احذروا.. من خديعة «الانستغرام»

منحدر

دخل الانستغرام عالم مواقع التواصل الاجتماعي وغيّر نظرة الكون للصورة وغيّر من قياساتها وفرض هيمنته من ناحية الفلاتر وأساليب التصوير، إذا كان هناك شيء جيد أظهره لنا تطبيق «إنستغرام» فهو أن العالم مليء بالعجائب الطبيعية الرائعة. ويتبارى مستخدمو التطبيق الشهير لتبادل الصور على تخليد لحظاتهم في الأماكن الرائعة التي يزورونها في صورة يتشاركونها مع متابعيهم.

ولكن الصورة قد تكون خادعة في بعض الأحيان، وقد يكون وراءها أمور أخفاها صاحبها حتى تحافظ على جذب انتباهك وتشويقك بدرجة كبيرة، قد تنخفض إذا عرفت بعض الأسرار الصغيرة.
أقرب مثال على ذلك هو «ترولتونغا».

ما هي «ترولتونغا»؟!

وهو عبارة عن تشكيل صخري يقع على ارتفاع 1100 متر فوق مستوى سطح البحر في بلدية أوديدا في مقاطعة هوردالاند بالنرويج، الذي يتحدر أفقياً خارج الجبل، على ارتفاع 700 متر فوق الجانب الشمالي من بحيرة «رينغدالفات نت» والذي زادت شعبيته في السنوات الأخيرة كمكان محبب للتصوير من جانب مستخدمي «إنستغرام».

وقبل عقد من الزمن، سافر أقل من 800 شخص في سنة إلى «ترولتونغا». أما في العام المقبل، فمن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 100 ألف شخص، حسب ما نقلته شبكة «سي إن بي سي» الأميركية.
ومن السهل معرفة سبب نجاح الصور في هذه النقطة، وهو إحساس العزلة والسكون والمغامرة والتحدي الذي تُصدره الصورة. أما ما لا يريدك صاحب الصورة أن تعرفه فهو ما ستراه إذا قمت بتوسيع إطارها قليلاً، وهي أن هذه النقطة الجغرافية سهلة الوصول وهناك الكثير من الأشخاص الذين يلتقطون صوراً لهم هناك.

إقرأ أيضاً: هذا الفيلم الذي تنبأ بفايسبوك وانستغرام قبل عشرين عاماً!

وتشكلت «ترولتونغا» قبل 10 آلاف عام من ظهور الإنترنت، لكن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً رئيسياً في زيادة تدفق الزيارات عليها، حيث تبدو الصورة فيها تجمع كل ما نتوقعه من صور السفر: الأراضي البعيدة، لمسة من الجرأة، مشهد يحبس الأنفاس، وتجربة مميزة للبحث عن النفس.
و«ترولتونغا» جميلة بقدر ما تُظهرها الصور الفوتوغرافية، لكنها ليست مهيبة بالشكل الذي تنقله وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع زيادة أعداد السياح.

الصورة تخدع

وقد ينتظر الزائر – خصوصا في أشهر الصيف – أكثر من ثلاث ساعات للحصول على صورة على طرف اللسان الصخري، حيث يكون متوسط عدد الزوار من 800 إلى 2000 زائر يومياً.
و«ترولتونغا» ليست الموقع الوحيد في النرويج الذي اكتسب شهرة عبر «إنستغرام»، ولكن هناك أيضاً صخرة «بريكستولن» في منطقة روغالاند بجنوب النرويج، التي ترتفع نحو 604 أمتار عن سطح الأرض وأعلاها جزء مُسطّح مساحته 25 متراً مربعاً، ويزورها 300 ألف زائر سنوياً.
وهناك أيضاً صخرة «كجيراج بولتن» التي تقع على حافة جبل كجيراج في روغالاند بالنرويج، على ارتفاع 1110 أمتار فوق سطح البحر، والتي تجذب الكثير من الزوار كل عام.

وتتميز الصور أيضاً في «بريكستولن» و«كجيراج بولتن» بأنها تعطي إحساساً بالخطورة والتحدي، رغم أن المكانين سهل الوصول لهما، وهناك خلف الكاميرا – التي تُظهر الشخص وحيداً – طوابير من الزوار الذين ينتظرون دورهم للتقدم والتقاط الصورة بطريقة تُشعرك أنهم على حافة الخطر… وحدهم.

السابق
ما صحة توقف حركة الملاحة في مطار بيروت؟
التالي
بعد اتهامها بتجاهل الحراك.. نجوى كرم: «كل عمرنا نحكي هيك»