شق الحراك لن ينفع في صيدا.. أيضاً

صيدا
يبدو أن سياسة الرئيس المكلف حسان دياب بمحاولة شق صفوف الناشطين لن تنجح من خلال استدراج البعض منهم للقاءات جانبية. وهذا ما حصل في صيدا.

عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل السبت اتصل أحدهم من مكتب المراسيم برئاسة مجلس الوزراء وهو من آل حاطوم بالناشط أحمد شعيب من صيدا وأخبره أن الرئيس المكلف بانتظاره ظهر الأحد. وإن الاتصال به يأتي بصفة شخصية وليس ممثلا للحراك وان اسمه طرحه أحد الأشخاص س. ر. عند سؤاله عن ناشطين في صيدا. لكن شعيب اعتذر عن اللقاء لأنه رأى وكما قال: لا جدوى لهذا اللقاء لمصلحة الحراك. وإن هذه الاجتماعات الصغيرة الجانبية تأتي في سياق سياسة فرق تسد وهي سياسة تسعى لإعطاء الرئيس شرعية من الحراك وهي شرعية لا يختصرها شخص واحد.

إقرأ أيضاً: الإنتفاضة حامية الوحدة الوطنية.. شارعها

بعد ذلك تتصل شعيب بمجموعة من الناشطين التي أيدت موقفه وأكدت على ضرورة عدم الذهاب إلى إجتماعات جانبية.

رأي الناشطون في صيدا

يعكس هذا الموقف رأي معظم الناشطين والناشطات في مدينة صيدا. ورأى الناشط يوسف كليب أن أحداً لن يشارك في مثل هذه الاجتماعات لأسباب تتعلق بموقف صيدا من الانتفاضة الشعبية.

وردت الناشطة إيمان حنينة على ما أعلنه الرئيس دياب: يريد التشاور؟ حول ماذا؟ مطالبنا معروفة منذ أكثر من شهرين. ليذهب ويبدأ عمله بمنع الانهيار المالي ويفرض على المصارف سياسة تحمي أموال المودعين وبعد ذلك يمكن الحديث والحوار معه. أما الآن لا ضرورة لذلك.

لكن هذا الموقف من اللقاء مع دياب لا يوافق عليه الجميع. الناشطة خلود حاموش لا ترى مانعاً من اللقاء معه: أنا على استعداد للاجتماع به لمناقشة برنامج الانتفاضة وآلية تنفيذه. وتوافقها الناشطة ليندا دمج الموقف نفسه.

فرق تسد وهي سياسة تسعى لإعطاء الرئيس شرعية من الحراك وهي شرعية لا يختصرها شخص واحد

الموقف من اللقاء بالرئيس المكلف وتباين الآراء حوله يطرح مسألة أخرى وهي هل للحراك أو الانتفاضة قيادة تخطط وتقود الانتفاضة؟ أجمع الناشطون على غياب مثل هذه القيادة وان ما يحصل في صيدا أن هناك لجنة تنسيق بين المجموعات التي شاركت في الانتفاضة. قال الناشط ماجد عبد الجواد: لا يمكن فصل مسار الانتفاضة عما سبقها. كانت هناك مجموعات شبابية ذات خلفية سياسية تتحرك وعند انطلاقة الانتفاضة انضمت اليها مجموعات شبابية أخرى  وجدت لنفسها مكانا في أطر التنسيق في الانتفاضة. وفي الوضع الراهن لا أرى إمكانية لقيادة موحدة وهذه يلزمها رؤية وخطة واحدة.

اقرأ أيضاً: هل يتحمّل حسان دياب الكلفة السياسة لتكليفه؟

بعد أكثر من شهر على الانتفاضة بدأ يتبلور شكل من أشكال التنسيق  كما أشار الناشط صلاح معتوق إلى بناء لجنة سياسية ولجنة للنشاطات والإعلام بالإضافة إلى لجنة مالية. وكلها لجان تتابع العمل اليومي.

ويبدو أن تنوع المجموعات المشاركة في الانتفاضة تمنع قيام قيادة موحدة تتفق على كل الخطوات كما أوضح الناشط يوسف كليب. وإن أقصى ما يمكن فعله هو  المحافظة على التنسيق بين المجموعات وهذا ما أشار إليه الناشط عاطف الابريق. وأكدت الناشطة مدلج على ذلك من خلال أن التنسيق يتم بين قطاعات متنوعة كالاساتذة والمهن الحرة والنقابات. 

السابق
هكذا علّقت الخارجية الأميركية على زيارة هيل للبنان
التالي
بالفيديو.. سيارة تدهس معتصمين في سعدنايل