إغتيال سليماني «يكسر ضلع» نصرالله!

قاسم سليماني وحسن نصرالله
صادمة كانت قضية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني على محور "الممانعة"، وتحديداً "حزب الله" الذي يستمد "قوته" من إيران.. فهل كسر "إغتيال" سليماني ضلع الأمين العام لحزب الله حس نصرالله؟

تتكشف يوماً بعد يوم العلاقة التاريخية “الحميمية “الإستراتيجية” التي تربط “حزب الله” بالحرس الثوري الإيراني وتحديداُ بفيلق القدس الذي تولى قاسم سليماني مسؤوليته في العام 1998. 

إقرأ أيضاً: الرد الإيراني يستعيد «الخط الأحمر» الأميركي!

غير أن  ان علاقة سليماني بالحزب  سابقة على هذا التاريخ من خلال امينه العام السيد حسن نصرالله والقيادي الراحل عماد مغنية، ولعل العلاقة الوثيقة والعميقة مع هذين الرجلين هو ما جعل سليماني يضع في منزله صورة نصرالله وأثار خاصة لمغنية، كما ظهر في مقابلة جرت قبل سنوات مع سليماني وعرضتها محطة المنار قبل ثلاثة أيام.لذا كان اقتناع ابنة سليماني وثقتها بأن السيد نصرالله سيأخذ بثأر والدها، هو لمعرفتها بالعلاقة الوجدانية والعميقة بين والدها الراحل ونصرالله، ولادراكها ان نصرالله ربما هو الاجدر بهذا الثأر من أي مسؤول إيراني، بعدما حصرت هذه المهمة المرتجاة به.

قاسم سليماني برفقة عماد مغنيّة والسيّد حسن نصر الله

الثلاثي: نصرالله – سليماني – مغنية

يشير بعض العارفين بالعلاقة بين الثلاثي نصرالله وسليماني ومغنية، ان سليماني كان الرجل الذي ساهم في حصر العلاقة بين حزب الله والقيادة الإيرانية به، ولا سيما بالولي الفقيه، بحيث انه لم يعد في لبنان ولا داخل حزب الله قنوات جدية خارج سليماني، والجدير ذكره في هذا السياق، ان مغنية الذي كان وراء وصول نصرالله الى الأمانة العامة في العام 1992، كان سليماني وراء تعزيز دور الأمانة العامة في حزب الله على حساب مجلس الشورى الذي كان يمثل فعليا القيادة لحزب الله، لكن تراجع دوره الى الحدّ الذي يكاد لا يذكر في أي من بيانات حزب الله ولا قراراته. سليماني الذي دفع نحو تعديل نظام الأمانة العامة في حزب الله الذي كان يمنع على شخص الامين العام تولي القيادة اكثر من ولايتين، وعمل على تسويقه لدى المرشد خامنئي.

سليماني الذي دفع نحو تعديل نظام الأمانة العامة في حزب الله الذي كان يمنع على شخص الامين العام تولي القيادة اكثر من ولايتين، وعمل على تسويقه لدى المرشد خامنئي

منذ ذلك الحين بدأ نفوذ نصرالله يتعزز داخل الحزب، الذي انتقل عمليا من قيادة الشورى التي كانت طاغية في حزب الله في زمن ولايتي الشيخ صبحي الطفيلي والسيد عباس الموسوي بين عامي 1985 و1992 الى قيادة الأمين العام الذي بات صاحب القرار الفعلي عمليا مع نقل العديد من الصلاحيات اليه عبر توسع مؤسسات الأمانة العامة وصلاحياتها المالية والتنفيذية.

كسر ضلع نصرالله

يعود الى سليماني الجزء الإيراني من هذه العملية، وهو في حزب الله الجزء الأهم على هذا الصعيد، انطلاقا من صلاحيات الولي الفقيه الذي له القرار الأول والأخير، وسليماني كان أفضل من يستطيع اقناع القائد بالتوجهات التنظيمية الجديدة. ومنذ ذلك الحين كان مسار العلاقة بين سليماني يتعزز ويترسخ، وزاد رسوخا بعد اغتيال مغنية في دمشق، ومن أثار هذا الاغتيال كان ان أحدا لم يستطع وراثة موقع مغنية لا في حزب الله ولا في قلب سليماني. حتى مصطفى بدرالدين الذي كان يحظى بشرعية التأسيس لحزب الله لم يستطع ان يكون احد اضلع المثلث الذي كانه مغنية ونصرالله وسليماني.

غياب سليماني سيفرض نفسه بالضرورة على حزب الله، ذلك انه كما ان غياب مغنية لم يستطع ان يعوضه بدر الدين في حياته ، فغياب سليماني لن يجد له من يعوضه لما كان له من دور وتراكم خبرات في إدارة الملفات والتنسيق فيما بينها على امتداد الدول العربية، ولقربه من خامنئي ونفوذه الذي وصل الى مرحلة متقدمة وغير متوفرة لغير الولي الفقيه، هذا بحد ذاته كان يتيح لحزب الله ونصرالله تحديدا ان يكون له دور نافذ ليس في الإقليم فحسب بل حتى في ايران، واي شخصية مهما بلغت من خبرة وقوة لن تستطيع ان تملأ الفراغ الذي مثله سليماني.

يعلم الكثيرون ان الميزة القتالية والأمنية هي درة تاج حزب الله، لكن الأخير سيجد نفسه محكوما بإعادة ترتيب الأولويات بعد غياب سليماني، والاولوية اللبنانية ستكون ملاذ حزب الله وسيفه المتبقي

من هنا فان مرحلة جديدة ستفرض على حزب الله التأقلم معها، وهي بالضرورة مرحلة تتصل ببروز الأسئلة اللبنانية وتقدمها على حساب الامتدادات الإقليمية وتحدياتها، يعلم الكثيرون ان الميزة القتالية والأمنية هي درة تاج حزب الله، لكن الأخير سيجد نفسه محكوما بإعادة ترتيب الأولويات بعد غياب سليماني، والاولوية اللبنانية ستكون ملاذ حزب الله وسيفه المتبقي، لا يعني اليوم  تراجع استثنائي لحزب الله من ملفات الإقليم، لكن ذلك بدأ باغتيال سليماني الرمز لمرحلة بدأت بالانكفاء.

السابق
لبنان يغرق في العتمة.. أين «طارت» المليارات لإستيراد المشتقات؟!
التالي
إنخفاض التوتر السياسي بعد خطاب ترامب.. كيف أثر على سعر النفط والذهب؟