هذا ما يريده «حزب الله» من حسان دياب و«حكومته» !

حسان دياب
هي ليست الحكومة المشتهاة لحزب الله التي أُعلنت الليلة برئاسة الدكتور حسان دياب، فقد سبق للحزب ان استقلّ بحكومة اكثر طوعية عام 2011 برئاسة نجيب ميقاتي وفشلت، وبالتالي فإنه على يقين ان هذه الحكومة فاشلة شكلا، غير انها حكومة الضرورة بالنسبة اليه، مهمتها محددة في عصر الانكسارات الذي يمرّ فيه وتمرّ فيها المنطقة.

بعد انقلاب الصورة بشكل مفاجىء مطلع العام الجديد، واتخاذ أميركا وضعا هجوميا مفاجئا تجاه ايران وحلفائها في المنطقة اثر اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد بأمر من الرئيس دونالد ترامب، لم يعد للفريق الذي شعر بالانكسار سوى ان يبادر وبخطوات دفاعية في ايران والعراق ولبنان إلا ان يتشدد ويتسلّم السلطات بشكل مباشر من اجل رفع المعنويات من جهة، ومن جهة ثانية كي يساوم ويفاوض بنفسه لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة في ظلّ تراجعات وتنازلات فرضها الوضع الجديد.

الحكومة اللبنانية العتيدة التي اعلنت الليلة لا شك انها مدعومة من فريق حزب الله وسوريا، وفي المعلومات ان رئيسها الدكتور حسان دياب يملك علاقات سطحية مع الغرب والاميركيبن كما يظهر، ويعول حزب الله على تلك الحكومة ان تتمكن من لعب دور صندوق البريد، فيتمكن من جذب اميركا والغربيين للتعاون معه والاعتراف بحكومته التي جلّ مهمتها الاساسية خارجيا ان تنجح في اعطاء الشرعية لحكومة لا يتمثل فيها السنة بشكل واف ويقاطعها الدروز وقسم من المسيحيين، فتغطي الحزب  وتحظى بالمساعدة الاقتصادية المنشودة وهو امر صعب دون شك.

حكومة لمقاومة الضغوطات الدولية

مخاوف حزب الله تتمثل في تسريبات ذات مصداقية، ان الروس والسعوديين بموافقة اميركية سوف يبذلون جهودا للضغط على الحزب وسلاحه في المرحلة المقبلة كما هو مرسوم بعد اغتيال زعيم محور “المقاومة” قاسم سليماني، ومحاولة اقناع حزب الله بالتعاون من اجل استكمال تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ الذي يقضي بتسليم حزب الله لسلاحه مقابل ضمانات ومساعدات تتزامن مع بدء المصالحة في سوريا، واذا كانت الارضية في لبنان غير مهيأة الان لمثل هكذا طرح، فان الخصوم يعولون على براغماتية ايران وحزب الله في المستقبل خصوصا اذا ما ضاقت الخيارات، لانه من المتوقع في حال عدم الاستجابة في كل مرحلة من المراحل، ان يزيد الضغط الاقتصادي والعقوبات ضد حزب الله ولبنان حتى حشر الحزب وسقوط حكومته العتيدة.

حزب الله وحلفاؤه في عصر الانكسارات اختاروا حسان دياب وهم يعلمون انه لا يملك حيثية شعبية، كي يهيمنوا على قراراته، ويغطي سلاحهم بحكومته، اما المهمة الصعبة فهي ان يسعى لترتيب حوار غير مباشروربما غير معلن بينهم وبين اميركا. يريدونه صندوق بريد مع الغرب والعرب، يعمل لصالحهم ويشرح وجهة نظرهم، ويساعدهم كي يخرجوا من مأزقهم الداخلي والخارجي في احسن الظروف، أما في أسوأ أحوالهاا فتكون حكومة من اهل البيت تشرف على تطبيق القرارات الدولية بالتي هي أحسن وأضمن، فتحدد مستقبل “سلاح المقاومة” وتضبطه بمخارج تحفظ ماء الوجه.

السابق
بعد الحديث عن حل الوزارة.. من هي وزيرة الاعلام منال عبد الصمد؟
التالي
هذا ما جاء في أسرار الصحف الصادرة اليوم 22 كانون الثاني2020