السيستانية والتأسيس الثاني للدولة

بات واضحاً ان المرجعية العليا تتعامل مع الوضع العراقي الحالي الخطير بانه خطوة نحو تأسيس ثاني جديد في ضمن اطار التأسيس الاول…

ميزة التأسيس الثاني الحالية ان لا محتل او قوات عسكرية موجودة في البلد حيث كان التأسيس الاول هو عملية اخراج العراق من فم الاسد وتحويلة الى دولة مستقلة ذات سياسية وقد تحقق هذا الامر في دورات ما واختفى في دورات اخرى حسب توجهات من حكم كرئيس وزراء.

وبالتالي اذا نجح التأسيس الثاني ضمن حواضنه الوطنية وبدون تدخلات خارجية سنكون امام مستقبل المفروض انه مختلف عن الماضي من حيث ماهية الدولة وقادتها وعملها.

كل المطلوب هو ان نميز بين القوى السياسية الحالية فهناك منها من هو متسق تماما مع التأسيس الجديد ان لم يكن حاول ذلك وتحكمت عوامل اقوى منه بافشال العمل وهناك ايضا اطراف لا تريد للتأسيس الجديد ان يمضي بسهولة وهي غير مستعدة للمستقبل او غير مستعدة لتقديم تنازلات …

العقل الجمعي العراقي يهاجم كل الاحزاب وكل الاشخاص بدون تمييز في حالة انسياق عاطفية على أمل ان تهدأ لاحقا وتجري عملية فرز وطني بين من هو مستعد وتفاعل مع انتفاضة اكتوبر لكي ينتقل للتأسيس الجديد ومن لايريد ان يتقدم خطوة.

لايمكن لعقل سليم ان لا يتفاعل مع ما يحدث في العراق منذ الاول تشرين ولحد اليوم ولايقر بأهمية التغيير العاجل والفوري لتعديل وتصحيح الاوضاع ، ولا يمكن ايضا ان نجمع كل الساسة ونضعهم في سلة واحدة ونحكم عليهم بالطرد…

انتفاضة تشرين لايمكن ان تكون ثورة انقلابية طاردة بالعنف كحال انقلابات العراق سابقا.
ولايمكن السماح لبعض الاحزاب بالبطش والتنكيل بالانتفاضة كحال الانظمة الامنية السابقة.

هذه هي روح التأسيس السيستاني الجديد خلطة لم يتعود عليها العراق سابقا تنتج واقع جديد يساعد على تغيير جذري؟؟

لذلك كم اتمنى ان تكون هناك اطراف متظاهرة تشخص هذا الواقع وتسمي هي ما لمسته من واقع القوى السياسية وقادتها من استعداد وقبول للتأسيس الجديد ، فكلما كانت المظاهرات معبرة عن وعي واستعداد لتجاوز بعض اخطاء الماضي كلما كانت صورة القادم مشرقة..

لابد ان نرتفع الى مستوى رؤية التأسيس السيستانية الجديدة ، وان لا نكون انقلابيين طاردين ، ولا جلادين متحكمين. والخير فيما يختاره الله تعالى.

اقرأ أيضاً: العراق… ثلاثية الجيش والشعب والمرجعية

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 كانون الأول 2019
التالي
«العصائب» تجمع توقيعات لإقالة رئيس العراق بتهمة «الخيانة»