في اليوم السابع والعشرين على الثورة المطلبية المحقّة، وبعد تحقيق الثورة لمطلبها الأول وهو استقالة الحكومة، لا تزال عملية تكليف وتأليف حكومة جديدة معقّدة وغير مكتملة.
إقرأ أيضاً: عون يستنجد بالخارج.. ومعلومات عن خطة «ب»!
في هذا الإطار، أطّل رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الثلاثاء في حوار تلفزيوني مع الإعلاميين سامي كليب ونقولا ناصيف، وقال: “الحراك بدأ بمطالب اقتصادية بعد الضرائب التي فرضت على الشعب من ثم زادت المطالب وأصبحت سياسية”، مضيفاً: “هناك مجتمع سياسي متناقض وليس الهدف خلق تناقضات جديدة نحن بحاجة لحكم منسجم لوضع خطة للتنفيذ وعلينا مكافحة الفساد، ومطالب الشعب محقة ولذلك دعوت الحراك للحوار ولكنني لم أتلقَ جواباً”.
أضاف: “أنا لم أصل الى موقع الرئاسة إلا لأبني دولة، واليوم حان موعد بناء الدولة والاقتصاد لكن لم يكن هناك تجاوباً معي من مجمل الشعب اللبناني”.
وقال: “لدي الإدراك ولكني لا املك السلطة فانا مكبل بتناقضات في الحكم والمجتمع وبما أن الشعب ثار أصبح هناك مرتكز للقيام بالإصلاحات”.
وعن القضاء قال عون: “أول سبب بالفساد في القضاء هو التدخل السياسي وأحيانا كان القضاة يتلقون هدايا على اطاعة السياسيين، و قلت للقضاة “أنا سقفكم الفولاذي واذا لم يتحمل أحد منكم الضغط فلينقله الي” الا ان هناك اهتراء معينا وعلينا اصلاحه”.
وعمّا يُحكى عن محاولات للإنقلاب على العهد وإفشاله، قال عون: “لم يحاول أحد الانقلاب على العهد ولكن هناك دائماً بعض المتطرفين وأنا أملك الثقة بأهل الحراك وكنت أبحث عنهم، ولا أبرر نفسي من المسؤولية كوني رئيس جمهورية ولكن النظام التوافقي في مجلس الوزراء يشل الأمور”.
وعن عودة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الحكومة قال: “باسيل هو من يقرر الدخول الى الحكومة الجديدة ام لا ولا احد يمكن ان يمنعه من ذلك، وعلى الحكومة المقبلة ان تكون “نص نص” لن أرجع الحكومة كما كانت وليس بالشروط ذاتها فالأشخاص سوف يكونون “تكنوبوليتيك” وفي هذا الإطار سوف نعود لوزراء قد يكونون من الحكومة السابقة أو لا”.
ورد عون على جعجع بشأن المطالبة بحكومة من وزراء مستقلين قائلاً: “من وين بدي فتّش علين من القمر”.
وعن حزب الله قال: “حزب الله من 2006 الى اليوم لم يطلق رصاصة على اسرائيل وهو لا يتدخل على الارض اللبنانية بأي موضوع فُرض علينا كلنا حصار مالي من أجل ان نصطدم ببعضنا وهذا الامر لن يحصل في عهدي على الاقل”.
أضاف: “حزب الله يدافع عن نفسه لأنه موجود ولن تكون هناك حرب أهلية في عهدي على الأقل فأنا لن أقبل بذلك أبداً”.
وحول العقوبات على حزب الله وإمكان فقدان سيدر: “لا يمكن لأحد أن يفرض علي ان أتخلص من حزب يشكل ثلث اللبنانيين”.
وعن الوضع الاقتصادي قال عون: ” : لماذا على مدى 3 سنوات وهم يتحدثون عن انهيار الوضع الاقتصادي والمالي اليست حرب وهنا اريد ان اطمئن اللبنانيين اموالهم مضمونة وسنعالج هذه المشكلة، مطالب الناس وصلت ونحن مستعدون للتصحيح ولكن لا يجب الاستمرار بذات الطريقة التي يعتمدها الحراك “هيك بيكونوا عم يقضوا على البلد”.
أضاف: “الدولار ليس مفقوداً من لبنان إنما تم سحبه من المصارف وحفظه في المنازل وهذا الأمر لا يساعد الاقتصاد اللبناني، ولا حصانة على المصارف وفي حال المخالفة سنحاسبهم ، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يعبر عن نفسه ومسؤوليته في العمل واصدقه لأنه لا يجوز التشكيك بكل صاحب مسؤولية”.
وعن العلاقة مع سوريا قال: “لسنا في عداوة مع الشعب السوري ولا تواصل مباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأنا اطلب عودة النازحين السوريين الى بلادهم وجواب المجتمع الدولي هو بشكرنا لاستقبالهم وبالقول ان لا حل لهذا الملف الا بحصول حل سياسي”.
وفي نهاية الحوار، ختم عون قائلاً: “بعد تشكيل الحكومة يجب عودة المواطنين الى منازلهم لتعود دور الحياة الطبيعية وتأخذ الحكومة مسؤوليتها وتعمل على ضوء وليس في الظلمة والا سنفقد جميعا الثقة ببعضنا، وإذا الناس ما بدن يصدقونا انا ما بدي صدقهم كمان هيدا مبدأ المعاملة بالمثل، وأطلب من اللبنانيين ألا تكون تصرفاتهم دائماً سلبية لأن ذلك يولد سلبية معاكسة وسنصل حتما الى صدام لبناني – لبناني”.
