تداعيات تكليف حسان دياب خطيرة!

قرار تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة كانت بطلب من حزب الله وما كان على السلطة اللبنانية سوى السمع والطاعة.. فقد سعى حزب الله لتسمية شخصية سنية بغض النظر عن حيثيتها وحضورها وحجمها وعن علاقاتها الدولية وامكانياتها المفترضة لتلعب دوراً محورياً ومفصلياً باسرع وقتٍ ممكن قبل وصول المبعوث الاميركي (دايفيد هيل) الى لبنان، وكأن المعركة ليست لاخراج لبنان من ازمته وتشكيل حكومة تحظى باحترام الداخل.. بل هي مع الادارة الاميركية لاثبات الوجود والحضور وتقديم مشهد سياسي يفيد بأن حزب الله هو الممسك بالواقع السياسي والامني اللبناني.. وان زيارة هذا المبعوث لم يعد لها من ضرورة..

الازمة اللبنانية خطيرة على كافة المستويات، وتهدد استقرار الكيان وديمومته، نتيجة الانهيار الاقتصادي والانقسام السياسي، والفوضى الامنية والارتباط بمحور ايران في المنطقة…ومع ذلك لا زال تحالف الثنائي الشيعي – التيار الوطني .. يتعامل مع الواقع اللبناني المأزوم، وكانه عبارة عن ازمة عادية عابرة وليس خطراً وجودياً يهدد بعزل لبنان وانهياره..!!

إقرأ أيضاً: حسان دياب.. آخر الأسماء المحترقة في آتون «حزب الله»؟!

نقاط اساسية على الرئيس المكلف ان ياخذهاا بعين الاعتبار:

  • تجنب مشاركة حزب الله في التشكيلة الحكومية وهذا توجه دولي وليس اميركي فقط..فكيف له ان ينفذ هذا وقد تبناه حزب الله رسمياً وشعبياً..واعلامياً…؟؟
  • القدرة على اكتساب ثقة المجتمع الدولي والعربي لمساعدة لبنان على الخروج من ازمته الاقتصادية ومنع الانهيار المالي.. وهذا المطلب شبه مستحيل مع تفاقم وتطور تطويق حزب الله مالياً وسياسياً واخر المستجدات هو الموقف الالماني الرسمي من حزب الله..؟؟
  • لا يمكن تشكيل حكومة دون حزب الله ولن يسمح حزب الله بتشكيلها من دونه اصلاً..وفي حال تم الالتفاف على هذا التوجه لن يتعاون المجتمع الدولي وكذلك العربي مع هذه الحكومة..
  • إن عدم نيل الرئيس المكلف والحكومة المفترضة ثقة المجتمعين الدولي والعربي يحجب الدعم المالي عن لبنان والوطن بحاجة ماسة لهذا الدعم.. مما يعني ان الازمة المالية سوف تتفاقم وتتعاظم وقد تؤدي الى انفجار اجتماعي.. وامني ايضاً..

كيف نقراً عملية تكليف حسان دياب بهذه الطريقة ومن خلال دعم فريق السلطة الحاكم ..

  • ان الهدف الاساس لهذا التكليف من قبل حزب الله ومن معه هو اعادة الانقسام الطائفي والمذهبي الى الواقع اللبناني وتشتيت وحدة الموقف والكلمة التي طبعت الحراك الوطني طوال هذه الفترة ولا زال..
  • ان هذه الحكومة المفترضة لن تستطيع حل الازمة الاقتصادية لانها ستضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي.. وحزب الله يريد ان يقول للبنانيين وللمجتمع الدولي… (انا محاصر إذاً لبنان باسره محاصر)…
  • كيف يكافح الفساد والفاسدين رئيس تم تكليفه من قوى الفساد المهيمنة على السلطة وخاصةً حزب الله والتيار الوطني وحركة امل..
  • كيف سيلبي الرئيس المكلف مطالب المنتفضين في شوارع لبنان منذ اكثر من شهرين.. وهو قد اتفق سلفاً مع قوى الهيمنة على كافة التفاصيل وطبيعة الحكومة..واسماءالوزراء والحقائب..
  • الميثاقية ليست شعار يطرح عند الضرورة…. فإما يتم احترامها باستمرار او يتم تجاوزها عندما يريد حزب الله… وللتذكير فقط.. عام 2005 عندما قررت الاكثرية النيابية انتخاب رئيس مجلس نواب شيعي خلفاً للرئيس بري… اعترض الثنائي الشيعي باعتبار ان بري هو الاقوى في طائفته.. وتم التهديد بالثبور وعظائم الامور في حال تم انتخاب شخص اخر..؟؟؟؟
  • ان حزب الله ومن معه انما يؤكد انه يسعى لاضعاف حجم ودور وحضور الطائفة السنية في لبنان.. وما جرى اليوم يذكرنا بما جرى عام 2010.. عقب اسقاط حكومة الحريري الاولى وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي…؟؟
  • إن هذا التكليف سوف يزيد من حالة الاحتقان في الشارع اللبناني المنقسم اصلاً بين قوى مسلحة مهيمنة ومرتبطة بالمحور الايراني… وبين القوى السيادية التي ترفض هيمنة ميليشيات مسلحة على الواقع اللبناني بكافة تفاصيله..
  • ان هذه الحكومة في حالة تشكيلها سوف تكون حكومة اللون الواحد الذي ستجعل من لبنان عرضة للحصار والتضييق والتعرض لمزيد من العقوبات ..وبالتالي فإن جميع اللبنانيين سوف يعانون من ازمة حقيقية..هم في غنى عنها..
  • ان الاستعراضات المسلحة التي يقوم بها حزب الله من مظاهرات طائفية ومذهبية والشعارات التي يطلقها جمهور حزب الله واطلاق النار في الهواء ابتهاجاً .. تهدد السلم الاهلي ..

إن مواجهة هذا السلوك تتطلب عملاً وطنياً جامعاً يضم كافة القوى السيادية وليس موقفاً طائفياً او مذهبياً حتى لا يفقد لبنان هذا الانصهار والانسجام الوطني الذي جمع اللبنانيين على مشروع مواجهة الهيمنة والتحرر من قبضة السلاح غير الشرعي.. كما ان الوقت قد حان ليعترف الرئيس الحريري بان التسوية الرئاسية التي ابرمها مع قوى الفساد التي تحالف معها.. قد جعلت منه شريكاً اساسيا لها في كافة ممارساتها وفسادها وبالتالي نحن نحصد جميعاً كمواطنين لبنانيين وبشكلٍ خاص المكون السني في لبنان.. نتائج هذه التسوية السيئة الذكر..

إن تداعيات تكليف حسان دياب خطيرة والحل يكمن في اعتذار الرئيس المكلف حسان دياب…وتسمية رئيس حكومة من خارج المجموعة السياسية وغير مرتبط بمحور ايران وادواتها ويحظى باحترام بيئته وسائر اللبنانيين ليشكل حكومة اختصاص تعالج المشاكل الاقتصادية وتكافح الفساد والهدر وتفرض الامن على كافة الاراضي اللبنانية وتعيد انتاج علاقات لبنان مع المجتمع العربي والدولي للخروج مما نعانيه..

السابق
بالصورة الاحتجاجات على التكليف مستمرة.. نصب خيم في كورنيش المزرعة وطريق الجديدة
التالي
تعقيبا على زيارة هيل.. الخارجية الأميركية: طالبنا لبنان بتنفيذ إصلاحات اقتصادية ملحة