الصواريخ الإيرانية أقل من ردّ وأكثر من صدّ.. ماذا عن لبنان؟

الرد الايراني
صحيح أن الرد الإيراني فجر اليوم على قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق أدى إلى خسائر مادية في صفوف الجيش الأمريكي، وصحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنفذ تهديداتها بالرد على الرد، ولكن الرد الإيراني - كما يرى مراقبون - لم يكن بحجم التهديدات التي أطلقها القادة العسكريون والأمنيون الإيرانيون.

الرد الايراني على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وإن أثبت نجاح منظومة الصواريخ الپاليستية أرض أرض الإيرانية وعدم قدرة منظومة الدرع الصاروخية الأميريكية على ردع هذه الهجمات الصاروخية الإيرانية، ولكنه لم يحقق الدمار المحدق الذي يمكن أن يكون كافياً لإخراج الوجود الأمريكي من المنطقة .

إقرأ أيضاً: إغتيال سليماني «يكسر ضلع» نصرالله!

ويظهر أن الرد الإيراني المباشر كان نهائياً حالياً في الوقت الحالي كما صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أبدى عدم رغبة بلاده في المزيد من التصعيد، ويظهر أن المرحلة الثانية من الرد ستتولاها بعض قوى محور المقاومة في الشهرين المقبلين بين العراق وفلسطين واليمن، وقد أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني عن رغبة بلاده بتعزيز دعم قوة فيلق القدس بمئتي مليون يورور لهذه الغاية في الشهرين القادمين …

ويخشى ان يستمر التصعيد عن طريق أذرع ايران العسكرية في المنطقة التي أنشأها سليماني، فعلى صعيد المشهد العراقي تتصدر منظمة عصائب أهل الحق وحركة النجباء هذا المشهد، ويمكن لجيش المهدي الذي يُعيد بعض تشكيلاته المسلحة أن يلعب دوراً، وسيكون الهدف العراقي القواعد الأمريكية وجنود وآليات الجيش الأمريكي عبر عمليات استنزاف طويلة المدى ما لم تُقرر أمريكا الانسحاب العسكري من العراق …

أما في المشهد الفلسطيني فسيكون التحرك العسكري من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس باتجاه المزيد من العمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين …

يخشى ان يستمر التصعيد عن طريق أذرع ايران العسكرية في المنطقة التي أنشأها سليماني

أما في المشهد اليمني فسيكون زمن تكثيف استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البعيدة المدى لضرب بعض المواقع في السعودية والإمارات … فيبدو حتى الآن أن هذه هي سيناريوهات الردود البعيدة المدى المتصورة مما يمكن أن تلعبه بعض  قوى محور المقاومة …

ما هو دور لبنان وسوريا من حصة الرد ؟

يظهر أن الأولوية في البلدين لترتيب الأوضاع الداخلية والاستقرار الامني والاقتصادي في ظل الأزمات الحالية، وإن كانت قوى الممانعة في البلدين لم تضع حداً لطلعات سلاح الجو الإسرائيلي مخلة بذلك بما وعدت وهي مطالبة بذلك من القاعدة والقيادة، كونها غير  مستفيدة من القوة الصاروخية المضادة لأنواع الطائرات الحربية القتالية والمسيرة التي تمتلكها، فالأجدى يكون الرد اللبناني والسوري على الانتهاكات الإسرائيلية قبل الثأر من الوجود الأمريكي في المنطقة!

وفي المشهد السوري يظهر  أن إعادة تموضع القوة الأمريكية من الحدود السورية إلى الدخل العراقي يأتي في إطار مخاوف أمريكية من قيام فصائل مقاومة من سورية بعمليات ضدها على الأرض السورية في سياق الرد من قبل قوى حليفة لإيران …

ويبدو من خطاب مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي الخامنئي أنه يعول كثيراً على حزب الله لبنان أن يلعب دوراً في عملية الرد في المرحلة القادمة، وهو طبعا موضع خلاف لبناني، فهل يحتمل اللبنانيون مع هذه الرغبة الايرانية بالتصعيد أم ستؤدي ذلك  إلى مزيد من الانقسام السياسي الداخلي في المدى المنظور ؟

السابق
بالصور.. هكذا بَدَت القاعدة الأميركية بعد الضربة الإيرانية
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 9 كانون الثاني 2019