فريق الرينغ

جسر الرينغ

لم أتصور في حياتي كلها أن أقطع الرينغ على السيارات. لم أتصور أن الرينغ ساحة بالأساس. هذا الجسر الذي لطالما كان خط التماس بين بيروت الشرقية والغربية، الذي تخبرني عنه أمي وعن الجثث المحروقة عليه، هذا الجسر أو القاطع بات ساحة جامعة.

إقرأ أيضاً: بالصور.. هكذا بدت السلسة البشرية اليوم من الفضاء

بكل عفوية وجدت نفسي ألعب الفوتبول مع فويق الرينغ في ساحة الرينغ الجديدة. لم تفرحني بيروت أبداً إلا اليوم.

فريق الرينغ هذا وساحة الرينغ تلك هم حلم تحقق لم أكن حتى أعلم أنه موجود. باتت هذا الساحة حاجز بشريّ بوجه الحواجز الفكرية التي ولدنا معها وأزالتها ثورة ١٧ تشرين. حواجز الطائفية والدينية والسياسية والمناطقية والأبوية والذكورية. خطوط التماس الوهمية أسقطتها حواجزنا البشرية، وبات ملعب الرينغ رمز لها. فريق الرينغ للفوتبول ليلاً هو نفسه فريق النساء الجميلات الثائرات قاطعات الطرق بوجه قطاع الطرق وكل من صنع من الرينغ خط تماس بدل من جسر فكري. فريق الرينغ أعاد لنا الجسر وبدّد أي خطٍ أو حاجزٍ. هذا الجسر برمزيته للحرب الأهلية أسقطه فريق الرينغ وأسقط كل ما في الفكر من حواجز.

ثورة الرينغ هي ثورة الفكر على حواجزه، ثورة الأطفال في الشارع، ثورة الفوتبول هي ثورة المدينة على طغاتها. تقطعون الطرق من الناس الى الناس وتبنون تماس، نقطع الطرق عليكم ونبني الجسور من الناس الى الناس.

فريق الرينغ هو كل من ثار بوجه كل من فرقنا بطائفيته وسياسته ودينه ومنطقه ومنطقته. فريق الرينغ هو كل من تخطى التماس وبنى الجسور وانتصر على الحرب في ١٧ تشرين وحتى اليوم.

أظهرت بيروت سردية جديدة لعمرانها. ذاكرة بيروت تتجدد وتحيا، من دار الأوبرا الى الرينغ، سردية جديدة وذاكرة جماعية واحدة جامعة ومتصالحة مع الماضي وأخطائه. تنبض رياض الصلح بالحياة ويحيي فريق الرينغ بيروت وسرديّة روايتها الجديدة.

السابق
خرق إسرائيلي للأجواء اللبنانية
التالي
خطوة الإثنين الأكثر تصعيداً: إفتراش الأرض بالمحتجين.. والسيارات !