.. ويُقّر بتجرع بيئته كأس الأزمة المُرّة!
التالي
عملية تفقديّة لجيش العدو على الحدود.. اليكم التفاصيل