تنديد شعبي إيراني بحزب الله… هل تتنازل طهران عن أوراقها الخارجية؟

ايران

مما لا شك فيه أن ما يجري في إيران حدث مزلزل، حيث تجمع التقارير أن الانتفاضة الشعبية التي تشهدها هي الأعنف بين التحركات الشعبية السابقة، بعد انضمام الشارع الإيراني إلى مثلث ثورات الغضب التي تهدد “الهلال الإيراني” الممتد من طهران إلى بيروت عبر دمشق وبغداد.

إقرأ أيضاً: «عزل الشيعة».. إسرائيل تفكر و إيران تدبّر!

استياء إيراني من حزب الله

مصادر مواكبة للانتفاضات الشعبية في لبنان والعراق وإيران، أكدت أن حزب الله ينظر بريبة شديدة إلى التطورات الأخيرة في إيران، خصوصاً مع بروز مطالبات شعبية تحمل الحرس الثوري مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران بسبب دعم الميليشيات التابعة له في الدول العربية ومنها حزب الله، الذي يتلقى دعماً سنوياً يقارب المليار دولار وفق تقارير استخباراتية غربية.

وتشير المصادر إلى أن حزب الله قد تلقى جزءاً من ميزانيته لعام 2020 من الحرس الثوري الإيراني، وهو قادر على الاستمرار بدفع رواتب مقاتليه والعاملين معه للأشهر المقبلة، إلا أن القلق حول المرحلة اللاحقة في حال استمرار الانتفاضة الإيرانية ورضوخ السلطات لمطالب الشعب بمعالجة الأزمة الاقتصادية وتخفيض ميزانية الحرس الثوري، التي ترهق الاقتصاد خارج الحدود وتسهم باستنزاف مقدرات الشعب الإيراني.

التنازل عن الأوراق الخارجية

وتضيف المصادر أن قضية دعم الميليشيات الإيرانية خارج الحدود باتت محرجة للنظام الإيراني على المستوى الداخلي، حيث يعاني المواطنون من بطالة قياسية وارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية. وعلى المستوى الدولي، حيث استجلب هذا الدعم عقوبات دولية واتهامات بتقويض السلم والاستقرار وتدخل فاضح بشؤون عدد من الدول العربية.

وتشدد المصادر على أنه لم يعد أمام طهران سوى التنازل عن عدد من أوراقها الخارجية لتخفيف الضغط والحصار الدولي من جهة وتنفيس الاحتقان الشعبي المتنامي ضد الميليشيات التابعة للحرس الثوري.

التموضع في سوريا

وفي السياق نفسه، تشير معلومات إلى أن حزب الله يدرس جدياً إعادة تموضعه في سوريا لتقليص نفقاته المالية وهو تقدم برؤيته إلى الحرس الثوري الإيراني حول الاحتفاظ بمواقع استراتيجية تضمن له السيطرة على شرايين حيوية بين لبنان والخارج، لا سيما في منطقة القصير السورية التي تربط منطقة بعلبك الهرمل بمدينة حمص والساحل السوري وصولاً إلى مرفأ طرطوس الذي بات مصدراً لعمليات التهريب بين حزب الله والنظام السوري.

وتضيف أن الحرس الثوري يضغط على الحزب لإبقاء عناصره في منطقة القنيطرة جنوب سوريا كورقة ضغط على الحدود الإسرائيلية، إضافة إلى تأمين طريق بادية الشام لناحية الحدود اللبنانية – السورية، كونها تصل العمق السوري بالحدود العراقية عبر معبر البوكمال الحدودي. وهذا أمر يرهق الحزب ويستنزف مقدراته المالية على الرغم من عائدات التهريب التي يتقاسمها مع ميليشيات الحشد الشعبي وقوات النظام السوري.

طريق الحرير

مصادر مقربة من حزب الله تضع الانتفاضات الثلاث، في لبنان والعراق وصولاً إلى إيران، ضمن نظرية المؤامرة الأميركية ضد “محور المقاومة”. وتعتبر أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بدول المحور هي نتيجة الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب على إيران وحلفائها الإقليميين، مشيرةً إلى أن لدى إيران خطة متوسطة المدى ستخرجها وحلفاءها من المأزق الاقتصادي عبر مشروع انعاش ما كان يعرف بـ”طريق الحرير”، وهو مجموعة من الطرقات المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن التي تمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً الصين مع أنطاكية في تركيا، إضافة إلى مواقع أخرى.

وتؤكد أن إيران شرعت ببناء ممر بري حديث يربطها بالساحل الشرقي للمتوسط، وتم رصد الميزانية وتوقيع الاتفاقات اللازمة مع كل من بغداد ودمشق كمرحلة أولى، حيث تتضمن المرحلة الثانية الربط بين دمشق وتركيا من جهة ودمشق وبيروت من جهة أخرى.

وتعتقد المصادر نفسها أن التحالف الإيراني – الصيني سيكون الرد المناسب على الحصار الغربي، وأن استثمار الحرس الثوري بالميليشيات العربية كالحشد الشعبي وحزب الله، ليس من منطلقات أيديولوجية فحسب إنما له أبعاد سياسية اقتصادية، قد تصل لاحقاً باتجاه إنشاء منظمة إقليمية تضم كل من إيران والعراق وسوريا والأردن.

اختراق النظام

لناحية الوثائق الإيرانية التي تم تسريبها، تشير تقارير غربية إلى أن عدد صفحاتها تجاوز الـ 700 وهي تتضمن ملفات حساسة وسرية للغاية، حيث يعمل على استكمال ترجمتها ودراستها، مؤكدة أن هذه الوثائق ستشكل ثورة حقيقة بكشفها الغرف السوداء التي لعبت أدواراً واسعة في المنطقة ومنها ما كشفته عن الاجتماعات السرية بين تنظيم الإخوان المسلمين والحرس الثوري للتآمر على السعودية.

ولفتت المصادر إلى أن هذه الوثائق قد تكشف أسراراً كبيرة تتعلق بحزب الله، منها ملف اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وعدد من الاغتيالات الأخرى، إضافة الى تلقي عدد من الشخصيات السياسية الحليفة لحزب الله الأموال من إيران.

واعتبرت أن نجاح الانتفاضة الشعبية في إيران سيكشف الكثير من خبايا النظام الإيراني، مشيرة إلى أن تسريب الوثائق هو إشارة واضحة على اختلال بنيوي داخل النظام، إضافة إلى بروز تراشق داخلي بين المسؤولين قد يؤدي إلى حصول انشقاقات داخلية في وقت تشير التقارير إلى تراجع وضع المرشد الإيراني علي خامنئي الصحي.

السابق
السنيورة عن مواقف الحريري: تستند لتجارب مريرة!
التالي
بعد توقيف متظاهرين في رياض الصلح.. النقيب ملحم خلف يتحرّك!