لطالما لاحقت الدراما الواقع واستقت منه أحداثها، لكن في زمن طغت فيه السياسة وتجبرت حتى تحكمت في كافة أنواع الفنون، لم تعد الدراما نظيفة كما كانت، فحيث فقدت فطريتها في الصناعة، انتقلت من بناء التوجه إلى الإيهام بالحدث.
عائلة “سيمبسون” مقال حقيقي على ذلك بعد أن تنبأ المسلسل الكرتوني بأحداث وصفت فيما بعد بأنها لم تمكن عبثاًَ، أبرزها وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة.
بالمقابل ساهمت “نتفلكس” في إنتاجاتها الأخيرة بمحاولة تصوير الواقع المعاش على أنه لعبة يمكن العبث بها ضمن خيال المتلقي طالما هو داخل نتفلكس، وهكذا عمدت إلى تحريف رموز وتأويل دلالات لتجرفها إلى سياق تحاول تكريسه في المنطقة، ظهر ذلك جلياً في مسلسلي “الجاسوس” و”المسيح.
وقبل أيام أصدرت شركة”HBO” التلفزيونية المنافسة لـ “نتفلكس” ، المألوفة لدى المشاهدين من المسلسل التلفزيوني Game of Thrones، شريط فيديو دعائي للموسم الثالث من مسلسلها الشهير WestWorld، وفيه عدداً من التنبؤات.
في الفيديو، نرى تمثيلًا تخطيطياً للكرة الأرضية في حلقة زمنية، فيقع أول حدث في 16 كانون الأول 2019، وهو حدث حقيقي للغاية: أعمال شغب في هونغ كونغ.
إقرأ أيضاً: هذه هي قصة «المسيح» على نتفلكس!
ثم في 18 كانون الأول عزل الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة.
بعد ذلك تبدأ الأحداث التي من المفترض أن تحدث في المستقبل، ومن بينها الكارثة البيئية في إندونيسيا في 20 أيار 2020، اغتيال الرئيس الأمريكي في الأرجنتين في عام 2024، وحادث نووي حراري في باريس في عام 2025، حسب قناة “إن تي في” الروسية.
وأخيراً، الحرب الأهلية الثانية في روسيا، التي تم تحديد بدايتها من قبل مؤلفي السلسلة في 19 شباط2037، وتقع الأحداث في موسكو. وسيبدأ عرض الجزء الثالث من المسلسل في 15 آذار من هذا العام.
فهل تخرج كل هذه التنبؤات من رحم الخيال إلى الواقع وتنطبق صحتها، أم تبقى رؤية سيناريست يقرأ الواقع جيداً ويبني داخل فكرة خيال دراماتيكي يقوده إلى تصورات قد تتقاطع مع الحدث وتصطدم معه في كثير من الأماكن.
