اضطراب وجوديّ… شعب بلا دولة ووطن

التظاهرات في لبنان

عدل بلا عدالة وقضاة بلا قضاء وخير من دون نعمة، أطباء بلا طبابة ومهندسون بلا هندسة، شعب بلا دولة وعلم ودستور بلا وطن…

ثوريون بلا ثورة، حبر وأقلام من دون كلمات، إنسان بلا ضمير…

لن يرتاح ولن ينجو أحد، الجميع يهرول مسروراً نحو موته او قتله او انتحاره أو جريمته أو إعدامه، الجميع يعرف ولا يعترف أن ما كان لن يكون وما اراده لن يتحقق وما يصبو اليه سرقه منه الأقوى والمسرعون أكثر منه ولم يجدوا شيئًا …

إقرأ أيضاً: الإنتفاضة حامية الوحدة الوطنية.. شارعها

وينتفضون، لا يقصدون بانتفاضتهم السلطة ولا يقصدون بحراكهم الاقتصاد ولا يقصدون بثورويتهم توزيع الثروات والمال.

ويحتجون، يتذمرون، يتظاهرون، لا يقصدون اباً ولا شيخا ولا كاهناً ولاحاكماً ولا يقصدون ظالماً ولا يقصدون جلاداً، يدركون ان كل الشعوب في التاريخ حاولت وظنّت انها نجحت واعتقدت أنها أصابت إلا أنها انهزمت وسقطت بافكارها وبمعتقداتها وبأساطيرها وبخرافاتها وبرواياتها وبأديانها واندحرت…

لا نجاة للإنسان من مأساته الوجودية

لا نجاة للانسان من قيوده الفكرية التي قيّد نفسه فيها عندما وقف على رجليه ومشى منتصب القامة وانتبه أنه هنا، موجود بين آخرين، أنه كائن مؤقت في الوجود، أن مصيبته الأولى تقع في وعي وعيه وأن عدوه الأول ليس بشيطان إبتكره ليواسيه بل عدوه العمر ولو أن الزمن الحقيقي فصولاً من مطر ومن ربيع ومن صيف ومن خريف ومن أسراب طيور مهاجرة…

في بحثه عن اكسير الحياة وفي بحثه عن مضاد للموت ولقلق الموت، تراءى له الموت باشكال عدة تارة بفرعون وتارة بيهود وتارة برومان وتارة بتنين وهمي وتارة ببركان وتارة بزلزال وهلال وصليب واحيانا بدين وبشيطان وبقومية اخرى وبلون بشرة مختلف واحيانا اخرى بالمراة وبالمرآة وبالفقر وبالسلطة وبالاقتصاد وبالمال وبالرأسمال وبالمصرف وبأناه واناه اخطر الاعداء…

تباً للموت

ابتكرّ الإنسان الحائر بوجوده صوراً أخرى للموت ليقاتله فقاتله في كل صوره ولم يجده حقيقة ليقتله، لينتصر عليه وما زال كالأحمق يبحث عنه ويسمي ذلك تطوّراً.
تبا للعلوم
تبا للالحاد
تبا للفلسفة
تبا للاديان
تبا للحقيقة
تبا للطبيعة
تبا لللذات
تبا للموت
حاولوا جميعاً أن ينتصروا على الموت بالاحتيال عليه إلا أنهم جميعاً انهزموا.
وسينهزمون إلى الأبد…
عندما أدرك الإنسان هزيمته اقتنع بالتناسل ليكيد للموت كيداً…

السابق
في عكار.. إنفجار فرن غاز يُصيب طفلين
التالي
إرشادات خلال العاصفة «لولو».. اليكم التفاصيل