«المونيتور» يكشف عن حسابات إيران في سوريا بعد مقتل سليماني.. ماذا عن القلق الرئاسي؟

على ما يبدو، فإن القرار الإسرائيلي بطرد إيران من سوريا دخل حيّز التنفيذ الجدّي، إذ أقدمت إسرائيل أمس على قصف مطار دمشق والذيقتل على إثره 3 ضبّاط إيرانيين وأخرين سوريين.

إقرأ أيضاً: بعد سليماني.. واشنطن تستفرد بإيران وتعزل أذرعها

في هذا الإطار، تساءل موقع “المونيتور” الأميركي عن سبب مشاركة “قوات إيرانية” وأخرى مدعومةً إيرانياً في العمليات في معركة إدلب، في ظل التقدّم الكبير للجيش السوري في المحافظة، رابطاً بينها وبين اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، مطلع كانون الثاني الفائت.

منطلقاً من تقرير لصحيفة”ديلي تلغراف” البريطانية الذي تضمّن تسريبات لمقاتلين أفغان تدعمهم إيران (لواء فاطميون) في إدلب، حيث قدّرت عدد العناصر بما يترواح بين 400 و800 عنصر، مضيفاً الموقع بأنّ “تقارير تركية تحدّثت أيضاً عن نشر مجموعات مدعومة إيرانياً على جبهتيْ إدلب وحلب”.

كما ذكّر الموقع بتصريح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي قال في 27 كانون الثاني الفائت، إنّ “واشنطن تدين الهجمات الوحشية لروسيا وإيران والأسد و”حزب الله” في شمال سوريا”.

وعلى الرغم من الدعم العسكري والسياسي المتواصل لرئيس النظام السوري بشار الأسد، قال الموقع إنّ “إيران امتنعت عن المشاركة في عمليات الجيش السوري في شمال غربي البلاد سابقاً، معتبراً قرارها دعم الجيش السوري في إدلب بمثابة “تطوّر بارز”.

ورأى الموقع أنّه “يتعيّن أخذ الوضع الناشئ عقب اغتيال سليماني بالاعتبار لدراسة القرار الإيراني”، مشيراً إلى أنّ اغتيال “العقل المدبّر لاستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، أدى إلى افتراض البعض أنّ إيران ستبدأ بخسارة نفوذها في سوريا. وتابع الموقع مفترضاً أن يكون هذا الاحتمال قد أثار قلق الأسد، “الذي سارع إلى إرسال رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك، إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول التنسيق خلال المرحلة المقبلة”.

وبناء عليه، اعتبر الموقع أنّه يمكن قراءة تدخل إيران الأخير في إدلب باعتباره سعياً إلى بعث رسالة إلى الخصوم بأنّ قوّة طهران ونفوذها في سوريا لم يتأثّرا من جهة، وإلى تطمين الأسد إلى أنّه ما زال قادراً على الاعتماد على دعمها متى وأينما احتاج إليه.

وتابع الموقع ملمحاً إلى أنّ تبدّل أولويات تركيا في سوريا والمنطقة قد ساهم في تغيير وجهة النظر الإيرانية إزاء إدلب، موضحاً أن تردُّد طهران في التدخل مباشرةً في التحركات السورية في شمال غرب البلاد يعود بشكل كبير إلى قلقها من خسارة أنقرة كشريك، وذلك منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي على الأقل.

كذلك، تحدّث الموقع عن تأثير زيادة الضغوطات الأميركية والإسرائيلية على إيران في سوريا. وأوضح الموقع أنّ إيران، عمدت خلال السنوات الماضية، إلى التواجد بشكل أساسي في المناطق الجنوبية، انطلاقاً من درعا في جنوب غربي البلاد وصولاً إلى دير الزور في شمال شرقي سوريا. وفي قراءته، لم يستبعد الموقع أن يكون المسؤولون الإيرانيون قد غيّروا حساباتهم الاستراتيجية لجهة تشكيل قواتهم في سوريا، في ظل الغارات الإسرائيلية المتزايدة والتوترات في المنطقة عقب اغتيال سليماني. وافترض الموقع أن تكون إيران قد قررت إرسال بعض من قواتها إلى مناطق أخرى، بينها إدلب، من أجل تصعيب مهمة استهداف مصالحها على يد الإسرائيليين والأميركيين.

توازياً، تحدّث الموقع عن خطة إيران الإقليمية الكبرى بعد اغتيال سليماني، القاضية بمحاولة طرد الجنود الأميركيين من المنطقة، مذكراً بتصريح المستشار البارز لآية الله علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، في 30 كانون الثاني الذي جاء فيه: “ستنتقل الحكومة السورية وحلفاؤها من جبهة المقاومة من إدلب إلى شرق الفرات لطرد الأميركيين”. وشرح الموقع أنّ القوات الأميركية تتركز في شرق الفرات، مشيراً إلى أنّ إيران تريد انتهاء عملية الجيش السوري في إدلب بنجاح في أقرب وقت ممكن، بما يتيح البدء بالمرحلة المقبلة القاضية بـ”تحرير كل شبر من الأراضي السورية”، انطلاقاً من شرق الفرات.

ختاماً، اعتبر الموقع أنّ النقاط التي عدّدها تشير إلى أنّ إيران تتخذ نهجاً جديداً يقضي بأن تتواجد بشكل متفرق أكثر في سوريا وأن تكون أكثر هجوميةً، مشدداً على أنّ قرارها التدخل في إدلب يمثّل نقطة تحوّل هامة في استراتيجة طهران إزاء الأزمة السورية.

السابق
بعد خطاب الحريري.. لاءاتٌ ستة من جنبلاط!
التالي
شكوك حول ظروف وفاة محمد عماد الحسيني.. وهذا ما كشفه والده