لا عزاء للسُنة !

الحريري دياب
لا ينطبق على حسان دياب لقب الظاهرة. غير ان ما ظهر منه لاحقا، حوله فعلاً إلى ظاهرة بإمتياز بكل معانيها ومعاييرها.

لم يكن حسان دياب “ظاهرة” عندما سمي الرئيس المكلف. هذه التسمية كانت في يومها الأول أقرب إلى محاسن الصدف أو فلتة شوط او ضربة حظ.
سعد الحريري سقط او أسقط من حسابات “الثنائي الشيعي” في آخر أيامه، وساقط أصلاُ شخصياً قبل ان يكون حكومياً في نظر العهد من الرأس إلى السند.
لم يكن متاحاً إلا شخصية سنية مغمورة او شبه معروفة لتحل مكان الحريري، إذا كان الموقع فعلاً مخصصاً له، فإنتشر اسم حسان دياب سريعاً.. وكان له ما أراد.. رئيساً مكلفاً يتلهف لا بل يلهث لتحدي طائفته ونصف الشعب اللبناني على الأقل.. لا ضير لا خسارة.

الإعتداد الحريري الزائد بالنفس له أرضية متينة وفضاء وفسيح لكنه لا يجيد اللعب بالنار

لم ينل اي مكلف لمنصب رفيع لهذا الكم الهائل من الفضائح والصغائر والنقائص الشخصية والسياسية والأكاديمية، وخلال أقل من ٤٨ ساعة دفعة واحدة إلى ان أصبحت على مدار الساعة ، كتلك التي ارتبطت بحسان دياب.

على ان ” الطائفة السنية “مأزومة” من سنة إلى سنة، خرج المارد السني من القمقم، أصابت قوقعته “الملية” العتيقة حكة مذهبية من العيار الثقيل. لم يتنبه أحد إلى البخار الأسود المتصاعد من فانوسه المذهبي، وينذر بتفلت ساكنه من عقاله.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يُخيّر الثورة.. حكومة دياب او الفوضى!

مارد متعدد الهويات السياسية والهوى الشخصي. لم يرق له تكليف السني_ المتشيع حسان دياب رئيساً للحكومة. الأسباب الحقيقية ملتبسة غير واضحة بالكامل، تتراوح بين تراكمات غيظ وأضطهاد وإحباط وشعور بالنقص “المذهبي”.

لم يكن متاحاً لـ”حزب الله” إلا شخصية سنية مغمورة او شبه معروفة كدياب لتحل مكان الحريري

الأبن سر أبيه. سعد الحريري “خليفة” رفيق الحريري، يتشاركان الجينات والطبائع والمقاربات عينها، على الأقل في التعاطي مع الشق “الممناعاتي” اللبناني، على الرغم من ان الأغلب الأعم انه شتان ما بين السعد والرفيق.
رفيق وسعد الحريري لم يتعظا بعد، من السيرة السياسية والشخصية للعلاقة غير السوية مع “حزب الله”، ولم يرعويا من كل التجارب المرة اللذين إجترعا كأسها ولا يزالا.. .
الإعتداد الحريري الزائد بالنفس لم يأت من فراغ، له أرضية متينة وفضاء وفسيح. غير أنهما لا يجيدان اللعب بالنار، مع غيلان السياسة ممن يختلفون فيما بينهم على كل الأشياء ولا يتفقون إلا عليهما.
لم يفقها جيدا ان كرة اللهب تتدحرج في طوائف دون طوائف. الشيعة والموارنة والدروز أبطالها.. والسُنة ضحاياها. هكذا بدا و يبدو.. أباً عن جد .

السابق
«حزب الله» يُخيّر الثورة.. حكومة دياب او الفوضى!
التالي
رغم الطقس الماطر.. حريقان جنوبيان!